خطاب "المماتعة" بعد الإفلاس
16 محرم 1437
منذر الأسعد

في رياضة الملاكمة نوعان من الهزيمة، الأولى: بالنقاط فيفوز اللاعب الذي ينال أكبر عدد من النقاط في جولات اللعبة، والأخرى: بالضربة القاضية حين يَعُدٌّ الحَكَم على اللاعب الذي سقط على الأرض حتى الرقم 10 فيعلنه مهزوماً بالضربة القاضية، ما دام قد عجز عن النهوض تلك المدة!

 

أقول هذا لأعلن عن هزيمة حلف المماتعة بالضربة القاضية، بوصفي متابعاً منذ سنوات طويلة أرصد أحواله منذ زمن اغتراره، عندما استطاع أن يخدع جمهوراً واسعاً من الأمة عن أكاذيبه الكبرى، من أنه ليس طائفياً وأنه متفرغ لمنازلة الشيطان الأكبر: أمريكا والكيان الصهيوني.

 

علماً بأن هزيمة حلف الدجل والكراهية هذا، ابتدأت بالنقاط منذ انطلاق الثورة السورية النبيلة، لكنها كانت هزيمة متدرجة، تتناسب طرداً مع استفحال وحشيته وانقشاع قناعه الطائفي، وأما الضربة القاضية فجاءت أخيراً، عندما اضطر إلى الاستنجاد بالتيس المستعار فلاديمير بوتن، فإذا بمسرحية السيادة تنهار مع خشبة المسرح نفسها، ويؤتى بالصبي المعتوه بشار إلى الكرملين ليلتقي سيده هناك. شحنوه بطائرة نقل روسية وهو الذي لم يكن يجرؤ على مغادرة جحره في دمشق الأسيرة. وجاء الصفيق بوتن ففضحهم بالإعلان رسمياً عن غرفة تنسيق بين مركزه في القرداحة –مسقط رأس هبل- وبين جيش الاحتلال الصهيوني!! وأصبح الأمر-كما يقول العامة-: على عينك يا تاجر!!

 

نصر الله الذي تنشق حنجرته منذ أيام بالكلام ضد أمريكا، بات يستحق الشفقة، لأن الطفل السوري المميز يعلم علم اليقين أنه لولا حقد أمريكا على الإسلام لما بقي معتوه عائلة الأسد في الحكم سنة واحدة بعد اندلاع الثورة عليه وعلى ظلمه وخيانته.

 

واكتملت الفضيحة المجوسية ببصمة خامنئي على تعليمات "الشيطان الأكبر" في الملف النووي، وبدفاع اليهود في عقر أمريكا عن الصفقة!!

 

وكشف الله عز وجل مؤامرة المجوس الجدد على حجاج بيت الله الحرام، وارتد كيدهم في نحرهم، وهلك منهم رؤوس كبيرة تسللت بأسماء مستعارة لتشرف على المقتلة، فكان ربنا لهم بالمرصاد ليكونوا من الهالكين، فخسروا الدنيا والآخرة..

 

إذا استحضرنا تلك الحقائق الرئيسية في المشهد الراهن، نستطيع تفسير الهياج الجنوني لدى قادة الحلف المدنس، ويمكننا كذلك فهم الاضطراب الهستيري الذي يتصف تعامل أبواقهم مع متغيرات الوضع في المنطقة.

 

فخطبة نصر اللات الأخيرة في مناسبة عاشوراء خير شاهد على استشعار هؤلاء أن مصير خططهم الدنيئة هو الفشل الذريع قريباً إن شاء الله، بالرغم من مساعدة الكفرة الفجرة لهم من كل أصقاع الأرض.

 

كانت جعجعة نصر الله عن أمريكا التي ذكرها عشرات المرات، تثير السخرية، لأن الشمس لا يمكن حجبها بغربال.لم يعد الخبراء والمثقفون وحدهم يدركون حقيقة القوم وخيانتهم لله وعدائهم لدينه وعمالتهم لليهود والصليبيين. أصبحت تسليط الضوء على اعترافات خاتمي ونجاد وأبطحي بتآمر أحفاد أبي لؤلؤة مع الشيطان الأكبر لغزو العراق وأفغانستان خبراً قديماً لا يشد انتباه أحد..فما يجري منذ خمس سنوات في الشام والعراق أشد خطورة ووضوحاً.. وها هي ويكيلكس تسدد في قلبهم طعنة إضافية، بفضح تآمر المجرم العميل نور المالكي مع الصهاينة وسيده خامنئي لتصفية علماء العراق في علوم العصر وبخاصة علماء الطاقة الذرية!! هذه المؤامرة جرت قبل سنوات من مهزلة الاتفاق النووي، يوم كان شعار الموت لأمريكا وإسرائيل يملأ شوارع طهران وضاحية الحقد جنوب بيروت!!

 

أفليس مما يضحك الثكلى أنهم طمسوا تلك الشعارات التي ضحكوا بها على المغفلين سنوات وسنوات، وخرست ألسنتهم عن الصدع بها، ثم يهرّج نصر الله بعدائه المزعوم لأمريكا، بينما يأمر جمهوره بالنباح ضد السعودية؟!!