اعتقال الأسير.. عرس في الضاحية وتل أبيب؟!
6 ذو القعدة 1436
منذر الأسعد

جاء اعتقال الشيخ أحمد الأسير في مطار بيروت، كهدية ثمينة  لحزب إيران في لبنان، في وقت الحاجة الماسّة إليها، بعد أيام معدودات من الضربة القوية التي سددتها إليه أجهزة الأمن الكويتية باكتشاف مخازن أسلحة ومتفجرات أعدها لزعزعة الأمن بدولة الكويت، الأمر الذي زاد من تعريته وبوار تجارة المقاومة المزعومة والممانعة المفتراة.

 

 

 

 

فقد بعث "رئيس الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي"،  الجنرال غادي أيزنكوت،  ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"،  بالتحية لمدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم على العمل الأمني بتوقيف الشيخ أحمد الأسير،  أحد الرموز السنية والسلفية اللبنانية.

 

 

 

ووفقًا لما نشرت محللة الشؤون الشرق أوسطية في تلفزيون العدو الإسرائيلي i24،  اللبنانية الإسرائيلية جولي أبو عراج،  فقد احتفت الأوساط الرسمية الإسرائيلية بتوقيف الشيخ "الأسير"،  المعروف بمناهضته لـ"حزب الله"،  ومساندته للثورة السورية.
لكن للحدث  أبعاداً أعمق من عرس عبيد خامنئي، وهم يعرفون هذه الأبعاد ويتوجسون منها خيفةً، لكنهم يراهنون على استمرار أهل السنة في لبنان وفي العالم في تلقّي الطعنات باستسلام مذهل، مكتفين بموجة غضب عابرة سرعان ما تذروها رياح الأيام.

 

 

 

 

 

القضاء في خدمة خامنئي
بدءاً، فليس لي ولا لغيري أن يحكم للشيخ الأسير-ولا عليه- في الاتهامات الموجهة إليه، فذاك من اختصاص القضاء النزيه،  الذي ثبت بأكثر من دليل قاطع أنه مفقود في لبنان .. فمهزلة الحكم الشكلي على الإرهابي ميشيل سماحة ومن قبله عميل الصهاينة فايز كرم-الذراع اليمنى لجنرال الحقد ميشيل عون- و..... عشرات القضايا المماثلة تشهد شهادة حاسمة على تبعية القضاء اللبناني للمندوب غير السامي للولي السفيه. يضاف إلى ذلك اعتقال مئات من الشباب المسلمين منذ سنوات بتهمة الإرهاب من دون محاكمة، وكأن لبنان صار نسخة من عصابة طاغية الشام!! وما المقاطع الفاضحة التي تسربت قبل أسابيع  من تعذيب طائفي لمشايخ أهل السنة في سجن رومية سيئ السمعة، سوى رأس جبل الجليد!! فما خفي أعظم كثيراً..
كذلك يجدر بنا التذكير بالبرنامج الوثائقي، الذي بثته قناة الجزيرة يوم 26/7/2015م، وقد فضح أجهزة القمع اللبنانية التي تتولى تعذيب لبنانيين وفلسطينيين لحساب مخابرات الدانمرك-أحد أبرز المتشدقين باليدموقراطية وحقوق الإنسان-!!

 

 

 

الجيش يحمي قصر الإرهابي
بينما تطبّل أبواق الأقليات الحاقدة لإلقاء القبض على الشيخ الأسير، يسرح قتلة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ويمرحون، ولا تجرؤ سلطة في لبنان على رمي أحدهم بوردة!!
فهم من أذناب خامنئي، الذين يزدرون الدولة كلها، ولا  يرون فيها سوى مزرعة لهم، يديرونها بحسب توجيهات سيدهم في طهران.

 

 

 

الأمر نفسه ينطبق على الإرهابي النصيري رفعت علي عيد،  المحكوم عليه بالإعدام لارتكابه جملة من الجنايات البشعة..
ففي سابقة غير متوقعة،  طلب قاضي التحقيق العسكري اللبناني الأول رياض أبو غيدا بقرار اتهامي  بإنزال عقوبة اﻹعدام  في حق  رفعت عيد وثلاثة من أتباعه بجبل محسن  في طرابلس بتهمة " القتل واﻹرهاب  ولا سيما تأسيس مجموعات إرهابية مسلحة بقصد الاعتداء على الناس في طرابلس،  وسرقة أموالهم وقتلهم باستعمال الأسلحة الحربية،  عن سبق تصور وتصميم،  وتدمير الممتلكات العامة والخاصة واستجلاب التدخلات العسكرية الخارجية وتهديد الناس والعمل على خلق فتنة طائفية ومذهبية".

 

 

 

 

وقد استشهد 55 مواطناً من المسلمين بمدينة طرابلس شمال لبنان وجرح أكثر من 500 بتفجير سيارتين ملغمتين أوقفتا أمام مسجدين  في وقت صلاة الجمعة في أغسطس/ آب 2014م،  وحُمّلت المخابرات السورية وأعوانها في لبنان المسؤولية عن التفجير الإجرامي، ويتصدرهم عيد ورهطه.

كل ذلك دفع عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي،  إلى السخرية من أداء الداخلية التي تقوم كما قال "بالتعامي عن رؤية علي عيد المطلوب بمذكرة توقيف في ظل وجود قوة من الجيش تحمي قصره".

 

 

 

 

مظالمنا ليست جديدة

إن المظالم التي تنزل بأهل السنة في لبنان، لم تبدأ بالشيخ الأسير ولن تنتهي عنده..فعمرها يقترب من 40 سنة، منذ دخل المقبور حافظ الأسد إلى لبنان بأوامر أمريكية وتنسيق تام مع العدو الصهيوني، فأعاد تركيب لبنان بحسب متطلبات نظامه الطائفي، وحصر السلاح في يد الرافضة تحت شعار المقاومة!!

 

 

 

 

ونكّل بأهل السنة فاغتالت مخابراته المجرمة رموزهم، مثل المفتي حسن خالد والشيخ صبحي الصالح، واستكمل وريثه الأشد منه دموية ذلك السجل المخزي فاغتال رفيق الحريري وعدداً من الساسة ورجال الفكر والإعلام..

 

 

 

 

إن أي قراءة موضوعية لواقع لبنان، تخلص إلى أنه بات مستعمرة صفوية ، الأمر الذي  يؤكد صحة الأطروحة الأساسية للشيخ الأسير، وهي أن لبنان دولة فاشلة، ما دامت مؤسساته مغيّبة، وما دام القائم منها في خدمة ملالي قم من خلال وكيلهم حسن نصر الله.

 

 

 

 

في ضوء هذه الحقائق، والصبر المديد الذي مارسه أهل السنة.لن أُفاجأ إذا اندلعت في لبنان قريباً ثورة عارمة، لمواجهة الغطرسة المجوسية، التي تتآمر لإنهاء الوجود الإسلامي في سوريا ولبنان والعراق.ولعل البيان الغاضب الذي صدر عن هيئة علماء المسلمين في لبنان يعد إنذاراً بنفاد صبر المسلمين على الواقع المزري..فقد قال البيان بصراحة:
{ توقيف الشيخ أحمد الأسير يأتي ليؤكد أن الخطة الأمنية لم تطبق إلا على طائفة واحدة هي الطائفة السنية"،  مذكرة بما جرى في ما يعرف بأحداث عبرا،  التي أدين بها الأسير بالقول: "لقد كشفت استجوابات المتهمين بأحداث عبرا،  أمام المحكمة العسكرية الدائمة بالإضافة إلى أشرطة الفيديو،  مدى تورط ما يعرف بـ"سرايا المقاومة" التابعة لحزب إيران فيما جرى من أحداث مفتعلة هناك خلال شهر حزيران/ يونيو 2013"،  في إشارة إلى مليشيا مسلحة يدعمها حزب الله}.

 

 

 

وطالبت بـ"لجنة تحقيق مستقلة للبث في أحداث عبرا ومن كان وراءها كي يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض،  وكي لا يكون الخصم والحكم هما الفريق عينه،  وكي لا يكون مصير كل من يلقى القبض عليهم من أهل السنة الموت والتعذيب في أقبية السجون".

 

 

 

 

 
ودعت الهيئة أجهزة الأمن اللبنانية إلى "القيام بواجباتها لجهة القبض على المتهمين والمشتبه بهم،  بعمليات اغتيال وتفجيرات على شاكلة مصطفى بدر الدين ورفعت وعلي عيد،  ممن تورطوا في دماء الأبرياء،  من اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتفجيري  مسجديْ:السلام والتقوى في طرابلس".