موجة علي الوردي.. العلماني/الرافضي؟
22 جمادى الثانية 1435
منذر الأسعد

تقول العامة: إذا أفلس التاجر أخذ يفتش في دفاتره القديمة..

وهذه حال غلمان التغريب في ديار المسلمين في الوقت الحاضر، فهم يشعرون بإفلاسهم بالرغم من ضخامة القوى الخارجية والداخلية التي تساندهم بالقوة العسكرية والقمع وهدر الأموال المتدفقة لتمرير مشروعهم البائس.. 

 

وما يفاقم شعورهم بالمرارة وخيبة الأمل، أن حصادهم حنظل، حتى بعد طوفان الإلحاد الهائل من خلال الفضائيات والشبكة العنكبوتية، حيث جاءت النتائج عكسية!!

 

لذلك تراهم ينبشون علي الوردي ويمنحونه هالة تقديس كعادتهم مع كل من يخدم فكرهم المنحرف المستورد..  فالوردي لم يكن معروفاً لدى أكثرية الناطقين بالعربية، بل إن عدد قرائه في العراق أصلاً ضئيل، وبخاصة عند الأجيال الشابة.

 

طبّل القوم وزمّروا وجعلوا الوردي أسطورة-مع إصرارهم على تقديمه كعالِم!!-..  أعادوا طباعة كتبه وأدخلوها في معارض الكتب، التي لهم سطوة خفية على برامج أكثريتها!!

 

فمن هو علي الوردي؟ وما سر الاهتمام المبالَغ فيه من قبل هؤلاء المفلسين؟
هو: علي حسين محسن عبد الجليل الوردي (1913- 13 تموز 1995 م)، عالم اجتماع عراقي، أستاذ ومؤرخ وعرف باعتداله وموضوعيته وهو من رواد العلمانية في العراق.  لقب عائلته الوردي نسبة إلى أن جده الأكبر كان يعمل في صناعة تقطير ماء الورد.

 

وأكثر مؤلفاته ذيوعاً:
-مهزلة العقل البشري.
-وعاظ السلاطين.
-خوارق اللاشعور (أو أسرار الشخصية الناجحة).
-هكذا قتلوا قرة العين
-لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث (8 أجزاء).
-الأحلام بين العلم والعقيدة.
-منطق ابن خلدون.
-أسطورة الأدب الرفيع.
-دراسة في طبيعة المجتمع العراقي
-شخصية الفرد العراقي، بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم الاجتماع الحديث.

 

وما من شك في أن علمانية الوردي تكمن وراء استعادة التغريبيين له من كهوف التاريخ، وإضفاء هالة تضخيم حوله، وتقديمه على أنه "محتكر الحقيقة" وفريد العصر والزمان...

 

وزيادة في التلبيس، يحجب القوم تحدر الرجل من منبت شيعي، وإذا جوبهوا بها في منتدى حواري، يتمترسون وراء ادعائهم أن الوردي غير طائفي، وأن الرافضة هاجموه قبل أهل السنة!!

 

لن نظلم الرجل فهو بحسب ظاهره مقتنع بالعلمانية الغربية الفاسدة، ربما بتأثير دراسته بالجامعة الأمريكية في بيروت ثم في الولايات المتحدة الأمريكية..  ولعل شعوره بتهافت خرافات الرافضة، لعبت الدور الرئيس في توجهه نحو العلمنة، على غرار كثير من شيعة إيران في عهد الشاه وشيعة العراق قبل الغزوة الصليبية الأخيرة ( 2003م).. فكثير من هؤلاء أصبحوا ملحدين وجوديين أو شيوعيين ماركسيين. 

 

وهذه الظاهرة لم تنل ما تستحقه من تسليط الضوء عليها، فلماذا لا يتجه الشيعي الساخط على تهريج عقائد قومه نحو الإسلام الحق؟ أليس نتيجة شعوره بأن حاخامات الصفوية الجديدة مستعدون للقبول بكفره المحض بعالم الغيب، لكنهم لا يتسامحون مع دخوله في الإسلام أبداً!!

 

ومع خفوت الحس الطائفي لدى الوردي بالقياس إلى الرافضة الغلاظ، فإنه لم يتحرر من رواسب تربيته وركام الحقد الذي رضعه مع حليب أمه..

 

ففي مهزلة العقل البشري يشن حملة قذرة ظالمة على الصحابي المعروف أبي هريرة رضي الله عنه، لا تختلف ذرة واحدة، عما تطالعه في جميع دواوين الدجل المجوسي قديمها وحديثها!!

 

وعداؤه للأمويين بعامة ولمعاوية رضي الله عنه أوضح من أن يستطيع أحد طمس معالمه.. 
وموقفه السفيه من الدعوة الإصلاحية التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله معلن وفيه كثير من البذاءة والابتذال.. 

 

ومما يتسلل من خبايا عقله الباطن، أنه زعم أن الشيعة لم يكونوا رافضة أول الأمر، وأن أهل السنة لم يكونوا نواصب في البداية، لكن الجهتين أصبحتا كذلك نتيجة استمرار التطرف مع الزمن!!

 

نلاحظ أنه ساوى بين الطرفين على خلاف مقتضيات البحث العلمي الموضوعي، الذي يبحث بدقة ونزاهة، ثم يستخلص نتائج يقدم بين يديها براهين مفصلة وموثقة!!

 

وشر من ذلك أنه يتهمنا ضمناً بأننا الآن –بل منذ قرون وقرون- نواصب نعادي آل البيت!! أليس هذا البهتان دليلاً دامغاً على عمق البغضاء الرافضية لدى رافع شعار العلمانية؟

 

إن عبيد التغريب مفضوح أمرهم ومهتوك سترهم..  لكن ما يؤلم أن ينشر موقع إسلامي –أو ذو خلفية إسلامية- مثل: رابطة أدباء الشام مقالة مريبة، تدس الوردي إلينا، بالرغم من أن كاتبها-على نقيض حلفائه التغريبيين- يفاخر بشيعية الوردي، ويعرض وقائع تثبت اهتمام المرجعية الرافضية به وبموروثه الخبيث!!! (انظر: http: //www. odabasham. net/show. php?sid=39627
مع العلامة الدكتور على الوردي في ذكراه)..