الحل السياسي في اليمن؟!إمكانات كبرى وعراقيل أكبر
2 رجب 1436
منذر الأسعد

هنالك تسريبات لها حظٌّ وافر من الوجاهة عن مساعٍ سياسية تبذلها دولٌ مقرَّبة من طهران لإقناع الرياض بالقبول بحل سياسي للمأزق اليمني الراهن يضمن مصالح إيران نسبياً..

الملالي عادةً يذبحون ولا يفاوضون إلا من يكسر أنفهم .. تماماً منذ 8/8/1988 يوم تجرع المقبور خميني كأس السم بحسب قوله عندما اضطرته قوة الجيش العراقي على القبول بوقف إطلاق النار الذي ظل يرفضه ثماني سنوات..فما الذي يجعلهم اليوم يتسولون مفاوضة السعودية؟

 

 

يقال: إن ايران  تسعى عبر وساطة عُمانية إلى الحصول على حصانة لعدد كبير من عملائها في اليمن، أغلبهم  من أصحاب الصلة الدائمة بقيادات إيرانية  سواء في اليمن او في بيروت او في طهران والتعهد بعدم ملاحقتهم  مستقبلاً،وذلك في  مقابل القبول سحب  ميليشيا الحوثيين من المدن وخاصة  صنعاء، وعودتهم إلى صعدة وتسليم القتلة الذين احترقت أوراقهم لإسكات الشارع الغاضب من مذابح الحوثيين في سائر أنحاء البلاد.
المثير للدهشة  أن أكثر القيادات الظاهرة وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي ليسوا من ضمن القائمة التي يريد ملالي قم إنقاذهم من مصيرهم المحتوم.

 

 

ولذلك سعى علي عبد الله صالح إلى عقد صفقة مع السعودية قبل إيران  فيسلِّم جميع الخلايا النائمة من الحوثيين في المؤسستين المدنية والعسكرية في مقابل ضمان الحصانة له ولأسرته.. ورفضت القيادة السعودية أي بحث في هذا الشأن،وردَّت الوسطاء بحزم.

 

 وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال: إن بلاده على استعداد تام لتقديم المساعدة من أجل وقف العملية العسكرية على اليمن، وبدء حوار بين الأطراف المتنازعة هناك،وذلك في إطار خطة لوقف إطلاق النار، مكونة من أربعة بنود، تقدمت بها إيران إلى الأمين العام للأمم المتحدة،وهي تنص  على  "دعوة لوقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات إلى مختلف المناطق، والعودة إلى المفاوضات، وتشكيل حكومة وحدة وطنية".

 

لا يتوقع الخبراء أن تكترث قيادة تحالف عاصفة الحزم بالثرثرة الإيرانية، لأن هذه الخطة الماكرة مجرد التفاف مكشوف على التردي العسكري لحلفاء الملالي في اليمن من الحوثيين وشريكهم الرئيس المخلوع، بالرغم من تسلل قتلة من حزب الله إلى اليمن لنجدة إخوانهم في الغيّ.. وهي تأتي بعد الصفعة التي تلقاها الإيرانيون بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي صدر قبل أسبوع،وتبنى وجهة النظر  العربية..

 

طهران تدرك عمق ورطتها في اليمن، ولذلك فهي تزاوج بين الدبلوماسية الماكرة، وكلمات خامنئي الزاعقة،وسفنها الحربية التي ترسلها إلى بحر العرب للتلويح بأنها قد تدخل في حرب مباشرة مع الحلف العربي، من أجل إنقاذ النظام السوري من خلال أمنيتها وقف عاصفة الحزم عند حدود اليمن.

 

 

الإلحاح الإيراني على التسوية السياسية واضح وبات شبه علني،فقد تحدثت  مصادر مستقلة  عن تحرك الدبلوماسية الجزائرية لإقناع الرياض بضرورة إعطاء فرصة لاختبار المبادرة التي أعلن عنها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للحل السلمي!!

 

وتقول بعض المصادر إن الرياض التي تجاهلت طلبات التفاوض الإيرانية،  استمعت على الأقل إلى شيء شبيه بها،على لسان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس،لكنها أبلغته تمسكها بضرورة إنهاء التغلغل الإيراني في البلدان العربية نهائياً، وهو ما فهمه الفرنسيون على أنه ربطٌ ضمنيٌّ بين الوضع اليمني والمأساة السورية..

 

ما يؤكد الروح المعنوية العالية للسعوديين، ما نشره الموقع الإيراني "عصر إيران" المقرب من الإصلاحيين وتيار الرئيس الإيراني حسن روحاني،من أن الرئيس التركي رجب طيب  أردوغان حمل في زيارته الأخيرة إلى طهران، رسالة تحذير سعودية قوية إلى خامنئي، بضرورة الضغط على الحوثيين من قبل النظام الإيراني، ليقبلوا بالحل السياسي والجلوس على طاولة المفاوضات مع جميع الفرقاء السياسيين في اليمن.

 

وطالبت السعودية في الرسالة بحسب الموقع الإيراني بأن يعترف الحوثيون بحكومة  الرئيس عبد ربه منصور هادي، ويتراجعوا عن العمل العسكري، وأن يوقفوا جميع أنشطتهم المسلحة في اليمن، لإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة الحالية في البلاد.
من هنا، يبدو أن الحل السياسي في هذه القضية  مصطلح مطاط وحمّال أوجهٍ، فدلالته عند كل طرف مختلفة عنها لدى الآخر،فالاختلاف شاسع في الرؤية والشروط والآفاق..