الليبرالية دجل.. ونسختها العربية مسخ أشد دجلاً
21 شعبان 1435
منذر الأسعد

حاول صديق ثقةٌ تسجيل اسمه لاكتساب عضوية مجانية في موقع عربي إخباري تفوح منه رائحة العفن التغريبي المحض.. سجلوا اسمه مبدئياً مع عنوان بريده الإلكتروني ووعدوه بالرد السريع..
مضت ثلاثة أسابيع ولم يتلق صاحبنا رداً من أي نوع: سلباً ولا إيجاباً..

 

دُهش الرجل لأنه كان يظن أن التغريبيين العرب أقل غباء من الإقصاء الفج بهذه الصورة الوقحة.. وزاد في دهشته أنه يعلم من واقع خبرته الإعلامية الطويلة، أن المواقع الإسلامية تتعامل مع تسجيل الأعضاء الجدد بطريقة منفتحة، فالأمر يتم سريعاً ومن غير تعقيدات، وإذا طلب بعضها مهلة لاعتماد العضوية فإنه يبعث إليك قبوله خلال ثوانً أو بضع دقائق على أبعد الاحتمالات.. ويؤكد الإعلامي المعروف أن المواقع الإسلامية التي لا ترفع عقيرتها باحتضان الرأي والرأي الآخر، تفعل تلك الخطوة البسيطة احتياطياً لئلا يكون الراغب في عضويتها جهازاً آلياً وليس تنقيباً عن نيته وهواه، مثلما فعل الموقع الليبرالي!!

 

المفاجأة الأخرى التي صدمت صديقي تتلخص في استطلاع للرأي يجريه موقع: الشبكة العربية العالمية، حول ما بعد الربيع العربي، فالأسئلة إيحائية فجة بما يتناقض مع أبجديات الموضوعية المهنية والمعايير المتبعة لدى الجهات المحترمة التي تستطلع الرأي العام حول قضايا عامة.. يقول الاستطلاع المفضوح بإقحامه الرأي في متنه:

بعد الربيع العربي، هل يستطيع الاسلاميون حكم دول المنطقة؟ أي من السيناريوهات تعتقد هي الأنسب؟ ولماذا؟
-حكم مطلق للاحزاب الاسلامية
-حكم مدني للاحزاب الاسلامية
-حكم مدني مشترك اسلامي مع تيارات اخرى حكم انقلابي
-(عسكري او اقلوي)
-حكم آخر،
ابدي رأيك واكتب عنه ادناه:

***************

 

وقد تعمدنا إبقاء الأغلاط النحوية والإملائية على حالها مثلما جاءت في الموقع..
المهم أن الشبكة التغريبية المكشوفة تحصر مستقبل الربيع العربي في نطاق الإسلاميين لغاية خبيثة وليست بحثية علمية.. وهي توجّه جمهورها إلى أن الأصل في حكم الإسلاميين أنه مطلق لا يحترم رغبات الناس ولا يكترث بإرضائهم في حدود ثوابته الشرعية!!

 

هو والله تلاعب بالعقول مضى زمنه وولى، وليس استطلاعاً لآراء جمهور منتقى من الخفافيش المتسلطة على الموقع، فهي لا ترضى بقبولك عضواً إلا إذا تثبتت من تغربك مثلها أو من كونك ساذجاً مغفلاً قابلاً لغسل الدماغ بأيسر الطرق..

 

إن حرب القوم على الإسلام حرب قذرة مفضوحة وإن كانوا يوهمون أنفسهم أن أحابيلهم ما زالت تنطلي على الآخرين!! ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..