
زيارة القدس أمنية حياة، والتجول في أزقتها عشق نحدث به أنفسنا كل يوم لعلنا نظفر بمعشوقنا، والسفر إليها للصلاة في مسجدها سنة مشروعة،،،، و نفوس العاشقين لهذه المدينة لا تنقطع عن ذكرها، والقلوب تتقطع إذ صدت عنها.
منذ احتل اليهود فلسطين اجتمعت كلمة العلماء على تحريم التطبيع مع اليهود ومنه زيارة القدس لغير أهل فلسطين، ثم ظهر في سبعينيات القرن الماضي وبعدها بعض السياسيين الخونة اختاروا مسار السلام مع اليهود وساروا في مسارهم بمركوبات شتى منها فقهاء الخونة، لذا ظهر في هؤلاء من يفتي بمشروعية الاحتلال على جزء من أرض فلسطين ومن يفتي بقتل المجاهدين وملاحقتهم ومن يفتي بضرورة التطبيع مع الاحتلال بكافة صوره ومن هنا جاء القول بجواز زيارة القدس الذي يفتي به فقهاء الخونة وفقهاء الظلمة.
ومع هذا فقد بقي خلق كثير من فقهاء المسلمين الصادقين يفتي بحرمة التطبيع وخطورته على القضية ومن مظاهر التطبيع عندهم زيارة القدس.
قبول العدو
نرفض زيارة القدس ... لأن ذلك يعني اعترافا شعبيا - قاتل الاحتلال لانتزاعه منا - بمشروعية الوجود الصهيوني في فلسطين، ويعني قبولا ولو ضمنيا ببقاء العدو في أرضنا، وهذا بلا شك ضياع للحق؛ يشبه قبولك من اللص أن يملك دارك مقابل سماحه لك بدخولها وفق شروط معقدة يضعها هو ثم تخرج منها بعد دخولها و لا تستعيدها و لا تقاتله من اجل ذلك.
ويعني أيضا إسقاط حقنا في الأرض، فمن تنازل عن أرضه واعترف لغيره بالحق فيها فقد باعها، لذا لا يمكن أن يطالب بها، أو يمنع من اشتراها (اليهود) من التصرف فيها، و لا ينفع هنا قول البعض أنا في باطني وهويتي لا أقبل بالبيع لأن نيتك وثقافتك لك وربما يسمح لك اليهود بالدعوة إليها، ولكن تصرفاتك هي الحاكمة هنا فبمجرد التسليم والقبول به فقد تم البيع وانتقل كل الحق فيها إلى غيرك.
لذا حتى على خيال من يظن انه ينصر القدس بزيارتها هو في الحقيقة أسير جديد الفرق بينه وبين الأسير القديم أنه اختار الأسر ورضي به، وإذا بلغ به السوء أن يعترف بالاحتلال فقد زاد عليه أنه باع ما يملك باختياره لا بالغصب كما فعل ويفعل الاحتلال كل يوم مع بممتلكات أهلنا في فلسطين.
إنعاش اليهود
تعيش دولة يهود في معزل عن محيطها، وبلا اتصال مع جيرانها، وهذا الأمر يقلق القوى السياسية فيها، إذ لا يمكن أن ينعم اللص بالعيش والمسروق من حوله ينتظر اليوم الذي ينقض فيه عليه وينهي وجوده ويسترد ما سلب منه، حالة القطيعة والعداوة تشكل خطر على اليهود.
ولذلك يعد التطبيع حلم يهود، فهو مخرج للاحتلال من كثير من أزماته التي نشأت نتيجة العزلة التي وضعته فيها بعض الشعوب العربية، هناك تطبيع رسمي جزئي من بعض الخونة العرب، ولكن كل ذلك لا يعني شيء مادمت الشعوب رافضة للتطبيع، فهي الخطر الحقيقي على الوجود اليهود وإذا كانت ترفض قبول الجار والتعايش معه فسيبقى اليهود في قلق و أزمة حقيقة.
إن زيارة القدس تعني الحاجة لتأشيرة وهذا يلزم منه وجود سفارات وقنصليات تنتشر في طول البلاد الإسلامية حتى تتمكن من توفير التأشيرات لتلك الأعداد الكبيرة التي ترغب بزيارة القدس, وفي المقابل فإن تلك البلدان الإسلامية ستفعل المثل في القدس حتى يتمكن سكان الدولة الصديقة الجديدة من زيارة أراضيها، و تماما كما يزور المسلمين القدس سيكون هناك يهود يزورون الخليج والمغرب العربي والعراق والشام وبلاد العجم وقبل ذلك مكة و المدينة، وقطعا سيكون من بينهم متطرفين يبحثون عن بقايا ممتلكاتهم في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وربما يجدون فيها خونة يشترونها من خلالهم وكذلك يفعلون في بقية القطر الإسلامي، وكل ذلك حق مكفول لهم في مواثيق دولية لأننا قبلنا التطبيع السياسي معهم والتبادل الدبلوماسي، وبهذا التصرف تتحول المصيبة إلى حجم أكبر من وجود صهيوني غاصب في فلسطين فقط إلى وجود صهيوني غني يزاحمنا في بقية البلاد الإسلامية، فنحن لم نعترف بوجوده في فلسطين فقط بل سمحنا له بنقل تواجده إلى بلدان إسلامية أخرى.
إن زيارة القدس تعني شركات طيران ستهبط في مطار بن غور يون، وزوار يحتاجون إلى كافة الخدمات والتسهيلات، وطبعا كل ذلك لن يكون بالمجان بل هناك بلايين الدولارات ستهبط مع هؤلاء الزوار، وفي المقابل سيكون هناك شراكات يهودية مع تجار خونة أو تحت غطاء قانون وضعه سياسي خائن يمكن الصهيوني من المتاجرة في أرضنا، لنصحوا يوما وقد وجدنا تجار يهود يجمعون أموالنا، وقد يبدأ شيء اسمه التبعية الاقتصادية لليهود بعد أن كان لأمريكا وأوربا، وهكذا بين الزائر والتاجر ينتعش الاقتصاد الصهيوني، وبهذا نبني دار اللص ونطعم اللص ونكسو اللص ونسلح اللص كل ذلك بأموالنا وعلى أرضنا وبمباركتنا.
عدو الأمس ابن عم اليوم
إن زيارة القدس تعني مخالطة العدو والتعايش معه، وهذا مع الزمن سيولد جيلاً مسخاً نسي القضية وأذاب الهوية وماتت فيه الحمية وقبل الجيران الجدد، ويضيع الحق بالتقادم وينسى الناس حقيقة أن هذه الأرض مسروقة ويصبح بقاء يهود فيها أمرا واقعا لا جدوى من رفضه أو محاربته، ومن فكر في ذلك يصبح طائفيا، وعدوا لشركاء الوطن القدماء الجدد (يهود) فبعد كل شيء هم من نسل إبراهيم أيضا بمعنى أنهم أبناء عمومتنا فلابد وأن يكون لهم فيها حق وميراث فلماذا كل هذا التشنج ؟ وبهذا تذهب الأرض بمباركتنا أيضا.
أمن يهود يحمي فاتحيها!!!
منذ أن يضع الزوار أقدامهم في أرض فلسطين إلى أن يخرجوا منها وهم يتجولون في حماية جنود الاحتلال، ثم يقال لنا المقصود من الزيارة هو نصرة القضية الفلسطينية ، كيف تنصر القدس ببندقية من يقتلها ؟!! كيف تسترد القدس بقرار من يصادرها؟!!
كيف نصدق؟!
كان في يوم من الأيام مع حصار غزة ومدافعا عته كيف نصدق أنه صحا اليوم ويريد نصرة القدس؟!!كان بالأمس يدعم كل تضييق على قوى المقاومة الفلسطينية ويحاربها ويتآمر عليها كيف نصدق أنه افاق اليوم ويرد فتح القدس؟!!كان بالأمس يدعم مقاولي جدار الفصل بين القدس وعمقها البلدات الفلسطينية ويستمتع إلى يومنا هذا بهباتهم كيف نصدق أنه اعتز ويريد حماية القدس؟!!
طريق القدس من هنا
لا يمكن إغفال هذه الزيارة عن المشهد السوري فيهود يعلمون جيدا أن دولة حرة مستقلة مسلمة تاريخ أهلها جهاد ونصرة للقضية وأنجبت عز الدين القسام ... يعلمون أن دولة هذه صفتها و تعيش على هضاب تل أبيب يعني مستقبل اسود وبداية النهاية، وحل جزء من هذه الأزمة عند يهود هو : التطبيع لذلك شهدنا في الأيام الأخيرة زيارات متعددة إلى القدس وبعض القوى في بلدان الثورات لا تخفي نوايا التطبيع وتمد يدها بكل وضوح إلى قوى صهيونية.
الزوار والمقادسة
يمنع أهل القدس من التردد على المسجد الأقصى ، فهناك أوقات محددة يسمح فيها اليهود للزائر بزيارة المسجد وأيضا هناك أعمار محددة يسمح لها بزيارة المسجد في بعض الصلوات لا يدخل من كان اقل من السن المحددة، هؤلاء اهل القدس المرابطون الصابرون المجاهدون بحق يضيق عليهم في زيارة المسجد ومفتي مصر فتحت له يهود الأبواب والطرقات من الحدود إلى قلب الأقصى ومع هذا يريد إقناعنا أنه بذلك ينصر القضية الفلسطينية !!! لذا فإن هناك عدد من أعيان القدس يرفضون أمثال هذه الزيارات.
ما الحل؟
دعم صمود المقادسة والمحافظة على بقائهم في القدس هو الحل، وحث شعب فلسطين على زيارة المسجد والرباط فيه ودعم كل تحركاتهم في هذا الاتجاه حل أخر،،،،،، والجهاد أيضا حل لكنه لم يصل بعد وقد تطل بعض أنواره في عملية هنا أو هنا ....