كذب الرافضة
15 ربيع الأول 1436
تقرير إخباري ـ المسلم

يوما بعد يوم تؤكد الوقائع والأحداث صحة منهج السلف في موقفهم من الرافضة , حيث حذر كثير من السلف وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية من هذه الطائفة مشيرا إلى أنها أكثر الطوائف كذبا حيث قال : " وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب . منهاج السنة 1/59
ولعل السر – الذي هو في الحقيقة ليس سرا بل معلوم ومشهور إلا أن المسلمين ابتعدوا عنه – في صواب موقف السلف من الرافضة يأتي من التزامهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , بينما انحرف بعض الخلف عن الالتزام بهذا المنهج الصحيح , فأخطأت تبعا لذلك مواقفهم إزاء الفرق المبتدعة وعلى رأسهم الرافضة .
والحقيقة أن من يكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , ويكذب على كتاب الله والصحابة الذين اختصهم الله تعالى بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم , ناهيك عن كذبهم الشنيع على أمهات المؤمنين , لا يمكن أن يتورع عن الكذب على عامة المسلمين وخاصتهم من أهل السنة .
لقد مارس الرافضة الكذب على عموم المسلمين من أهل السنة طوال العقود الماضية , من خلال التظاهر بمودة ومحبة آل البيت وتعظيمهم , وهم في الحقيقة أكثر الفرق طعنا بآل البيت وخذلانا لأبرزهم علي بن أبي طالب وابنه الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين .
كما مارسوا الكذب في زعمهم الرغبة في التقارب مع أهل السنة , من خلال الحضور والمشاركة في كثير من المؤتمرات التي عقدت في العقود الماضية لهذه الغاية , بينما نصوص كتبهم الدينية المعتمدة تعج بالأقوال والفتاوى التي تبيح دماء أهل السنة , ناهيك عن فتاوى مراجعهم الدينية القديمة والحديثة التي تأتي في نفس الإطار .
ولعل من أبشع وأشنع أنواع الكذب الذي ما زالت تمارسه الرافضة منذ تأسيس دولتهم في طهران وإلى الآن , تلك الدعاوى والشعارات المعادية لأمريكا و"إسرائيل" , والتي ما رفعت إلا لاستدرار تعاطف العامة من المسلمين , في ظل التقصير العربي والإسلامي في ملئ فراغ ما سمي "بالمقاومة" , بينما الحقائق والوثائق والإحصائيات تشير إلى العلاقة الوطيدة والوثيقة بين طهران وكل من واشنطن وتل أبيب .
وإذا انتقلنا إلى مجال السياسة وعلاقة الرافضة بالدول الإسلامية السنية , فإن كذب الرافضة يبدو على المكشوف كما يقال , ففي الوقت الذي تزعم فيه طهران عدم تدخلها في شؤون الدول السنية المجاورة , نجد أذرعها تعيث في تلك البلدان فسادا وإفسادا , وتخلق بين الحين و الآخر بلبلة وفوضى , تمهيدا - على ما يبدو – لتبرير تدخلها العسكري فيما بعد في تلك المناطق .
ففي دول الخليج المجاورة لطهران , ورغم تكرار تصريحات ساسة طهران بالرغبة في حسن الجوار , فإن المصائب والمشاكل لا تأت إلا من قبل الرافضة في تلك البلاد , سواء في البحرين التي تثير فيها الرافضة القلاقل باسم المظاهرات وشعار الإصلاح , أو في الإمارات التي ما زالت تحتل طهران جزرها الثلاثة إلى الآن , أو في غيرها من خلال محاولة زيادة عدد أزلامها وأعوانها فيها لتكون نواة لنشر الفوضى في قابل الأيام .
وأما في بلاد الشام فلعل الرافضة لا يحتاجون في تلك البقعة المباركة من الأرض إلى المراوغة أو ممارسة التقية في الكذب , فهم يعتبرون العراق ولبنان وسورية ولايات إيرانية , وخصوصا بعد خروج المحتل الأمريكي من العراق , واندلاع الثورة السورية .
لقد كانت فترة رئاسة المالكي للحكومة العراقية فترة حافلة بالكذب الصريح والفاضح , فبينما كانت سياسته – بشهادة القاصي والداني ومن أجلسه على كرسي الحكم "أمريكا" – تقوم على الطائفية البغيضة وإقصاء المكون السني عمدا , كان يزعم على الدوام عكس ذلك , بل ويتهم بعض المطالبين بحقوقهم من أهل السنة عبر المظاهرات والاعتصامات بمحاولة إثارة الفتنة الطائفية !!
ولم يكن خلف المالكي "العبادي" أفضل حالا من سلفه في الاستمرار في الكذب , فبينما يحاول - من خلال زيارته لمنطقة "الضلوعية" بمحافظة صلاح الدين - تلميع صورة المليشيات الشيعية من خلال الزعم بأنها تقاتل لتحرير العراق من "داعش" , يأتي خبر اغتيال تلك المليشيات لثلاثة من رموز أهل السنة من الأئمة والخطباء في اليوم التالي , ناهيك عن عمليات القتل والسلب والنهب التي تقوم بها مليشيات الحشد الشعبي ضد أهل السنة في المناطق المحررة من "داعش" .
وإذا تكلمنا عن كذب الرافضة إزاء سياسة استهداف مساجد السنة في العراق , فإن الحديث قد يطول , ويكفي أن نؤكد أن الصمت المطبق لساسة طهران ومراجعها الدينية عن الانتهاكات الصارخة لانتهاك مليشياتها لمساجد السنة في العراق , ومن ثم الزعم بأن سياسة المالكي الإقصائية والطائفية إزاء السنة قد انتهت في العراق بمجيء العبادي خير شاهد على الكذب المستمر .
فها هي هيئة علماء المسلمين في العراق تؤكد أن ميليشيات "لواء أبو الفضل العباس" الشيعية قامت الجمعة بالاستيلاء على مسجد "قباء" في منطقة "الشعب" شمالي العاصمة بغداد – الذي يعتبر من أعرق المساجد التابعة للوقف السني في المنطقة - وقامت برفع علامة سوداء على منارته , وذلك بعد تحطيم الباب الرئيسي للمسجد .
ولا أظنني بحاجة إلى المزيد من الأدلة والبراهين على كذب ادعاء الرافضة في التدخل عسكريا في سورية ضد الثورة الشعبية المندلعة منذ أربع سنوات بحجة حماية المقدسات الدينية , أو كذبهم في الهيمنة على القرار السياسي في لبنان بحجة مقاومة الاحتلال الصهيوني !!
ليس المهم أن نكتفي بمعرفة أن الرافضة يكذبون دائما وفي كل شيء , ولكن المهم أن لا ننخدع بكذبهم مرة أخرى كما انخدع البعض بكذبهم في الماضي .