لنبارك لشيخ الأزهر صحوته !!
30 جمادى الأول 1436
منذر الأسعد

قبل يومين استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير المصري لدى بغداد  لتسلّمه مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات  أدلى بها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، استنكر فيها جرائم فرق الموت الطائفية في حق أهل السنة من عرب العراق.

 

 

وبما أننا في زمن الدجل المنهجي فإن علينا البدء بتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية وإسقاط الأقنعة الزائفة والأصباغ التي تحاول حجب الحقيقة.. فالقاصي يعلم ما يعلمه الداني من أنه لا توجد دولة حقيقة اسمها العراق إلا من حيث الشكل، ما دام القرار الإستراتيجي الفعلي في يد ملالي قم.

 

 

هذا هو الواقع الذي يمارس كثير من الساسة تكاذبهم الجماعي عليه،منذ الاحتلال المزدوج للعراق: الصليبي/الصفوي سنة 2003م، من خلال تحالف باطني عميق وشديد الخفاء..

 

 

والأشد إيلاماً أن كثيرين يتظاهرون بتصديق خرافة الدولة العراقية "المحتلة" حتى بعد جهر المهيمنين عليها بأنهم يمسكون بزمامها،وبعد أن صار حضور الإرهابي الإيراني قاسم سليمان بنفسه للإشراف على إبادة أهل السنة في العراق علنياً، بعد أن كانت أخبار ذلك الحضور تسريبات استخبارية تحتمل الأخذ والرد!!

 

 

لقد جهر القوم بضغائنهم المختزنة قروناً، وراح كبارهم يتحدثون عن هيمنة أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي على أربع دول عربية، وأعلن بعضهم سوريا محافظة إيرانية رقمها 35!!

 

 

صارت مقاطع الفيديو المخزية التي توثّق إجرامهم الساديّ الفظيع متاحة للكافة، ترهيباً وفخراً بعارهم الذي يوهمهم كبراؤهم أنه يدخلهم الجنة والتاريخ معاً!!

 

 

وحُقَّ لخارجية قم –فرع بغداد- الغضب من تصريحات شيخ الأزهر، لأنها مفاجأة غير معهودة وليس لأنها ستؤثِّر في المشهد ولو بمقدار ذرّة، فاستنكاره كلام في كلام ولن يثمر شيئاً ذا بال..

 

 

أجل!! فالأزهر الذي يصر بعض التجار على أنه زعيم أهل السنة والجماعة في العالَم نام عن مذابح فرق الإبادة الطائفية في العراق اثنتي عشرة سنة بالتمام والكمال،ثم استيقظ بغتة ليطلع على الناس بتنديد لفظي لا محل له من الإعراب..

 

 

إن الأزهر مؤهل لتزعم الأمة لو لم يسيطر عليه الساسة منذ انقلاب 1952م ويجعلون شيخه موظفاً يُؤمَر فيسمع ويطيع..

 

 

ثم تجد بننا من يسأل سؤالاً بارداً يقول: ما الذي أوصلنا إلى هذه الحال،حيث نتفرج بسلبية على تلك المجازر الرهيبة،ولا نفعل شيئاً باستثناء حوقلة بعضنا، وتعامي كثير منا،حتى عن عظة القصة المكرورة إلى حد الابتذال: أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض؟..

 

 

سيقول بعض الناس: لو كان لنا مرجعية كالتي يملكها المشروع المجوسي الجديد، لكن لنا شأن آخر!! وهذه مغالطة كبرى لا تستقيم شرعاً ولا واقعاً.. فإن من محاسن الإسلام التي تستعصي على الحصر،نسفه خرافة الوسطاء بين الخالق سبحانه وعباده.. ولقد تألقت الأمة في زمن عطائها الحضاري الرائع، ولم يكن لها أكليروس!! بل إن بدعة تأسيس طبقة "رجال دين" على غرار النصرانية والإمامية وغيرهما، لم تظهر إلا على يد غلاة المتصوفة في مراحل القحط الحضاري والتقهقر العلمي وانتشار الخرافات وتشوه مفاهيم الإسلام لدى الناس بشوائب طارئة ما أنزل الله بها من سلطان!!

 

 

إن الإشكال الأكبر في رأيي المتواضع يتمثل في تفكك بلداننا وتناحرها سياسياً، وغياب مشروع جامع يستنهض طاقات الأمة للدفاع على الأقل عن وجودها الذي يهدده تحالف صهيوني صليبي صفوي( الصادات الثلاث)!!

 

ولولا هذا الفراغ الإستراتيجي لما استطاع آيات الشيطان غزو أربع بلدان عربية جهاراً نهاراً،ولما أصبح لإرهاب داعش حضور مخيف يتغذى من يأس شرائح واسعة من الشباب!!