21 محرم 1437

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجت بامرأة بعد استخارة واستشارة، وبعد أن تبين لي من حياتها أنها عاقلة ومحافظة، ولكن في يوم الزواج تحديدًا، وبعد أن خرجنا من قاعة الفرح، بدأت بمحادثتها؛ فوجدتها كأنها تنفر مني، فظننت في البداية أن الأمر مجرد خجل، ولكن استمر الأمر ليومين تقريبا، ثم صارحتني بأنها يضيق صدرها إذا كلمتها، وأنها تشعر بالنفور مني، ذهبت بها إلى شيخ ليقرأ عليها، مع أني قرأت عليها قبله؛ فوجدتها تنفر مني جدا، وبقيت عند أخيها مدة تقارب الشهرين، وبعد أن تحسنت حالتها تواصلت معها لترجع، وفي أحد الأيام وجدتها وضعت صورة امرأة في الواتساب؛ فنصحتها بأنه لا يجوز، وبعد الرسالة بفترة يومين تقريبا كلمتها، لأتفاجأ بردها لنصيحتي، وأن الأمر حرية شخصية لها، ولا ترضى بأحد أن يتدخل، فاضطررت بعدها لأكلمها مرة أخرى؛ لأبين لها كيف يكون البيت من تناصح، وبينت لها الأصول في حياتي لنكون على بينة، ولكن النفرة زادت أكثر وأكثر، استخرت ودعوت، والنفرة تزيد.
فأفيدوني بارك الله فيكم.

أجاب عنها:
سعد العثمان

الجواب

الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أخي الفاضل: بداية أرحب بكَ أجمل ترحيب في موقع المسلم، وأشكركَ على ثقتكَ، بموقع المسلم، ومتابعتكَ له، ونسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يجعلنا أهلاً لهذه الثِّقة، وأن يجعلَ في كلامنا الأثر، وأن يتقبَّل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها كلَّها خالصة لوجهه الكريم.أخي الكريم: ذكرتَ في معرض الحديث عن مشكلتكَ، أنك تزوجت امرأة بعد استخارة واستشارة، ووجدت منها بعض التصرفات الغريبة كنفرتها منك ابتداءً، ثمَّ تطوَّر الأمر ليكون سلوكًا لا ترضاه كوضعها الصورة على الوتساب، وعلى الرغم من محاولاتك لِلَمِّ الشمل فإنها تزداد نفورا، فلا تقلق أخي الفاضل، فقد وصلتَ إلى برِّ الأمان، فإخوانك في موقع المسلم عندهم العلاج الناجع – بإذن الله - لمشكلتك، ولكن قبل أن نبدأ ببيان بعض الحلول لمشكلتك، فإنني بحاجة لمزيد من التوضيحات بالنسبة لسؤالك، فما هو قصدك بأنها تنفر منك، فهل هي تنفر مثلا من الكلام معك أم من اللقاء الزوجي أم ماذا ؟ ولكن بناءً على ما ورد في رسالتك، فسأوضح بعض النقاط المعينة على تجاوز هذه المشكلة بعون الله تعالى، والتي يمكننا معالجتها بإتباعك للإرشادات، والتَّوجيهات الآتية:
أولاً: ابحث عن سبب نفور زوجتك منك.
أحسنتَ كثيراً لقربكَ من زوجتك، ومحاولاتك المتكررة لفهمها، وهذا تنفيذ لأمر الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء:19]، فحاول محاورتها في سبب نفرتها منك، خصوصًا أنَّ نفورها منك كان في اليوم الأول لزواجكما كما ذكرت في نص رسالتك، ولعلَّ ما يحصل من زوجتك تجاهك قد يكون بسبب عين أو نفس خبيثة، وقد يكون بسبب اختلاف حياتها قبل وبعد الزواج، فربما كانت تسكن مع والديها في بيت واسع، فوجدت نفسها تسكن في ملحق ضيق، فأحدثَ لها ذلك، وربما كانت كذلك تعيشُ حياةً مختلفة عنها بعد الزواج، بل ربما هناك مشكلة مترسبة عند الزوجة من الطفولة أو خبرة لم تنسها منذ الصغر، فيحدث لها بين الحين والآخر حالة من النفور من كل شيء ممتع، وقد يكون السبب إنما حالة نفسية طارئة عند الزوجة يمكن أن تنتهي إذا تعاملت معها بحكمة وصبر.
إذًا فعلاج هذه المشكلة يختلف بحسب سببها، فلا بد من أن توضح لك وجهة نظرها فيما يحصل منها تجاهك، فهذا أول خطوة في إيجاد حل لمشكلتك.
ثانيًا: خطوات تعينك على إصلاح ما مضى والبدء من جديد.
فإليك أخي خطوات أقدمها إليك لعلها تفيدك في تجاوز مشكلتك، وهي:
- اجلس مع زوجتك، ولْيُحَدِّدْ كلُّ واحد منكما أهم مميزاته وأهم عيوبه.
- قم بعمل رحلة طويلة أو قصيرة حسب ظروفك المالية والعملية، اعتبرها إجازة زواج من جديد، وحاول تقليد مراسم ليلة الدخلة.
- أرجو أن تزيد الخبرات عندك في التعامل مع المرأة، وكيف تكون العلاقة الجنسية الصحيحة، ويمكنك الرجوع إلى كتاب: النصائح الذهبية في السعادة الزوجية. د سعد رياض، دار ابن الجوزي المصرية، ويوزع في المكتبات الكبرى.
- أرجو أن تُصَفِّيَا مشكلاتكما الخاصة، والترسُّبات التي حدثت بينكما من قبل.
- تعميق العلاقة بينكما بالكلمات والغزل والإعجاب، حتى لا تكون العلاقة بينكما الود الذي يحدث بين الأخوين.
- الصبر على هذه الحالة حتى يحدث الله تعالى التغيير، وعدم التعجل باتخاذ قرار سريع، أو السماح بتدخل الآخرين، وخاصة الذين لا يملكون خبرات أو تخصصاً في هذا المجال.
- في حالة التعثر من عمل هذه الخطوات السابقة، فلا بد من مراجعة طبيب نفسي متخصص، ووضع حلول عملية لهذه الحالة.
أخيرًا: تسلح بالصلة بالله.
فأوصيك بتقوى الله تبارك وتعالى، وأكثر من الدعاء بظهر الغيب، وانطرح بين يدي الله سبحانه وتعالى، واسأله أن يوجهك لما فيه السداد والرشاد، فهو سبحانه وتعالى الركن الشديد الذي تأوي إليه.
نوَّر الله قلبك، وسدد خطاك، ورزقنا وإياك حسن الصلة بالله سبحانه وتعالى.