الحشد المجوسي.. السرطان لا نعالجه بـ"البنادول"
10 شعبان 1436
منذر الأسعد

 الإجرام اليومي لعصابات المجوس الجدد "الحشد الشعبي!!" في حق العزل من أهل السنة في العراق،لم يعد خبراً عند أحد..

 

فأهل الحق أو أصحاب الدم-أعني جميع المسلمين في الأرض- سئموا المناظر المقززة التي يعرضها القتلة متباهين ، لأنها ممارسة يومية تثير الغثيان لكنها مع التكرار تغدو مألوفةً لا تحرك إحساس المشغولين بذواتهم وشهواتهم، والأعداء الكبار المتواطئون مع المجرمين،يهمهم حجب الأنظار قدر وسعهم عن تلك الفظائع،لئلا  يتحرك الرأي العام المتبلد فيضغط عليهم قليلاً،فلا يبقى أمامهم مفر من كبح جماح اللعبة،ولو بتغيير مسرحها وتشغيل موقع آخر بدماء المسلمين،التي لا يباح هدر سواها جماعياً في هذا العالَم الحقود.. هم قتلى العولمة من فلسطين إلى سوريا والعراق وأفغانستان ويمانمار(بورما سابقاً) وصولاً إلى أقصى جنوب تايلند والفلبين..

 

 

شهادات غربية!!
عوّدنا الغرب على عدم الاكتراث بدمائنا وعذاباتنا إلا عندما تصبح ظاهرة مكشوفة للعيان،ويتضخم حجمها.فيأتيك قلق بان كي مون وتنديد مجلس حقوق الإنسان !!
وجرائم مجوس العبادي اليوم ليست نشازاً عن تلك الحقيقة الثابتة،فالذين يبالون بها نسبياً،هم عدد يسير من الناشطين في المنظمات الحقوقية التي تملأ  أكداس تقاريرها أدراج الزعماء الغربيين،ومندوبيهم في مجلس الذعر الدولي.. ولذلك فلا تعجب عندما تشاهدهم يتثاءبون أو يأخذون غفوة،في أثناء تلاوة تقرير عن محنة تخزي الإنسانية جمعاء!!

 

 

لكن لتلك التقارير قيمة وحيدة،هي التوثيق الذي يفقد قيمته ما دامت العدالة الغربية تعمل بآلية نمطية:
 1-الضحايا لا يعنوننا مثقال ذرة إذا كانوا مسلمين مهما كانت هوية القاتل!!
2- نتدخل سريعاً إذا كان الضحايا غير مسلمين لنوقف القتل والتهجير.
3- ندمّر البلد كله إذا كان المعتدي مسلماً !!
ربما أوهم بعضنا نفسه بأن الشهادات الغربية ها هنا،تفيد في إيقاظ عبيد الغرب بيننا،وهذا ندعو الله له أن يستيقظ هو، لأن آفة التغريبيين ليست نقص المعرفة وإنما انعدام الضمير واتباع الشهوات.

 

 

 

لماذا وصلنا إلى هذا الدرك؟
هذا هو السؤال المُلِحُّ الذي يتوقف مستقبلنا على صدقنا في الإجابة عنه..
نحن أمام مشروعين متوحشين توسعيين: السرطان الصهيوني والسرطان الصفوي،وهما حليفان وشريكان في العمق منذ البداية، وها نحن ندفع اليوم ثمناً باهظاً لغفلتنا عن ذلك،وتصديقنا الحفلة التنكرية الطويلة للعداء المزعوم بينهما.. وإذا كان التوسع اليهودي أبطأ لأن عدد اليهود في العالم لا يتطلب توسعاً عاجلاً، فإن التوسع المجوسي شديد الشراهة ولديه أعداد أكبر مغسولة الأدمغة  يوظفها في مشروعه التدميري بيسر ..واليهود على إجرامهم يهمهم قضم الأرض وتشريد أهلها منها،وأما المجوس الجدد فلا يرضون إلا بالحل الصليبي في إسبانيا والأمريكتين: نهب الأرض وثرواتها مع فرض التشييع القسري أو القتل جماعي ..

 

كنا نواجه الأخطار كأن الأعداء يحترمون قواعد اللعبة وحدود الدول التي رسمها الغرب بالقوة العارية،وشغلتنا خلافاتنا الهامشية عن الخطر الوجودي المحيط بنا مثل فكَّيْ كماشة، ولذلك لم يكن لدينا مشروع يوقف تقدم الداء ويطرح بديلاً متكاملاً يحفظ حقوقنا وهويتنا وكياننا.
وليس أدل على صدق هذا التحليل من متابعة الذعر من عاصفة الحزم،وهو ذعر معلن لدى خامنئي وقطعانه،ونصف معلن من جانب أوباما ومريديه!!

 

 

المُسَكِّنات لا تعالج السرطان
الركن الأول في علاج الأمراض المخيفة وذات الانتشار السريع، وقف تغلغل المرض أولاً..وهذا يعني أن نتعامل –كما يفعل عدونا- مع المنطقة كلها باعتبارها مسرح عمليات واحد. وأن ننطلق من رؤية موضوعية تدرك أن الإرهاب الصفوي الذي يسعى إلى إبادتنا ومعه إرهاب يزعم الانتماء إلى أهل السنة زوراً وبهتاناً،فهو خارجي في اعتقاده ومشبوه في ظروف نشأته وانتشاره.. لا ينبغي لنا أن ننخدع بأباطيل من يريدون خداعنا بمواجهة شق من الإهاب دون الآخر..وعلينا أن ننهي هذا الخيار اللئيم الذي فرضته المؤامرة الصليبية الصهيونية الصفوية: إما أن تخضعوا لنا وإما أن نبيدكم لأنكم إرهابيون..

 

 

وهو خيار تدميري ساعد إرهاب داعش على التفشي بين شبابنا نتيجة اليأس الذي سيطر  في السنوات الأخيرة..

 

 

لذلك أجدد دعوتي السابقة  لنقل المعركة – إستراتيجياً لا عسكرياً- إلى داخل  إمبراطورية خامنئي بمساندة الشعوب المتطلعة إلى حريتها وكرامتها،فليس أجدى من الهجوم وسيلة للدفاع.. ونحن لا تنقصنا العقول ولا الأموال ولا الحنكة لإدارة المواجهة بدهاء لا يروم إلا الخير والحق..