لقاء الأعداء على كراهية أردوجان
13 ربيع الثاني 1435
منذر الأسعد

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم!!

شهد هذا اليوم -الأربعاء 12/4/1435 الموافق 12/2/2014م- حملة إعلامية ضارية على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان، اشتركت فيها قوى يفترض فيها أنها معادية بعضها لبعض..

 

استهل الحملة في الصباح بوق العصابة الأسدية فيصل المقداد، الذي أطلق هراءه من جنيف، معتبراً أن أردوجان ليس من "المجتمع الدولي" لأنه يدعم الإرهاب!!!!!!!!

 

واختتمت حفلة التزوير التهريجية البائسة على قناة العربية، في حلقة من برنامجها "بانوراما"، ففي الفقرة الأخيرة المخصصة لتركيا، استضافت المذيعة "المهنية جداً!!" المدعو مصطفى اللباد من القاهرة، يهجو حزب العدالة والتنمية هجاءً بذيئاً لا علاقة له بمنطق ولا أثر فيه لموضوعية. وكان الكلام بينه وبين المذيعة "المهنية جداً" كأنه كلام شخص واحد، فكل منهما يبدأ شتيمة فيتولى الآخر مهمة إكمالها!!

 

بالطبع، ما من حصيف يمكنه أن يستوقف العربية أمام أبجديات المهنة، لأن ازدراء معايير العمل الإعلامي متجذر في بنيتها وليس خطأً عابراً ولا عثرة يتيمة تستحق التنبيه تمهيداً للتصويب وعدم التكرار.. وإلا فإن أي صحفي مبتدئ يحترم قواعد عمله، يستضيف وزيراً تركياً أو مسؤولاً في الحزب الحاكم، ثم يمطره بالأسئلة الشائكة المحرجة...

 

كان موضوع الفقرة التركية في بانوراما العربية استنكار قانون جديد لضبط الإنترنت في تركيا، فصوره الضيف الهائج والمذيعة الموتورة في صورة مستبد يفعل ما يحلو له، وربطا الأمر بما يسميانه فضائح الفساد الأخيرة!! بل إن الضيف العجيب عقد مقارنة مضحكة بين تجربة أردوجان والسنة التي حكم مرسي فيها مصر شكلياً لأن الحكم الفعلي كان في يد الدولة العميقة مثلما أثبتت الوقائع اللاحقة!!

 

مما يثير السخرية أن حكومة العدالة والتنمية صعدت إلى السلطة من خلال انتخابات، بالرغم من أن مؤسسات القمع التغريبية الأتاتوركية كانت تتربص به.. وأنجز الحزب في 12 سنة إنجازات أبهرت الصديق وغاظت العدو.. ومن نجاحات هذا الحزب أنه نقل تركيا من دولة بطش وتسلط عسكري مزمن، إلى دولة تنمو فيها الحريات وتزدهر..

 

بعبارة أخرى:أردوجان لم يقفز إلى السلطة بانقلاب عسكري ولم يرث جمهورية عن أبيه الطاغية... ولم يقفل الرجل صحيفة ولا ضيَّق الحركة على قناة فضائية...

 

أفليس مريباً أن تلتقي أحقاد العربية مع ضغينة نيرون الشام الذي يزعم القناة أنها تناوئه وتؤيد الثورة الشعبية السورية ضده؟
وهل من قبيل المصادفات أن تلك البغضاء الرخيصة ليست أكثر من مظهر متأخر من مظاهر العداء اليهودي للرجل ولبلاده؟

 

وإذا كان طاغية الشام يكره أردوجان لأسباب طائفية وضيعة، ولأن أنقرا انحازت إلى جانب الشعب السوري الثائر عليه، فما سر حملات العربية المستمرة على أفضل حليف للشعب السوري –بحسب ما يقوله السوريون أفراداً وجماعات-؟ ليس في الأمر سر فالقناة متخصصة في الحقد على كل من هو –وما هو - إسلامي حتى لو كان "نموذجاً للاعتدال كأردوجان" باعتراف الغرب الصليبي نفسه

 

ولاكتمال الصورة ينبغي للمراقب المنصف أن يُذَكِّر بأن خصوم الرجل في داخل تركيا هم –في أكثريتهم المطلقة-حلفاء الصهاينة تاريخياً وأشياع بشار راهناً!!

وملاحظة أخيرة: أهي محض مصادفة أن يحظى أردوجان بالأعداء أنفسهم الذين يعادون الشعب السوري؟