ما لم يُعلن من جرائم المالكي أعظم
8 محرم 1437
د. زياد الشامي

لم يكن اعتبار كثير من مفكري أهل السنة وعلمائها أن الرافضة هم أصل مشاكل وأزمات المنطقة العربية والإسلامية المعاصرة ...عبثا أو مبالغة , فما زالت الأيام تكشف مدى عداء المجوس لدين الله الحق , و تُظهر هول حجم الجرائم التي ارتكبها أزلام ملالي طهران في كثير من الدول السنية .

 

 

وإذا كانت جرائم الرافضة في كل من سورية واليمن قد ظهرت للعيان منذ حوالي خمس سنوات , وإذا كانت محاولات العبث الصفوي بأمن واستقرار بعض دول الخليج - كالبحرين والكويت والمملكة السعودية – قد ازدادت في الآونة الأخيرة , فإن جرائم ملالي طهران وأزلامهم في العراق مستمرة منذ ما قبل الاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين وحتى الآن .

 

 

نعم ....لقد لعبت طهران وعملاؤها في العراق دورا كبيرا في تسهيل احتلال أمريكا لبلاد الرافدين , ثم تعاونت مع قوات الاحتلال على قمع المقاومة السنية , لتُسلّم أخيرا زمام الأمر في العراق نيابة عن الأمريكان , عبر تنصيب أحد أهم أزلام طهران مندوبا أمريكا في العراق هو : "نوري المالكي" .

 

 

وإذا كان اليهود والصليبيون هم أعداء الإسلام منذ بزوغ نوره على البشرية , فإن الرافضة هم رأس الحربة التي اتخذها أعداء دين الله وسيلة لطعن أهل السنة عبر التاريخ وحتى الآن .

 

 

وإذا كان الإعلام قد أخفى جرائم المالكي خلال فترة حكمه للعراق التي امتدت لسنوات ثمان تقريبا ليتم دوره المرسوم له , فإن بعض مخازيه وفضائحه بدأت تظهر الآن , لتكشف للعالم حجم جناية الرافضة على العراق , و تثبت أنهم مصدر "الإرهاب" الإقليمي ...بل والعالمي .

 

 

أولى هذه المخازي والجرائم المكتشفة حديثا لعميل طهران في العراق هو ما ذكرته قناة الجزيرة الفضائية الثلاثاء الماضي عن ضلوع "نوري المالكي " في عملية اغتيال المئات من العلماء النوويين والطيارين العراقيين بالتنسيق مع كل من إيران و الاحتلال الصهيوني .

 

 

فقد كشفت قناة الجزيرة شيئا عن وثيقة سرية لويكيليكس تظهر كيف زود نوري المالكي كلا من "إسرائيل" وإيران بمعلومات ساهمت في تصفية المئات من العلماء النوويين والطيارين العراقيين , لتبقي تفاصيل هذا الموضوع في حلقة جديدة من برنامج " الصندوق الأسود" المقرر إذاعته غدا الخميس .

 

 

وأشارت الوثائق المكتشفة عن دور المالكي في توفير معلومات خاصة بالسير الذاتية للعلماء العراقيين وطرق الوصول إليهم لغرض تصفيتهم , وكيف سُلّمت هذه المعلومات لفرق اغتيال تابعة للموساد "الإسرائيلي" وإيران" .

 

 

كما كشفت وثيقة تعود إلى عام 2007 سُرّبت من مكتب المالكي وموقعة باسمه بصفته رئيس الوزراء عن التنسيق المباشر للمالكي مع الحرس الثوري الإيراني لتصفية شخصيات عراقية خاصة البرلمانية منها .

 

 

وبغض النظر عن عدد علماء العراق النوويين الذين تورط المالكي في تسهيل جريمة اغتيالهم , والذي تقول الجزيرة في تقريرها بأنهم 350 عالما نوويا عراقيا بالإضافة ل80 ضابط طيران من القوات الجوية العراقية , والذي اعتبره البعض عددا مبالغا فيه ....فإن المهم في الوثيقة هو ضلوع المالكي في اغتيال العقول العراقية ولو كان عالما واحدا , وليس المهم كم عدد العلماء الذين تورط في اغتيالهم .

 

 

بل إن الأهم من كل ذلك هو ثبوت التوافق والتنسيق الصفوي الصهيوني ضد أهل السنة منذ عقود , وذلك بخلاف التظاهر بالعداء الذي دأب ملالي طهران وساسة "إسرائيل" على إظهاره على مدى عقود مضت لخداع أهل السنة , وللتغطية على المؤامرات ضدهم .

 

 

أما الجريمة الأخرى للمالكي التي كشفتها بعض وسائل الإعلام حديثا , فهي متعلقة بسيارات تويوتا اليابانية ذات الدفع الرباعي , والتي طالب مسؤولون أميركيون في جهاز مكافحة الإرهاب من الشركة اليابانية إعطاء تفسير عن سبب ظهور العدد الكبير من سياراتها في فيديوهات "داعش" ؟

 

 

ولم يكن مفاجئا أن تظهر أصابع الرافضة في هذا الامر , حيث ذكرت صحيفة الديار اللبنانية أن شركة تويوتا قد أعلنت عن فاتورة شراء لـ 10 آلاف من سياراتها ذات الدفع الرباعي، كانت باسم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي .

 

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر أن المالكي كان قد اشترى السيارات لاستعمالها من قبل وحدات الأمن وفرق الحراسة وبعض وحدات الجيش ، إلا أنه بعد سيطرة تنظيم الدولة "داعش" على الموصل وتكريت ونينوي حصل على 9 آلاف سيارة منها، وأصبح يستعملها في العراق وفي تنقلاته في سورية .

 

 

والحقيقة أن ممارسات "داعش" وتصرفاتها التي تصب بمجملها في مصلحة الرافضة وحلفائهم , سواء في سورية أو العراق أو حتى اليمن و ليبيا ..... يؤكد وجهة نظر كثير من الباحثين والمحللين الذين يرون في "داعش" صنيعة صفوية غربية لإيجاد مبرر لضرب أهل السنة و تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد .

 

 

ومع عظم جرائم المالكي التي كشفت عنها وسائل الإعلام مؤخرا , فإنها في الحقيقة غيض من فيض مخازي عميل طهران و الأمريكان , ولعل ما لم يظهر للعلن بعد مما هو مخبوء في أدراج مكاتب المخابرات الأمريكية والصهيونية والغربية عن جرائم المالكي أدهى و أعظم .