
أعلن رئيس الجمهورية المُنتخب في تركيا "رجب طيب أردوغان" اسم رئيس الوزراء التركي رقم 62 في تاريخ البلاد، وهو وزير الخارجية "أحمد داود أوغلو"، الذي يلقب بـ"مهندس الديبلوماسية التركية النشط"، حيث تم تصنيفه العام 2010 ضمن لائحة "المئة رجل الاكثر نفوذًا في العالم"، التي تضعها مجلة فورين بوليسي بسبب منحه تركيا "مرتبة عالمية فقدتها منذ مغادرة اخر السلاطين العثمانيين قصر توبكابي في اسطنبول".
ومن المقرر أن يستلم البروفسور داود أوغلو رئاسة الوزراء في 27 أغسطس الجاري، ليكون ثاني رئيس وزراء مختار من مدينة "قونيا"، بعد البروفسور "نجم الدين أربكان".
وفور إعلان وسائل الإعلام العالمية نبأ اختيار أوغلو لتولي منصب رئاسة الحكومة، أفردت العديد من الصحف الأوروبية والعالمية مساحات واسعة لتغطية، الأنباء المتعلقة بهذا الحدث، كما رحبت حركة حماس والحكومة الإثيوبية بقرار ترشيح أوغلو لمنصب رئاسة الحكومة ورئاسة حزب العدالة والتنمية.
و قال "جيتاجو ردا "، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإثيوبي " إن داود أوغلو "مشهود له بدوره البارز في تعزيز العلاقات الثنائية بين إثيوبيا وتركيا في كافة المجالات"، مؤكدًا أن فترة تولى داود أوغلو حقيبة الخارجية في تركيا استطاع خلالها إقامة علاقات متميزة وذات خصوصية مع أفريقيا ورفعت تركيا تمثيلها الدبلوماسي مع القارة السمراء.
كما لفت "ردا" إلى أن العلاقات التركية مع الاتحاد الأفريقي انتقلت من التعاون إلى الشراكة؛ وتركيا تتمتع بعضوية مراقب في الاتحاد الأفريقي، معتبرًا ان داؤد أوغلو؛ خلق لتركيا "أصدقاء وحلفاء، وأنه عكس أصالة وباسطة المواطن التركي".
أما في فلسطين فقد رحبّت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بترشيح "أحمد داود أوغلو"، وزير الخارجية التركي، لتولي رئاسة الحكومة، معتبرة أنه "خير خَلَف لخير سَلَف"، ويسير على ذات الطريق والدرب، في نهضة تركيا، والأمة.
وقال مشير المصري المتحدث باسم الحركه " هذا الرجل (داود أوغلو) هو صاحب إرث تاريخي، وصاحب مواقف عظيمة، وقد رفع من شأن تركيا داخليا، وخارجيا".
وتوقّع المصري، أن تشهد تركيا في عهده مزيدا من "مواقف الانتصار الإنساني والسياسي، تجاه القضية الفلسطينية، واصفًا أوغلو بـ"صاحب الانتصار للقضايا العادلة، وصاحب البصمة التي لا ننساها"، مشيرًا إلى زيارته لقطاع غزة، تحت نيران القصف ، والعدوان الشرس عام 2012، وإجهاشه بالبكاء من هول ما رأى".
أما أصداء ترشيح أوغلو في الصحافة العالمية فقد جائت كالتالي، حيث ذكرت صحيفة "بيلد" أكثر الصحف الألمانية انتشارا، على موقعها الإلكتروني، في خبر لها بعنوان "كاتم السر المقرب من أردوغان"، أن "داود أوغلو" يمتلك رؤية إقليمية ودولية لتركيا، وأشارت إلى كتاب "العمق الاستيراتيجي" للوزير التركي الذي قدم فيه حلولا لتطوير السياسية الخارجية التركية.
ومن جهة ثانيه ذكرت صحيفة (Frankfurter Allgemeine Zeitung)، في خبر لها أن "داود أوغلو" سياسي أكاديمي حصل على تعليما أكاديميا جيدا، وأن يعرف العربية والإنجليزية والألمانية، مشيرة إلى أنه أكثر الأسماء وفاءً لأردوغان داخل الحزب.
وأشارت الصحيفة في خبرها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني، إلى أن أحد أهم الموضوعات التي ينبغي على الوزير التركي أن يوليها أهميتها بعد توليه المنصب رسميا، هو موضوع كيفية حماية تماسك حزب "العدالة والتنمية" الذي ساند "أردوغان" كثيرا.
وفي سياق ذي صله، تناولت صحيفة "دير شبيغل أون لاين"، الحدث، في خبر لها تحت عنوان"خليفة أردوغان داود أوغلو سيصبح رئيس وزراء تركيا الجديد"، وأشارت إلى أن "داود أوغلو" غضب كثير إزاء أنباء تنصت الحكومة الألمانية على تركيا، والتي تناقلتها بعض وسائل الإعلام مؤخرا.
وأوضحت الصحيفة أن "داود أوغلو" ونظيره الألماني "فرانك والتر شتاينماير" تناولا خلال اتصال هاتفي مزاعم التجسس الأخيرة بشكل مفصل.
وفي الشأن عينه، ذكرت صحيفة "Oslobodjenje" البوسنية، على موقعها الإلكتروني، أن المؤشرات الأخيرة كانت تشير إلى تولي "داود أوغلو" منصب رئيس الحكومة والحزب الحاكم خلفا لأردوغان.
وأوضحت الصحيفة أن "داود أوغلو" سيصبح رئيس وزراء تركيا الجديد بعد انعقاد المؤتمر العام الطائر للحزب الحاكم في الـ27 من الشهر الجاري، بعد الموافقة على الترشيح.
وعلى ذات الصعيد، نقلت بوابة "klix" الإخبارية ذات الشهرة الواسعة في البوسنة والهرسك، أخبار ترشيح "داود أوغلو" لمتابعيها، وذكرت في خبر لها تحت عنوان "داود أوغلو رئيس الوزراء التركي الجديد"، أن الوزير التركي سيواصل الأعمال والنجاحات التي بدأها حزب "العدالة والتنمية" قبل 12 عاما، بدون توقف.
في الوقت نفسه، ذكرت قناة "بي 92" الصربية على موقعها الإلكتروني، في خبر لها تحت عنوان "داود أوغلو مرشح رئاسة الوزراء الجديد"، أن رئيس الوزراء "أردوغان" رشح وزير خارجيته لخلافته في رئاسة الحزب والحكومة.
وتطرقت في الخبر إلى المناصب التي تولاها الوزير التركي منذ أن بدء عمله السياسي مستشارا برئاسة الوزراء التركية في العام 2003، وحتى تولية وزارة الخارجية، لافتة إلى إسهامات الكبيرة التي كان لها بالغ الأثر الإيجابي على السياسية الخارجية التركية.
بدورها تناولت وكالة "أنسا" الإيطالية للأنباء، تغطية واسعة لترشيح وزير الخارجية التركية، وقالت إن "أردوغان" أعلن ترشيح وزير خارجيته لخلافته في رئاسة الحزب والحكومة، مضيفة أن المؤتمر العام الطارئ للحزب سيوافق على ترشيح أردوغان في الـ27 من الشهر الجاري.
أما صحيفة "الجمهورية" فقالت إن "داود أوغلو" احد أكثر أعضاء الحزب وفاءً لأردوغان، وأنه وعد رئيس حكومته بمواجهة "الكيان الموازي" حتى النهاية، وإلى الأمر ذاته ذهبت صحيفة "لا ستامبا".
كما ذكرت صحيفة "يني مساوات" الأذارية على موقعها الإلكتروني، أن اذربيجان تتمتع بعلاقات طيبة مع كافة المسؤولين والسياسيين الأترك، مخصصة مساحة واسعة للسيرة الذاتية لـ"داود أوغلو".
أما صحيفة "أزادلق" فلفتت إلى أن وزير الخارجية التركي يتمتع بسمعة طيبة دوليا، وأكاديمي ماهر في العمل السياسي، وهو ما أكدته صحيفة "غونده ليك" أيضا.
وخصص الموقع الإلكتروني المسمى "publika.az" مكانا للسيرة الذاتية للوزير التركي، وعائلته، في إطار خبر عن ترشيح لرئاسة الحكومة والحزب الحاكم في البلاد، وهو نفس الشئ الذي قامت به وكالات "APA" و"Trend" ،"Azertac".
إلى ذلك، كتبت وكالة "إيه إف بي" الفرنسية، خبرا عن الأمر عنونته بـ"ترشيح داود أوغلو كان أمر متوقعا"، وأوضحت ان "أردوغان" ترك مقعده لأكثر الأسماء التي يثق بها داخل الحزب الحاكم، وخصصت مكانا واسعا للكلمة التي ألقاها "أردوغان" أثناء إعلانه عن ترشيح "داود أوغلو".
ولفتت الوكالة الفرنسية إلى أن "داود أوغلو" يحجز مكانا له منذ العام 2003 في صف رئيس الوزراء "أردوغان"، وأنه لعب دورا إيجابيا للغاية في تطوير السياسة الخارجية لتركيا.
من جهتها، قالت محطة "Avustarye " التلفزيونية، أن داود أوغلو واردوغان صديقان وفيان لبعضهما البعض، وأن ترشيح الأخير للأول كان امرا متوقعا.
ومن جانبها ذكرت صحيفة "دير ستاندرد"، أن "داود" أوغلو سيكون رئيس وزراء تركيا بعد أن يتولى "أردوغان" منصبه الرئاسي، لافتة إلى أن ترشيحه جاء من أجل "مواصلة مكافحة الكيان الموازي، والمحافظة على تماسك الحزب".
أما صحيفة "Kurier" فذكرت أن الوزير التركي بروفيسورا مخضرما، يتمتع بذكاء سياسي كبير استطاع تعظيم دور تركيا السياسي في الخارج، وغير الرؤية الخارجية عن تركيا التي تمثل جسرا بين الشرق والغرب.
وعلى الصعيد ذاته، خصصت الصحافة البغارية مكانا واسعا لتغطية هذا الحدث، وأكدت بعض الصحف أن الموافقة على ترشيح "داود أوغلو" للمنصبين أمر يكاد يكون محسوم من الآن.
وذكرت الإذاعة الوطنية البلغارية، في تعليق منها على الأمر، أن "تركيا تتجه إلى إجراء تعديلات دستورية"، وأفاد السفير البلغاري السابق لدى أنقرة "برايمر مالدينوف" الذي كان باستضافة المحطة الإذاعية للتعليق على الأحداث، أن ترشيح الوزير التركي لم يكن مفاجئا له.
من جانبها، ذكرت محطة "NOS" التلفزيونية الهولندية في خبر لها حول ترشيح "داود أوغلو"، أن اسم الوزير التركي كان أكثر الأسماء التي لاقت دعما داخل أروقة الحزب الحاكم، موضحة أن الترشيح لابد أن تتم الموافقة عليه في المؤتمر العام الطارئ الذي سيعقده الحزب في الـ27 من الشهرا لجاري.
وأوضح الخبر أن الرأي العام والإعلام في تركيا ينتظران إجراء تعديلات وزارية بعد تولي "داود أوغلو" مهام عمله رسميا، مشيرا إلى المناصب التي تولاها الوزير طوال حياته السياسية.
كما ذكرت وكالة "SDA" السويسرية، أن "داود أوغلو" أصبح رئيس وزراء تركيا الجديد، ورئيس الحزب الحاكم، مشيرة إلى ولاء "داود أوغلو" الكامل للرئيس المنتخب "أردوغان".
وأوضحت الوكالة أن الرئيس المنتخب "أردوغان" يريد تعزيز صلاحياته وسلطاته كرئيس للجمهورية التركية، متوقعة أن يتم تعيين "حقان فيدان" رئيس جهاز الاستخبارات مستشارا لأردوغان في التعديلات الوزراية المقبلة.
في السياق نفسه، لم تختلف الصحافة اليونانية كثيرا في تغطيتها لترشيح "داود أوغلو" عن مثبلاتها في مختلف انحاء العالم، وأكدت معظم الصحف اليونانية التي تناولت الحدث أن ترشيح "داود أوغلو" كان أمرا متوقعا منذ فترة.
من جهتها، ذكرت "بي بي سي" البريطانية، في خبر لها، أن "داود أوغلو" و"أردوغان" حلفاء منذ العام 2009، مشيرة إلى أن ترشيح "أردوغان" له كان أمرا متوقعا للمهتمين بالشأن التركي.
ولفتت "بي بي سي" إلى أن "داود أوغلو" و"أردوغان" يتمتعان بنفس الرؤية السياسة، مشيرة إلى أهمية موافقة المؤتمر العام للحزب على الترشيح.
وذكرت صحيفة "ديلي تليغراف" في خبر نقلته عن وكالة "إيه إف بي"، أن "أردوغان" رشح حليفه "داود أوغلو" ليخلفه في رئاسة الحزب والحكومة.
ومن جانبها قالت "الغارديان": "أردوغان الطامح إلى تفعيل النظام الرئاسي في تركيا، رشح خليفنه في رئاسة الحكومة والحزب"، مشيرة إلى أن "داود أوغلو" من الأشخاص الذين يمثلون مصدر ثقة كبيرة لأردوغان.
وفيما يلي السيرة الذاتيه لأحمد داوود أوغلو كما نشرتها وزارة الخارجية التركية:
ولد أ.د. أحمد داوود أوغلو في مدينة قونيا بتاريخ 26 شباط 1959
أكمل دراسته الثانوية في ثانوية إسطنبول للذكور.
تخرج من قسمي العلوم السياسية والاقتصاد في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة بوغاز إيتشي في العام الدراسي 1983/1984.
حصل على درجة الماجستير من قسم الإدارة العامة في جامعة بوغاز إيتشي ونال درجة الدكتوراه من قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في نفس الجامعة.
في عام 1990 عين أستاذا مساعدا في الجامعة الدولية الإسلامية في ماليزيا حيث أسس في هذه الجامعة قسم العلوم السياسية وترأس هذا القسم لغاية عام 1993.
في عام 1993 حصل على لقب أستاذ مشارك .
وفي الفترة ما بين 1995 – 1999 أصبح عضوا في الهيئة التدريسية في قسم العلاقات الدولية في جامعة مرمرة.
وفي الفترة ما بين 1998 - 2002 عمل كمحاضر زائر في الأكاديمية العسكرية والأكاديميات الحربية التابعة للقوات المسلحة.
وبعد الانتخابات العامة التي جرت بتاريخ 3 تشرين ثاني 2002، تم تعيينه كبير مستشاري رئيس الوزراء وسفيرا في الحكومة التركية الثامنة والخمسين واستمر بأداء هذه المهام في عهد الحكومتين التاسعة والخمسين والستين.
وفي الفترة ما بين 1999 – 2004 أصبح عضوا في مجلس إدارة جامعة بايكانت وعضوا في مجلس جامعتها ورئيسا لقسم العلاقات الدولية بصفته أستاذا. وفي نفس الوقت عمل في الهيئة التدريسية في قسم العلاقات الدولية في جامعة مرمرة كأستاذ زائر.
ألف العديد من الكتب والمؤلفات في موضوع السياسة الخارجية وذلك باللغة التركية والانجليزية، وقد تم ترجمة هذه الكتب والمؤلفات إلى عدة لغات منها اليابانية والبرتغالية والروسية والعربية والفارسية والألبانية.
وفي تاريخ 1 أيار 2009 عين وزيرا لخارجية الجمهورية التركية في الحكومة التركية الستين.
الأستاذ الدكتور أحمد داوود أوغلو متزوج وله أربعة أولاد ويتقن الانجليزية والألمانية والعربية.