الحكومة التونسية الجديدة..هل تحل الأزمة؟
15 ربيع الثاني 1436
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

أصبح من المؤكد أن تحصل التشكيلة الجديدة للحكومة التونسية على ثقة البرلمان بعد موافقة حركة النهضة على المشاركة فيها بعد أن رفضت الحركة الحاصلة على المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التشكيلة الأولى للحكومة وتهديدها برفضها في البرلمان..

 

الطريقة التي أعد بها حزب نداء تونس العلماني الفلولي التشكيلة الأولى للحكومة أظهرت بوضوح أنه لا يريد التوافق مع القوى الرئيسية الأخرى في الشارع والتي تعد النهضة من أقواها بحسب نتائج الانتخابات الأخيرة, وأنه يريد الانفراد بالحكم مع مشاركة محدودة من أحزاب علمانية ليس لها تأثير كبير على الساحة السياسية والشعبية حتى تصبح ستارا له..

 

كان الحزب العلماني الذي طالما انتقد حركة النهضة بشأن مزاعم احتكاره للسلطة قد صرح أكثر من مرة بأنه لا يريد أن يحكم منفردا وادعى أنه سيسعى لتحالف واسع من الأحزاب والقوى السياسية إلا أنه عندما جد الجد وضح أن هذا الكلام ما هو إلا دعاية انتخابية سرعان ما تراجع عنها ولم يثنيه عن المضي قدما في طريقه إلا التهديدات التي أعلنتها عدة أحزاب بعدم منح الحكومة الثقة في البرلمان فخشي من فشل مرتقب يضعه في حرج بالغ أمام الرأي العام في أول ظهور له بعد الانتخابات وهو ما سيعطي انطباعا أوليا بالفشل...

 

المهم أنه بعد مشاورات جديدة وافقت النهضة على المشاركة في الحكومة وأسندت لها وزارة الأشغال وثلاثة حقائب لمساعدي الوزير وتم إسناد حقيبة الخارجية لنداء تونس بينما تم تحييد عدد من الوزارات السيادية مثل الدفاع والداخلية والعدل حسبما أعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد...

 

البوادر لا تشير إلى نجاح هذه التركيبة بعد وضوح توجه نداء تونس وعدد من حلفائها العلمانيين للانفراد وعدم مشاركة الإسلاميين والقوى الثورية الحقيقية في المجتمع التي ترفض التقاطع مع نظام بن علي وهو أمر لا تحبذه نداء تونس...من المتوقع ظهور الكثير من الخلافات قريبا حيث إن التوجهات مختلفة تماما بين الجانبين كما ان القوى العلمانية المتطرفة والفلولية التي ظهرت في بلدان الربيع العربي مؤخرا أصبح من أهم أهدافها تشويه أنصار الثورة وخصوصا الإسلاميين منهم وهو ما سيظهر في محاولة إعدد كمائن لحركة النهضة وحلفائها داخل وخارج الحكومة وليس من المستبعد تلفيق اتهامات لها "بالإرهاب" أو على الأقل لبعض عناصرها من أجل تفجيرها من الداخل...

 

أثبتت حركة النهضة طوال الفترة الماضية نيتها في التعاون والمشاركة بينما ظهر بجلاء نوايا عكسية في الجهة الأخرى...الخطورة أن النهضة ما زالت تتعامل بمثالية شديدة مع الأوضاع السياسية ومع خصوم يريدون إقصاءها في أول منعطف وكان من الأولى أن تتجنب المشاركة في الحكومة حتى يظهر للرأي العام قدرة هؤلاء الفلول الحقيقية على الإنجاز في ظل الظروف التي تمر بها البلاد ويعرف الشعب التونسي من هم أصحاب الشعارات المطاطة من أصحاب العمل والإنجاز في الواقع مهما كانت العقبات.