التنصير في إيران قديما وحديثا
20 رجب 1435
سيد عثمان الفاروقي

المقدمة:

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: 9]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [التوبة: 34].

 

هذا بحث مختصر عن التنصير في إيران على حسب بعض التقريرات الرسمية وغير الرسمية من قبل السلطات الإيرانية وأمريكية، والمواقع في الشبكة العنكبوتية، على حسب ما يجري في داخل إيران.

 

وقد قسمت البحث إلى المطالب التالية:
المطلب الأول: تعريف التنصير لغة واصطلاحاً:
المطلب الثاني: بدايات دخول التنصير في بلاد فارس.
المطلب الثالث: تشجيع نصارى أوروبا على القدوم إلى إيران واحترامهم:
المطلب الرابع: توطيد العلاقة مع الكاثوليك والتعاطف مع نصارى إيران.
المطلب الخامس: التنصير المعاصر واحصائيات عن أعداد النصارى في داخل إيران.
المطلب السادس: أسباب ووسائل انتشار التنصير في شعب الإيراني.

 

المطلب الأول: تعريف التنصير لغة واصطلاحاً:

تعريف التنصير لغة:

نصَّرَ ينصِّر، تنصيرًا، فهو مُنصِّر، والمفعول مُنصَّر(1). وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم –: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء"(2).

 

تعريف التنصير اصطلاحاً:

التنصير: حركة دينية سياسية استعمارية بدأت بالظهور إثر فشل الحروب الصليبية، بغية نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث بعامة وبين المسلمين بخاصة، بهدف إحكام السيطرة على هذه الشعوب(3).

 

المطلب الثاني: بدايات دخول التنصير في بلاد فارس.

لا شك أن إيران القديمة كانت مهد الديانات القديمة، من المجوسية، والزرادشتية، ومن أشهرها المجوسية، ثم انتشرت الزرادشتية بشكل كبير، ومن ثم تبنتها بعض الملوك الساسانيين وصارت ديناً رسمياً في إمبراطوريتهم الشاسعة، وذلك قبل ميلاد المسيح – عليه السلام –  وبعده، ولهذا ما كان هناك مجال لانتشار دين آخر كالنصرانية، واستمرت الأوضاع على ذلك إلى أن ظهر الإسلام وقضى على إمبراطورية الفارسية ودياناتها في تلك البلاد بشكل نهائي، ولم يبقى لديانات الأخرى شيء يذكر، إلى أن قامت الدولة الصفوية المجرمة في هذه البلاد وتحولها إلى مركز الرفض والتشيع إلى وقتنا الحاضر.

 

لا يخفى على أهل الدراية أن بلاد الفارس بعد الفتح الإسلامي في عصر الخلفية الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عصر الصفويين إلى بداية القرن العاشر تاريخ مشرق وماضي يفتخر به كل مسلم حيث كان مركز العلم والعلماء وموطن المحدّثين والفقهاء والشعراء، منهم الإمام مسلم والحاكم ابن عبد الله النيسابوري، والإمام طبري، والإمام الغزالي، والإمام الفخر الرازي،والسرخسي، والبيروني، والشهرستاني، والفارابي، والترمذي، وابن ماجة القزويني، والخليل ابن أحمد، والراغب الأصبهاني، وسيبويه، وابن فارس، وغيرهم من المحدّثين والمفسّرين والفقهاء واللغويين .

 

وقد صح عن الرسول– صلى الله عليه وسلم – فيما رواه عنه أبو هريرة– رضي الله عنه – أنه قال: "لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من أهل فارس". أو قال : "من أبناء فارس". وفي رواية ثانية : "قال أبو هريرة– رضي الله عنه –: "كنا جلوسا عند النبي– صلى الله عليه وسلم –إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ } [الجمعة: 3]، قال رجل من هؤلاء : يا رسول الله، فلم يراجعه النبي – صلى الله عليه وسلم –، حتى سأله مرّة ، أو مرّتين، أو ثلاثاً، قال: وفينا سلمان الفارسي – رضي الله عنه –، قال: فوضع النبي– صلى الله عليه وسلم –يده على سلمان، ثم قال: "لو كان الإيمان بالثريا لناله رجال من هؤلاء"(4). 

 

إن قيام الدولة الصفوية في إيران شكّل كارثة لإيران والعالم الإسلامي معًا، إذ ظلت إيران قرابة تسعة قرون تتبع مذهب أهل السنة والجماعة، فكانت الصبغة السنية واضحة في جميع ألوان النشاط البشري لأهلها، وهو ما مكّن هذا القُطر من المساهمة في بناء صرح الحضارة الإسلامية.

 

لكن بقيام الدولة الصفوية في إيران؛ تغيّر مسار النشاط البشري فيها تغيُّرًا جذريًّا في جميع مجالات الحياة: العقدية، والفكرية، والفنية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، ووُجّه الإيرانيون إلى وجهة مغايرة تتسم بالعداء الصارم لكل ما له صلة بأهل السُّنَّة.

 

فقد كان قيام هذه الدولة مقترِنًا بالقضاء على مذهب أهل السنة في إيران، كما تزامن مع ارتكاب مذابح ومظالم بحقهم، والتضييق عليهم في أغلب عهود الحكم الصفوي.

 

كما أن التعصب المذهبي أوقع الصفويين في محذور عقدي؛ وهو التحالف مع الدول النصرانية في أوربا؛ أملاً في إضعاف الدولة العثمانية السنية التي كانت تقود الجهاد ضد الصليبيين؛ رافعةً راية الإسلام، فاتحةً القسطنطينية، غازيةً في أوربا، مما أضعف الفتوحات الإسلامية في هذه الجهة وأعاقها.

 

وفي المقابل، رحب الصفويون بإقامة النصارى في بلادهم وعاملوهم بكل احترام وتقدير، ووثّقوا صِلاتهم الاقتصادية بالدول النصرانية في أوربا، وسمحوا للتجار الأجانب بِحُرية الحركة في المدن الإيرانية، ومنحوهم الامتيازات التجارية؛ مما شجع على ازدياد النفوذ الأوربي في منطقة الخليج، حيث مهَّدوا له الطريق بعقد التحالفات العسكرية والتجارية مع البرتغاليين والهولنديين والإنجليز، فكان عهدهم بامتياز هو عهد إدخال قوى الاستعمار الأوربي في هذه المنطقة، طوال مدة حكمهم التي استمرت أكثر من قرنين من الزمان من سنة (907هـ - 1507م) إلى (1148هـ - 1735م).

 

المطلب الثالث: تشجيع نصارى أوروبا على القدوم إلى إيران واحترامهم.

بدأ هذا التشجيع منذ عهد إسماعيل الأول، وبلغ أَوْجَه في عهد الشاه عباس الأول؛ ففي رسالة بعثها البوكيرك -الحاكم البرتغالي في الهند- إلى الشاه إسماعيل الأول جاء فيها: "إني أقدّر لك احترامك للنصرانيين في بلادك، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند، وإذا أردت أن تنقضَّ على بلاد العرب أو تهاجم مكة، فستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدة أو في عدن أو في البحرين أو القطيف أو البصرة، وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي، وسأنفذ له كل ما يريد"(5).

 

كما أن الصفويين في شخص عباس الأول شجّعوا لأول مرة بناءَ الكنائس، وأطلقوا العنان للمنصِّرين والقسس ليفسدوا في بلاد المسلمين وليرفعوا رايات الشرك والضلال.

 

وقد تساهل شاه عباس الأول تساهلاً لم يُسبق له نظير مع النصارى، وأصدر مرسومًا إلى رعاياه يؤكد فيه أنهم أصدقاؤه وحلفاء بلاده، وأنه يأمرهم باحترامهم وتبجيلهم وإكرامهم أين حلوا، كما فتح بلاده للتجار الإفرنج، وأوصى ألاَّ تؤخذ الرسوم على بضائعهم، وألا يتعرض لهم أحد من الحكام أو الأهالي بسوء. وقد اشتهر هذا السلطان بحسن معاملته للنصرانيين من كافة الأجناس(6).

 

ويرى شاهين مكاريوس أنه أول من فعل مثل ذلك من سلاطين المسلمين في بلاد إيران.
وقد أرسل ملوك أوروبا رسلَهم وتجارهم لزيارة إيران، وعقد معاهدات سياسية وصفقات تجارية مع الشاه عباس الأول؛ لتوفير كل متطلبات الأمن والراحة لهؤلاء الأوربيين(7).

 

وفي عهد الشاه عباس الثاني (1642 - 1666م)، منح الناسَ حرية الأديان، وتمتع الأوربيون في أيامه بالحرية وبنعمة السلطان، فكان تُجَّارهم أدنى مجلسًا منه ويروون الأمور عنه(8).

 

وهكذا نلاحظ في عصر الصفويين علاقات وثيقة مع الكفار، وانسجامًا وتفاهمًا معهم، واحترامًا متبادلاً، ومودة ومحبة، واعطاء المجال للمنصرين بشكل كبير وواضح، وفي مقابل نصيب أهل السنة والجماعة القتل والتشرد واضطهاد، والتي باقي إلى يومنا هذا. والله المستعان.

 

المطلب الرابع: توطيد العلاقة مع الكاثوليك والتعاطف مع نصارى إيران.

ومن الذين اتصل بهم الشاه عباس بابا روما، وحاول عن طريقه حثّ ملوك أوروبا النصارى على وحدة الكلمة والتعاون مع إيران للقضاء على الدولة العثمانية، كما اهتم البابا من جانبه بتوطيد علاقاته بالشاه عباس تدعيمًا لموقف النصارى في إيران، وقد أرسل البابا عدة رسائل إلى عباس يوصيه فيها بحسن معاملة نصارى إيران، والسماح لهم ببناء الكنائس، وإقامة الطقوس النصرانية.

 

ومن الرسائل المهمة التي تبين حرص البابا على تعميق هوة الخلاف بين الشاه عباس الأول والعثمانيين، تلك الرسالة التي أرسلها البابا بولس الخامس مع وفْدٍ وصل إلى إيران ليهنِّئ الشاه عباس بانتصاره على الأوزبك السُّنَّة، ويحرضه على محاربة العثمانيين.

 

ومن النقاط المهمة الواردة في هذه الرسالة ما يلي:
1- كم يتمنى البابا إضعافَ الدولة العثمانية، وكم يأمل في التعاون مع جميع القوى الراغبة في تحقيق هذا الأمل! وسيجتهد في استنفار جميع الملوك النصارى للاتحاد بينهم؛ كي يقوموا بهجمة مشتركة ضد الدولة العثمانية من الغرب، في حين يقوم الشاه عباس بهجمة أخرى من الشرق.

 

2- يعد البابا بإرسال المهندسين والخبراء العسكريين للعمل من أجل تقوية جيش إيران.

 

3- يرغِّب البابا في إنشاء سفارة في كلٍّ من أصفهان وروما؛ للإشراف على توطيد العلاقات بين الطرفين.

 

4- يأمل البابا من شاه إيران أن يُحْسِن معاملة نصارى إيران، وكذلك النصارى الأجانب، وألاّ يعاقب من يعتنق الدين النصراني (أي: المرتدين من المسلمين)، وألاّ يجبر النصارى على التخلي عن دينهم (أي: الدخول في الإسلام)(9).

 

وهكذا نجحت الكنيسة الكاثوليكية في حمل الشاه عباس الأول على التعاطف الشديد مع نصارى إيران، وكذلك نصارى أوروبا الذين كانوا يفِدون إلى إيران؛ إذ كانت لديه القابلية النفسية لهذا التعاطف. كما جعلوه يوافق على بناء الكنائس في أصفهان وغيرها من المدن الإيرانية، بل إنه أمر ببناء كنيسة في جلفا على نفقته الخاصة.

 

كما أنه سمح للبعثات التنصيرية بالقدوم إلى إيران، ومنحها حرية الحركة والتنصير، وقد أدى هذا إلى ارتداد بعض الإيرانيين عن الإسلام، ومنهم عدد من مستشاري الشاه عباس، بل إنه أدّى إلى اتهام بعضهم الشاه عباس نفسَه بالميل إلى النصرانية، كما أدى تعاطفه مع البعثات التنصيرية إلى أن عرض عليه أحد القساوسة الدخولَ في الدين النصراني، فردَّ عليه الشاه قائلاً: لِنترُك هذا إلى وقت آخر(10).

 

ونرى في عصرنا الحاضر هذه الدولة الرافضية التي امتداداً لتلك الدولة الفاجرة الصفوية يعقد معاهدات السرية على حساب تدمير الدول السنية والتعاون مع النصارى واليهود والله حسيبهم.

 

المطلب الخامس: التنصير المعاصر واحصائيات عن أعداد النصارى في داخل إيران.

التقرير التي صدرت عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2004م تشير إلى أن عدد المسيحيين في إيران يبلغ نحو 300 ألف نسمة أي: أنهم يشكلون ما هو أقل من واحد في المائة من تعداد السكان. وبالإضافة لكونهم أقلية ضئيلة، فالمسيحيون الإيرانيون غير موحدين في الانتماء لمذهب واحد، فمنهم من ينتمي إلى الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية وهى أكبر الكنائس الإيرانية، كنيسة الشرق الآشورية، الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، بينما تقدر أعداد الإنجيليين في البلاد بنحو 15 ألف شخص.

 

يذكر أنه مسموح للطوائف المسيحية في إيران بالدخول في الجيش، ولهم قوانينهم الخاصة من جهة الإرث والأحوال الشخصية كما أن لهم ثلاثة ممثلين في البرلمان.

 

ومنذ السبعينات  لوحظ زيادة واضحة في معدلات هجرة المسيحيين الإيرانيين، وهو ما أدى لتقلص نسبتهم إلى ما دون الواحد في المائة من عدد السكان، بينما كانت نسبتهم 1.5 في المائة عام 1975م. وقد تركزت هجرة الإيرانيين المسيحيين في أميركا وكندا ودول أوروبا، وبينما يرجع سبب هذه الهجرة لأسباب السياسية، والدينية، والظروف الاقتصادية.

 

المطلب السادس: أسباب ووسائل انتشار التنصير في شعب الإيراني.

ولا شك أن غالبية التصرفات أو الفتاوى الصادرة عن هؤلاء المعممين تتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي، وهذه الظاهرة ليست بجديدة على المجتمع الإيراني؛ حيث كانت بداياتها تعود إلى السنوات الأولى من الثورة الإسلامية في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ومع بدء النظام الإسلامي الحاكم شن اعتقالات عشوائية في حق أعضاء الأحزاب وأنصار التيارات المعارضة وأعدم الكثير منهم بطريقة تعسفية، وقد انتشرت شائعة في تلك السنوات بأن الدين الإسلامي لا يسمح بإعدام الفتيات العذارى، ولهذا السبب أجاز رجال الدين اغتصابهن (بذريعة الزواج المؤقت) قبل الإعدام ثم يسمح للمسؤولين بإعدامهن. وانتشرت هذه القصة بين أفراد الشعب كالنار في الهشيم. كذلك يمكن إضافة فتاوى أخرى كإجازة الكذب لرجل الدين في حال تعرض مصالح الدين للخطر و ظهرت حينها ظاهرة كره الإسلام بين الشباب والشابات في إيران.

 

كشفت وكالة كريستيان بوست الأمريكي المختص بنقل قضايا المسيحيين من حول العالم إن إيران فشلت في وقف التمدد المسيحي على أراضيها، مشيراً إلى أن المسيحية تنتشر بشكل كبير بين الشباب والأسر الإيرانية.

 

وذكر موقع "كريستن بوست" في تقرير نشره بعنوان: "اعتناق المسيحية يتزايد في إيران رغم التخويف والترهيب"، أن نسبة كبيرة من الإيرانيين المسلمين يقرأون الإنجيل (العهدين القديم والجديد) وكذلك التوراة.

 

ووصل عدد المتنصرين في ايران إلى 370,000 متنصر، بعد أن كانوا 200 شخص فقط قبل 40 سنة. هذا بالإضافة الى الكنائس التقليدية كالأرمنية والسريانية التي تضم إليها ما يقارب الـ 80,000 شخص.

 

وقالت أن إيران تشهد نهضة مسيحية قوية، وإن اللقاءات بين المتنصرين تجري في البيوت بشكل سري في كل المناطق الإيرانية وخاصة في المدن الكبيرة.

 

وقال أحد المتنصرينأنه يعتقد أن المسلمين الإيرانيين يعتنقون المسيحية بعد أن يتعرفوا على الوجه الحقيقي للإسلام، (أي: التشيع، وأن المذهب الرسمي إثني عشرية)،كالدين الرسمي لإيران، خاصة بعد فوز محمود أحمدي نجاد عام 2009م.

 

وبحسب التقرير، فقد فشلت إيران في الحفاظ على شبابها من التنصير رغم الجهود التي تقوم بها، والحملات التي يقوم بها مكتب مكافحة التهريب بالتعاون مع الحرس الثوري لمصادرة الإنجيل والتوراة.

 

ويوجد في إيران نحو 600 كنيسة، بينها 73 مصرحة، فيما يبلغ عدد المسيحيين نحو 300 ألف.
ويتوزّع المسيحيون في إيران بين طوائف الأرمن والأشوريين والكلدان، وكنائسهم موزّعة بين الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية.

 

الأرمن هم أكبر طائفة مسيحية، ولديها تاريخ عريق في إيران. ومردّ ذلك إلى أن الإيرانيين لا يشعرون بالتمييز بينهم وبين الأرمن، كون إقليم أرمينيا کان في فترات متقطعة جزءاً من بلاد فارس (إيران)، حتى عقد اتفاقية تركمنشاي بين إيران وروسيا. ومنذ هذا التاريخ حتى اليوم يُعتبر الأرمن جزءاً من مكونات المجتمع الإيراني.

 

طائفة الأرمن التي يتراوح عدد المنتمين إليها بين 160 إلى 200 ألف، لديها ثلاث أبرشيات، وهي إصفهان وطهران وتبريز، وأغلبيتهم ينتمون إلى الكنيسة الأرثوذكسية. ولا يفوق عدد الأرمن الكاثوليك حدود 10% من مجموع عدد الأرمن. وللأرمن نائبان في البرلمان الإيراني، واحد عن أرمن طهران وشمال إيران، والثاني عن أرمن إصفهان وجنوب إيران.

 

وطائفة الأشوريين والكلدان يقدّر عددهم بحوالى 18 ألفاً، ويقطن أغلبهم في مدينة أوروميا مركز محافظة أذربيجان الغربية في الحدود الإيرانية - التركية - العراقية.

 

ولجميع الطوائف المسيحية كنائس ونوادٍ ومدارس، كما يسمح للطلبة الأرمن بالتسجيل في المدارس الحكومية، وجمعيات، وبعضهم لديهم مجلاّت خاصة. ويصل عمر جريدة أراليك الأرمنية إلى 73 عاماً.

 

ويمكن تلخيص أهم أسباب وسائل التنصير في إيران في نقاط التالية:
الأولى: وجود تضاد بين ما يعرضه النظام الإيراني باسم الإسلام وبين العقل السليم خاصة بعد انفتاح والعولمة العالمية مما جعله ذريعة للمنصرين لنفور الشباب والشابات عن الإسلام.

 

الثانية: عدم وجود مقومات في عقيدة الرافضة لدفاع عن عقيدتهم فبتالي تغيير عقيدة الشباب والشابات سهل ميسر والتنصير عرفت تلك الثغرة واستفادة منها بشكل كبير.

 

الثالثة: انتشار رؤية الفضائيات الغربية بشكل واسع داخل المجتمع الإيراني، واستغل أيضاً التنصير تلك الثغرة أيما استفادة.

 

الرابعة: وجود مواقع التنصيرية بمائات المواقع داخل الشبكة العنكبوتية باللغة الفارسية.

 

الخامسة: وجود النصارى داخل إيران وانتشار نشاطاتهم في السنوات الأخيرة خاصة في كنائس التي داخل البيوت بشكل سري ودعوة الشباب والشابات إليها وبالتالي تنصيرهم بأسهل الطرق.

 

السادسة: هجرة الشباب والشابات إلى الدول الغربية واستغلالهم من جهة المنظمات التنصيرية في تلك البلاد.

 

وفي ختام البحث أناشد المنظمات الإسلامية بالدفاع عن أهل السنة خاصة والدعوة الرافضة، في هذا البلد التي كانت من ضمن أكبر البلاد الإسلامية، التي بنت الحضارة الإسلامية في القرون الماضية وبما أن التنصير تجتاح تلك البلاد، فلم لا نسلك سبيلهم في أخذ الوسائل وندعوهم إلى دين الحق وهم شعب يقبلون العقل والمنطق ولهذا يفرون من هؤلاء المجرمين الكذابين ونرجعهم إلى ما كانوا عليه أجدادهم من عقيدة أهل السنة والجماعة حتى لا يكونون لقمة سائغة في فم التنصير. والله المستعان.

هذا وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعامين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين.

 

المصادر والمراجع:

1-    ايران في زمن الصفوية، أحمد تاج بخش .
2-    تاريخ إيران، شاهين مكاريوس.
3-    الشاه عباس الكبير ، محمد بديع جمعة .
4-    صحيح البخاري.
5-    صحيح مسلم.
6-    الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
7-    معجم اللغة العربية المعاصرة، للدكتور أحمد مختار عبدالحميد عمر.
8-    الموقع البرهان:
http://alburhan.com/main/articles.aspx?article_no=4143#.U2f6b_l_tAc

 

_____________________

(1)    معجم اللغة العربية المعاصرة، للدكتور أحمد مختار عبدالحميد عمر. 3/2220. مادة: نصر
(2)    صحيح البخاري كتاب الجنائز باب ما قيل في أولاد المشركين برقم: (1319) .
(3)    الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، 2/665. ط4/ 1420ه. تحقيق: الدكتور مانع الجهني.
(4)    ينظر: صحيح مسلم 16/100-101 مع شرح النووي.
(5)    قراءة جديدة من تاريخ العثمانيين، زكريا بيومي سليمان، ص: 63.
(6)    تاريخ إيران، شاهين مكاريوس ص: 154 – 156.
(7)    الشاه عباس الكبير ، محمد بديع جمعة ص: 216.
(8)    تاريخ إيران، شاهين مكاريوس ص: 154 – 156.
(9)    ايران في زمن الصفوية، أحمد تاج بخش ص: 220-241.
(10)    المرجع السابق. وينظر إلى الرابط التالي:
http://alburhan.com/main/articles.aspx?article_no=4143#.U2f6b_l_tAc