الشريف حاتم العوني.. ومقال غريب!!
12 شوال 1435
منذر الأسعد

نشر الشريف حاتم العوني في موقعه على الشبكة مؤخراً مقالة عنوانها: المشايخ الكسالى, تضمنت حملة قاسية ضد مشايخ لم يذكر أسماءهم, يتهمهم فيها بممالأة تنظيم داعش,ليس بالمعنى السياسي الشائع,وإنما لأنهم –بحسب كلامه- يؤمنون بما تؤمن به داعش  من تكفير من يخالفهم من المسلمين.ولكي لا أظلم الكاتب الفاضل أقتبس بعض عباراته فهو أقدر على توصيل فكرته.

 

((١- فكيف سيرد هؤلاء المشايخ على من كفّر بمطلق إعانة الكفار على المسلمين ، فحكموا بالكفر على دولهم وحكوماتهم المسلمة ، إذا كان هؤلاء المشايخ هم أنفسهم يُكفّرون بذلك .

٢- وكيف سيردون على من كفّر بمطلق الحكم بغير ما أنزل الله  ، وهؤلاء المشايخ أنفسهم يُـكفّرون بذلك أيضا ، مع التزام دولهم بالمعاهدات الدولية والتحاكم إليها ، وغير ذلك من صور الحكم والتحاكم العملية لغير الشرع .

٣- وكيف سيردون على من كفّر جهلة المسلمين ممن يطوف حول القبور ويذبح عندها ويطلب من المقبورين الشفاعة عند الله أو يطلب تحقيق مراده منه بإذن الله ، وهم يُـكفّرون بذلك .

٤- وكيف سيردون على من يكفر المدارس السنية المخالفة لهم ( كالأشعرية والماتردية)  ، وهم عامة مشايخ ومدارس أهل السنة اليوم .. ومنذ قرون ، وهم يكفرونهم صراحة ، أو يصفونهم بما يقتضي التكفير : بأنهم ما عرفوا ربهم ، ولا قدروه حق قدره ، وأنهم يعبدون عدما !

٥- وكيف يردون على من اضطهد مخالفيه من المسلمين ، بحجة ما ينسبه للسلف من تعامل مع المبتدع ، وهم يقررون ذلك التعامل السيء نفسه ، ويصفون القائم بذلك الاضطهاد الفكري والقائل بذلك البذاء بأنه أسد السنة والإمام العلامة .

٦- وكيف يردون على من لا يعذر بالجهل والتأول ، فيكفّر أهلَ الشهادتين بحجة أن مجرد سماع القرآن  كاف ، بل بحجة أن مجرد شيوع السماع كاف لإقامة الحجة ، وهم يكفرون مثلهم : لا يعذرون بالجهل والتأول كل من سمع أو قَصّر ( في رأيهم ) في السماع ، دون نظر منهم لشرطية فهم الحجة ولشرطية إزالة الشبهة .

7-وكيف يردون على الطائفيين الذين يستبيحون دماء الشيعة الإمامية ، بحجة أنهم كفار ، وهم أنفسهم يُكفّرونهم ، ويقررون أنهم مجوس ، وأنهم أكفر من اليهود والنصارى .
٨- كيف يردون على من تشدد بإلزام الناس باجتهاداته ، مع وجود اختلاف معتبر شهير فيما قطع هو الرأي فيه ، وكأنه يوحى إليه بالصواب ، فتزمت .. وألزم الناس بتزمته ، وتشدد .. وشنع على المسلمين المخالفين لتشدده ، وألزمهم بما لا يلزمهم ، وهؤلاء المشايخ أنفسهم يمارسون ذلك بكل حذافيره ، فهاهم يقطعون بصواب ترجيحاتهم الظنية ، إن كانت ظنية ، ليس مقطوعا ببطلانها ، ويصفون مقالات الاختلاف المعتبر الصادر من الأئمة الأربعة بالترهات ، ويجزمون ببطلان تلك المقالات الصادرة من أئمة الإسلام وسادته الأعلام ؟!!

لابد أن يكون هؤلاء كسالى في الرد على الغلاة المتطرفين !!! ))

 

المقال عجيب فهو مكتوب لغة الردح الإعلامي وليس بأسلوب المحاججة العلمية الشرعية,التي يعلمها الشريف حاتم ويتقنها ولو كثير من الإنتاج الذي يلتزمها –بصرف النظر عن اتفاقنا مع استنتاجاته من عدمه-..
والأشد غرابة أن الرجل يأخذ مخالفيه بالظن فهو ينسب إليهم أنهم " يُضْمِرون" كذا!! فهل شق عن قلوبهم؟

 

ألم يكن الأجدر بالكاتب الكريم أن يذكر أسماء المشايخ الذين كال لهم الاتهامات جزافاً؟ في الأقل كان يمكنه تضمين مقالته مقتطفات موثقة من مؤلفات الذين ينسب إليهم إضمار القبول بمعتقدات داعش,ليقنع قارئه  بدقة النتائج التي استخلصها ..
 بالطبع ليس من شأني الرد على النقاط التي استخدمها ما دام لم يوثقها,فهي استنتاجات انتقائية لا برهان له عليها إلا أن ينشر ما يؤكد دعواه..

 

ويكفي في عجالة كهذه أن أسأل الشريف العوني: هلا تفضلت عليّ باعتباري أحد قارئيك فتبيّن من هم العلماء الذين كفّروا الأشاعرة( وأربأ بالرجل ذي العلم الشرعي أن يسوق إلزاماتهم أو إلزامات خصومهم)؟ وأين كفّر علماؤنا الشيعة الإمامية جملةً؟ فأما كبار الرافضة الذين يعتقدون تحريف القرآن ويكفرون الصحابة جملة ما عدا 3 "أو : 4 -7 -13 " فلا ريب في كفرهم,وحبذا لو ابان الشيخ موقفه منهم لأن دفاعه العام عن الإمامية يجعل موقفه ملتبساً...