خطر الإعلام على الثوابت الإسلامية
23 صفر 1436
تقرير إخباري ـ المسلم

" إذا كان الذهب القوة الأولى في العالم فان الإعلام القوة الثانية في العالم " هذا ما قاله "صموئيل الصهيوني" عند افتتاحه للمؤتمر الصهيوني الأول في بريطانيا عام 1917م , وهي مقولة تظهر اهتمام أعداء الإسلام بالإعلام مبكرا كوسيلة حديثة في حربهم على الإسلام والمسلمين .
والحقيقة أن تنبه الصهاينة وغيرهم من أعداء الدين لخطر الإعلام وأثره على الشعوب , جعلهم يتحكمون به و يستخدمونه بالطريقة التي تمكنهم من الوصول إلى أطماعهم , بينما غفل المسلمون عن خطر وأثر هذه الوسيلة التي أضحت العامل الأبرز في توجيه فكر الناس , ومن ثم التأثير على عقيدتهم و سلوكهم وأخلاقهم ومعاملاتهم .
نعم ...إن الحقيقة المرة تشير إلى سيطرة الغرب وأتباعه من الليبراليين والمتغربين العرب على معظم – إن لم نقل جميع - وسائل الإعلام العربية , وتوجيهها بما يخدم أجندة الغرب , وتشير أيضا إلى ضعف الإعلام الإسلامي كما وكيفا , سواء المرئي منها أو المسموع والمقروء , مقارنة مع الإعلام الغربي .
وإذا كان للإعلام في الماضي دور كبير في نشر العلمانية والترويج لها ولأفكارها وسلوكياتها في العالم العربي , وما نجم عن ذلك من علمنة حياة المسلمين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا إلى حد كبير , فإن دور هذا الإعلام يزداد تأثيرا سلبيا في الآونة الأخيرة , من خلال الحملة الشرسة على الثوابت الإسلامية , والتي لم تقتصر على الفرائض والواجبات في مجال التشريع الإسلامي وفي مقدمتها "الحجاب" فحسب , بل وصلت إلى حدود التشكيك بالعقيدة الإسلامية والإيمان بالله تعالى , حيث اشتدت موجة استضافة من يروج للإلحاد في وسائل الإعلام مؤخرا , في عصر تثبت جميع حقائقه العلمية على وجود الله تعالى , ناهيك عن فوضى الفتوى التي تحاول وسائل الإعلام نشرها , من خلال إطلاق مصطلح الممتنور والشجاع على كل من يتجرأ على الفتوى المخالفة للسنة وسيرة السلف الصالح , وإجماع العلماء الثقات في العصر الحاضر.
وانطلاقا من استشعار هذا الخطر الإعلامي على الأمة الإسلامية , واصل فضيلة الشيخ أ.د.ناصر بن سليمان العمر حديثه حول موضوع "الإعلام المختطف وحرب المصطلحات" محذراً من حرب وسائل الإعلام على أحكام الدين "كالحجاب" , من خلال نشر الفتاوى الباطلة واستضافة أصحابها وإبرازهم وتلميعهم, مؤكداً على ضرورة التيقظ من تحريف الإعلام للمصطلحات وتوجيهه المتلقي للمعاني التي تصب في خدمة أعداء الأمة.
وخلال درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد بالرياض, قال المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم : "إن من الأدلة على انحراف كثير من وسائل الإعلام ما يثار هذه الأيام عن قضية الحجاب, والفتاوى الباطلة حوله وإخراج أناس لم يُعرفوا بالعلم وإظهارهم كمفتين يحلون ويحرمون, ويتولاهم الإعلام ويصفهم بالشجاعة, مؤكدا أن هذا هو دأب الإعلام في وصف من يخرج على الدين بأنه جريء وشجاع. مضيفاً أن هذه الألقاب تغري ضعاف النفوس وتجذبهم نحو الشهرة."
وحذّر فضيلته من أثر الإعلام على المجتمعات من خلال الترويج لما يريدونه عن طريق الاستمرار في تناول موضوع ما وعرضه والتركيز عليه حتى يتقبله الناس, مؤكدا أن الإعلام قد أصبح السلطة الأولى تأثيرا وليس الرابعة .
كما حذر الشيخ العمر من تأثير المصطلحات التي يستخدمها الإعلام لتمرير أجندة الغرب وأهدافه , كاستخدام مصطلح "الشرق الأوسط" الدخيل كبديل عن مصطلح "الأمة الإسلامية" , ناهيك عن تحريف الإعلام لكثير من المصطلحات لتخفيف النفور من بعض المحرمات والكبائر في الإسلام : كتسميتهم لجرائم العبث بالأعراض التحرش, و لجريمة اللواط بالمثلية الجنسية , وعقوق الأبناء لآبائهم بـ"صراع الأجيال" , والربا بفوائد بنكية , والخمر بالمشروبات الروحية ..الخ .
إن الحقيقة أن اشتداد شراسة الهجمة الإعلامية على ثوابت الإسلام وأحكامه , وفي مقدمتها الهجمة الشرسة على الحجاب الإسلامي - سواء في بلاد الغرب أو البلاد الإسلامية - تستوجب بلا شك توجيها مكثفا من قبل علماء الأمة الثقات , في المحاضرات والدروس الأسبوعية , بل وفي المدارس والجامعات والمعاهد , وإرشادا ممنهجا للطريقة الصحيحة في التعامل مع هذه الوسيلة الخطيرة التي اخترقت البيوت والنفوس .