لا شك في أن تسريب نبأ الوفد النصيري الذي زار تل أبيب مؤخراً، مؤشر يدعم الدلائل الأخرى، على أن رعاة نحر الشعب السوري بزعامة البيت الأسود، قرروا التخلي عن عميلهم بشار وعموم عائلته.
لكن السؤال الذي لا مفر من الوقوف عنده، هو:هل صحيح أن الوفد النصيري بقيادة تاجر العلمنة والمدنية الطائفي الكذوب أدونيس ذهب إلى عمه نتنياهو، يبحث عن ضمانات للنصيريين في مرحلة ما بعد العائلة الذميمة؟
ولماذا يتألف وفد الخيانة المكرور في التاريخ النصيري، من أناس ليس في أيديهم سيف ولا رمح؟ أليس هذا دليلاً إضافياً على أن وحوشهم المفترسة المستأسدة على العزل فحسب، ليسوا سوى واجهة أو أداة في يد المجلس السري الذي يرسم القرارات الكبرى للطائفة الحاقدة؟
من يضمن من؟
ذلكم هو الكلام الموحى به-صراحة تارة ومواربة تارة أخرى- في التسريبات المتعمدة، وهو لمواصلة الخداع الأممية المتكالبة علينا، مع أن الطفل المميز بات يعلم علم اليقين أن الحماية الدولية التي تم توفيرها لهؤلاء المجرمين ليس لها نظير، باستثناء سادتهم الصهاينة الذين لم ينحدروا إلى مستوى وحشيتهم الوقحة.فأي ضمانات بعد خمس سنوات من مجازرهم التي شاركهم فيها كل بغاث الكفر من أنحاء الأرض كلها، حتى تفرق الدم السوري بين الأمم، وظل السلاح الفعال على السوريين ممنوعاً، وبقيت سفارات الطاغية في أكثر العواصم، وما زال مندوبوه الصفيقون في المنظمات الأممية!!كل هذا وبشار فاقد الشرعية في هراء أوباما وأشباهه!!
وبالرغم من الخلل الفادح في ميزان التسلح لمصلحة حلف القتلة، كان في وسع الثوار اقتحام مناطق النصيريين حيث خزان الوحوش، بل إن دمشق في مرمى مدافعهم، لكن الغرب المنافق منعهم، وهم مضطرون إلى الاستجابة حرصاً على الحد الأدنى الذي يحصلون عليه من أسلحة محدودة حجماً وواهنة نوعاً!
مهانة أوباما
فلنتجاوز مهزلة الضمانات، فالقوم ضمانة الغرب فلا يحتاجون إلى ضمانات، ولعل هذه الحقيقة غير المتداولة تفسر اجتراء الوريث الأرعن على تحدي أوباما وإهانته، باستخدام السلاح الكيميائي، في ازدراء مكشوف لتحذيرات البيت الأبيض وكسر لخطوطه الحمر!!
وابتلع رئيس " أقوى" دولة في العالم المهانة المعلنة، اكتفى بمصادرة أداة الجريمة، خشية وقوعها في أيدي السوريين الشرفاء، وهي أيدٍ غير أمينة بمنظار اليهود والصليبيين والبوذيين والملحدين وسائر أركان حلف البغضاء النكد.
وينبغي لنا أن نلاحظ اعتزام الوفد زيارة تركيا، التي لا يمكن أن تتعاطف معهم!!فهل يريدون مساومة أنقرا على حد أدنى من التطبيع مستقبلاً إذا تنصلوا في الوقت بدل الضائع من بحور الدم التي أراقوها في سوريا، وتحميل عائلة الأسد وحدها الوزر كله؟
وهنا يقف السؤال الحائر: فما مهمة البعثة النصيرية في الكيان الصهيوني؟
إذا استبعدنا البعد الإستراتيجي بالنسبة إلى الطائفة الكريهة، لأن الصهاينة والصليبيين الجدد أحرص منها على بقائها شوكة في خاصرة الأمة، فلا يبقى سوى احتمال التنافس بينهم على الزعامة في المرحلة الجديدة.فهم جميعاً يدركون أن المفتاح الحقيقي ليس في الكرملين الذي يؤدي مهمة التيس المستعار، ولا في البيت الأبيض العاجز أمام أصغر مسؤول يهودي في أمريكا أو في فلسطين المحتلة.
لقد دار الزمان وأصبح اليهود هم الأوصياء على حاضر عملاء الغرب في المنطقة وعلى مستقبلهم.
المؤسف أن تعثر بعد كل هذا اللعب العلني، على مسلمين غافلين يتساءلون ببلاهة:أين تذهب قصة الممانعة المجوسية في هذه الحالة؟
وهؤلاء يستحقون المقولة الشعبية الدارجة في الشام: صح النوم!!