مؤتمرات جنيف وناشطات الحقوق!
4 شوال 1436
ريم سعيد آل عاطف

قبل أيام انعقد في جنيف اجتماع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «الدورة 29», وفي مثل تلك الملتقيات أو الاجتماعات تشارك الدول بتقارير رسمية بالإضافة إلى مشاركات من قبل منظمات المجتمع المدني وبعض المنظمات الحقوقية العالمية، أو شخصيات اعتمدتها الأمم المتحدة كنشطاء وناشطات للمشاركة في تقييم الدول ورصد التحولات والتجاوزات في مسارات الحقوق وفق ما تراه وتحدده المنظمات الخارجية.

 

 

ومن أبرز فعاليات تلك الدورة انعقاد ندوة عن حقوق المرأة السعودية شارك فيها عدد من «الناشطات» واللواتي للأسف كن يتحدثن باسم السعوديات ويسلطن الضوء على الحقوق من منظور الأمم المتحدة لا منظور الشرع وثقافة المجتمع وتقاليده وخصوصيته.
وبعيدا عما دار في تلك الندوة التي لا تختلف عن غيرها من النماذج والمواقف السابقة للتدخلات الغربية المتلاحقة في الشؤون الداخلية للشعوب الإسلامية والعربية وخاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة. فإن مما ينبغي إدراكه أن المرأة السعودية مثلها مثل غيرها من نساء العالم، لديها مشكلاتها ومعاناتها في جوانب عدة.

 

 

ولكن للأسف تم تناول تلك المشكلات بالتهويل والمبالغة في تصوير الخلل وتضخيم السلبيات، من جماعة: «المرأة السعودية الأكثر اضطهاداً في العالم» فغابت الحقيقة ودُفنت الحقوق الأهم!.
والمرأة السعودية قد تقاسي الأذى من فريق يجهل الأحكام القرآنية والنبوية والمنهج الإسلامي الصحيح في التعامل معها، ويبالغ في حمايتها وتقييدها تحت مبررات الخوف منها أو عليها، وفريق آخر من رافعي شعارات التحرر والمساواة بين الجنسين الذين أساءوا لقضاياها وغفلوا عن همومها واحتياجاتها الأولى.

 

 

ولكن من أشد أشكال الظلم الذي تعرضت له: تصدي بضع ناشطات ليبراليات لبعض قضايا المرأة وصرن يحتكرن الحديث باسمها في المحافل الدولية والفضائيات، فزيفن الواقع وخلطن الأولويات ونقلن صورة مشوهة عن أوضاعها وعن الرجل السعودي والمجتمع بأسره!.
الطريف في الأمر أنك تجد أغلب هؤلاء المتحدثات يناقشن قضايانا ومشكلاتنا الداخلية من أماكن إقامتهن الدائمة في أوروبا أو أميركا أو دبي وبيروت! وأخريات يقضين بالخارج أكثر مما يقضينه في السعودية، فكيف يدركن معاناتنا ويستشعرن مطالبنا وهن لا يعشن هنا أصلاً ولا يتعايشن مع ظروفنا والمتغيرات بواقعنا؟

 

 

وبالعودة إلى محاولات الأمم المتحدة فرض أجندتها بقوة الضغط, وكذلك تلك التدخلات الأميركية والأوروبية في حياة المرأة السعودية أتساءل:
ما معنى احترام سيادة الدول وحقوق الشعوب وحرياتها في اختيار ما يناسبها ويحمي قيمها وثقافتها؟ وقد نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قبل عدة أعوام تقريراً جميلاً -عقب تصريحات مبعوثة الرئيس الأميركي كارين هجيز عن حقوق السعوديات وإحداث التغيير- حيث قالت مراسلة الصحيفة في الرياض: «إن تلك التصريحات أحدثت إزعاجاً في أوساط السعوديات المشككات في التدخل الأميركي، وإنه يبدو أن الأغلبية من النساء في المملكة من المحافظات دينياً, مما يظهر كذب ومغالطات مفهوم المرأة السعودية البائسة التي تنتظر التحرير! بل على العكس السعوديات يعتبرن الحجاب الأسود وعدم قيادة السيارة شكلاً من أشكال الحماية وجزءاً لا يتجزأ من الدين».

 

 

وقد نقل التقرير رأي مجموعة من البروفسورات السعوديات، ومنهن بروفسورة علم الأحياء د.فايزة العبيدي من جدة التي قالت: «أعتقد أن المحاولات لتحرير المرأة على الطريقة الغربية ليست سوى جزء من حرب دينية وفكرية تقودها الولايات المتحدة وتستهدف النساء بصورة خاصة، لأنهن لب المجتمع لتصل من خلالهن إلى السيطرة على بلاد الإسلام».

 

 

البروفسورة -بحسب التقرير- أظهرت فخراً شديداً بدينها وبرفض التدخلات الغربية، وقالت وهي تشير إلى غطاء وجهها: «إن هذا لا يغطي على هذا وهي تشير إلى رأسها بأصبعها».
أما د.سامية أدهم بروفسورة علم الإحصاء فقالت: «هذا اختيار ونحن نختار أن نُحكم وفق أوامر وحدود الإسلام. سنُحدث تغيرات ولكن في إطار ديننا وبطريقتنا الخاصة».
التقرير خلص -بعد لقاءات مكثفة مع عدد من الأكاديميات والعالمات السعوديات- إلى اعتزازهن بقيمهن وخصوصيتهن وسعيهن للدفاع عن حقوقهن التي شرعها لهن الإسلام، مع نبذهن لأي حلول مستوردة أو ضغوط دولية تفرض أجندة معينة تخالف توجه المجتمع.

 

 

أيتها المرأة السعودية:

تفرّدكِ، شموخ.. كيزعجهم.. يقلقهم

من رؤساء أميركا وبرلمانات أوروبا

حتى صحف إسرائيل

تحديهم بثباتك.. اشغليهم.. أشعليهم

باركك الله

[email protected]
@ReemAlatef

 

المصدر/ العرب القطرية