رحلات الموت عبر المتوسط تحصد أرواح الآلاف في 2014
10 ربيع الأول 1436
تقرير إخباري ـ المسلم

خلال الأسبوع الأخير من العام 2014، شهدت دول البحر الأبيض المتوسط  عمليات هجرة غير شرعية مكثفة ما استدعى إلى إلقاء الضوء على بعض حقائق هذه الظاهرة.

 

ففي 31 ديسمبر، أحبطت قوات حرس الحدود المصرية محاولة هجرة غير شرعية إلي ليبيا لـ72 شخصًا من بينهم 7 مواطنيين من السودان وبنجلاديش، وذلك أثناء محاولتهم تسلل الحدود المشتركة بين البلدين من خلال الدروب الصحراوية في جنوب السلوم.

 

وفي نفس اليوم،  سيطرت فرق الإنقاذ وخفر السواحل الإيطالية على سفينة شحن مولدوفية تقل المئات من المهاجرين غير الشرعيين، بعدما غادرها طاقمها ووجه مسارها نحو سواحل إيطاليا عبر قبطان آلي.

 

وقبل ذلك بأيام قليلة، كان خفر السواحل الإيطالي قد أعلن عن إنقاذه نحو 1250 مهاجرًا في البحر المتوسط خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر، وجرى انتشال خمس جثث، ولم يتضح كيف لقي المهاجرون حتفهم.

 

وأعلن مسؤولون إيطاليون، إنه جرى إنقاذ المهاجرين في أربع عمليات منفصلة اشتركت فيها قبرص ومالطا وصقلية في مياه المتوسط بين شمال أفريقيا وجزيرة صقلية بمشاركة سفن من إيطاليا ودول أخرى.

 

من جهته، قال الأميرال بيير باولو ريبوفو لتلفزيون "راي نيوز 24" من على متن إحدى السفن إن أحوال المهاجرين جيدة بشكل عام، وإن امرأة نيجيرية وضعت مولودًا على متن السفينة.

 

وأضاف أن السفن المتداعية التي كانت تقل المهاجرين أبحرت من ليبيا، ومعظم المهاجرين من وسط أفريقيا.

 

وجاء إعلان إيطاليًا بعد يوم واحد من إعلان السلطات في إسبانيا إنقاذ أكثر من 60 مهاجرًا غير شرعيًا خلال الفترة ذاتها، قدموا من دول إفريقية.

 

في هذا الإطار، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن حوالي 3200 مهاجر لقوا حتفهم هذا العام وهم يحاولون الوصول إلى سواحل أوروبا من أفريقيا.

 

أما المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة  فقد أشارت إحصاءاتها الرسمية إلى أن ما لا يقل عن 3419 مهاجرا غير شرعي قضوا في البحر المتوسط منذ يناير، في  حصيلة تعد قياسية تجعل من هذه الرحلة "الطريق الأخطر في العالم".

 

كما حاول أكثر من 207 آلاف مهاجر عبور المتوسط منذ مطلع السنة وهو عدد يفوق بحوالى ثلاثة أضعاف الرقم القياسي السابق الذي سجل عام 2011 حين فر 70 ألف مهاجر من بلادهم في خضم الربيع العربي.

 

وقال أدريان أدواردز المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين إن "هذه الأرقام تشكل محطة جديدة نشهدها هذه السنة، إننا نواجه قوسا من النزاعات وأوروبا كانت في مواجهتها مباشرة".

 

وانتقدت المفوضية طريقة تعاطي الدول الأوروبية مع مسألة الهجرة منتقدة بعض الحكومات التي تركز جهودها على إبقاء المهاجرين خارج حدودها أكثر منها على احترام حق اللجوء.

تجدر الإشارة هنا إلى أن معظم المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا هذه السنة سوريون (60051) هربا من النزاع الجاري في بلادهم منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، وإريتريون (34561) هربا من القمع الشديد الذي تمارسه السلطة والخدمة العسكرية مدى الحياة والتشغيل القسري بدون أجر وبدوام غير محدود.

 

كانت منظمة الهجرة الدولية، قد كشفت ان المهاجرين حول العالم بلغ نحو 232 مليون مهاجر يمثلون 3.2 % من تعداد سكان العالم.

 

وأوضحت ممثلة المنظمة خلال ورشة عمل جرت هذا الشهر في القاهرة حول تزايد هذه الظاهرة: ان "عدد المهاجرين غير الشرعيين بلغ نحو 50 مليون مهاجر، وهناك 21 مليون شخص هم ضحايا العمل القسري في جميع أنحاء العالم"، مشيرة إلى ارتفاع عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم أو اختفوا قبل الوصول إلى البلاد التي يرغبون في الهجرة إليها، حيث وصل العدد إلى 4900 مهاجر في عام 2014 بعد أن كان 2400 عام 2013.

 

وأضافت أن هناك ارتفاع بين عدد المهاجرين دون السن القانونية، وهم الأطفال الذين يسافرون دون صحبة ذويهم، فعدد الوافدين إلى إيطاليا من الأطفال وصل إلى 43% عام 2013، وارتفع العدد في عام 2014 إلى 53%، مشيرة إلي أن هذه الأرقام تؤكد النظرة الدراماتيكية للهجرة غير الشرعية.

 

وتشكل أوروبا القبلة الأولى للمهاجرين مع النزاعات إلى جنوبها في ليبيا وإلى شرقها في أوكرانيا وإلى جنوب شرقها في سوريا والعراق. وينطلق حوالى 80% من المهاجرين من السواحل الليبية متوجهين إلى إيطاليا أو مالطا.