العاصفة الموازية على الأرض!!
22 جمادى الثانية 1436
منذر الأسعد

من أبجديات العلم العسكري المتفق عليها عالمياً، أن سلاح الجو لا يحسم الحروب ما لم تقم قوات برية في موازاته أو بعد انتهاء مهماته الرئيسية،  بتطهير الأرض من العدو ..

 

 

كانت هذه المعلومة ذات الانتشار الواسع، هي رأس مال المتربصين باليمن الشقيق الدوائر منذ سنوات، مع ارتفاع حجم ومدى التغلغل الفارسي العنصري الطائفي، منذ إزاحة المخلوع علي عبد الله صالح،  الذي تحالف مع الغزاة من خلال التنسيق مع أداتهم المحلية: الحوثي ورهطه، على غرار أشباهه من الطغاة: إما أن أحكمكم بالقهر وأنهب ثروات البلد-مهما بلغ به الفقر!!- وإما أن أمزّق أوصاله، فلا يهنأ بحكمه أحدٌ بعدي.

 

 

وقد غاب عن مُنَظِّري الغزوة المجوسية عنصر جوهري فارق،  هو أن الوضع في اليمن لا يحتاج إلى قوات على الأرض، وإنما المطلوب مساندة الشعب الساخط في التصدي لفرق القتل المجاني سواءٌ أكانت في ثياب الحوثيين أم من بقايا الجيش اليمني الذي أفسده المخلوع عمداً على امتداد حكمه الاستبدادي الذي دام نحو ثلث قرن من الزمن.

 

 

واتضح من مسار الأحداث أن هذا العنصر الحيوي كان حاضراً في ذهن القيادة السياسية التي قررت إطلاق عاصفة الحزم، بعد أن تبخرت جميع الآمال بأن يعود الانقلابيون إلى شيء من الرشد..

 

 

فالرهان على الشعب اليمني في أكثريته الساحقة رهان ذكي وحكيم،  لأن تحالف صالح والحوثي لم يترك للأغلبية الصامتة خياراً  آخر سوى الدفاع عن وجودها.. فكيف وقد قيّض الله لها غطاء جوياً ممتازاً، تمكن من شل القدرات العدوانية لأدوات الاحتلال المُقَنَّع.
وهذا لا يستبعد خيار الدخول العسكري البري المحدود كما يفيد خبراء عسكريون يقولون:إن قيادة التحالف تدرس دخولاً برياً محدوداً  لبعض المناطق في جنوب اليمن بمحاذاة مضيق باب المندب،  لإلحاق خسائر بقوات الحوثي وصالح،  وإجبارهما على العودة الى طاولة المفاوضات،  مع الحرص على انسحاب القوات المهاجمة في أسرع وقت ممكن بعد استتباب الأوضاع، لفائدة اللجان الشعبية التي تدافع عن بلدها في وجه الأطماع الأجنبية المستترة وراء طاغية مخلوع وقاصر طامع..وبذلك يكون التحالف في عاصفة الحزم قد بعث برسالة حزم إضافية، خلاصتها أنه لا سبيل أمام العدو لتقسيم اليمن!!

 

وهذا العمل الاضطراري  -إذا تم- ليس سوى نتيجة بخبث ملالي قم،  الذين يوجّهون أزلامهم في اليمن إلى استهداف الجنوب لتعزيز فرص تقسيم البلاد مجدداً..

 

وليس سرًّا أن في صدور الجنوبيين مشاعر غضب متراكمة نتيجة إذلالهم وإقصائهم الكُلِّي في عهد المخلوع، وهنالك من يدفعه الظلم السابق إلى رعونة تحقيق مؤامرة طهران وحلفائها اليمنيين، بعد أن أدركت أن حلمها بابتلاع اليمن كله قد بددته رياح عاصفة الحزم نهائياً بإذن الله.

 

 

ولعل تدهور الأوضاع الإنسانية  للشعب اليمني –وهي متدهورة أصلاً- يعجّل بقرار التدخل البري- المباشر أو غير المباشر- لأن حلف الغزاة يراهن على إلحاق الأذى بأوسع الشرائح من المجتمع،  متوهمين أن ذلك يسعفهم في معركة التضليل الإعلامي، التي خسروها بسبب أباطيلهم التي يعرف اليمنيون بطلانها، وعرفه الأشقاء  بعد عاصفة الحزم بدرجة أكبر..