هجمات باريس.. ملاحقة داعش واحتضان رُعاته؟!!
6 صفر 1437
منذر الأسعد

سبحان الله، بينما كنت أتصور في ذهني مخططاً لكتابة هذا المقال عما وراء هجمات باريس الأخيرة، تلقيت مع جمهور هذا الموقع الكريم، هدية طيبة أتحفنا بها الأستاذ أمير سعيد، فطرح كثيراً من الأسئلة التي تضيء الزوايا المعتمة –بل المُعَتَّم عليها-من المشهد، وغطى كثيراً من النقاط التي ظلت تدور في رأسي وأنا أتابع التفاصيل، بل إنه تناول جوانب كانت غائبة عني.

 

 

 

 

الاتجاه الآخر
مع تأييدي التام لما جاء في المقال الرائع،سأمضي في إلى الغاية نفسها من زاوية أخرى،فربما تكتمل الصورة بذلك،أو تتاح للقارئ الكريم فرصة أكبر لاستكمالها بنفسه، وخاصة أن تداعيات الحدث ستنمو وتكبر بسرعة لأن القوم في عجلة من أمرهم، لكي يحصدوا أوفر محصول ممكن،في استغلال ماكر لزخم الحدث الضخم-فكيف وهم نمطياً يضخِّمون الأحداث الصغيرة لتبرير مخططاتهم البشعة؟ ولعل من المفارقات أن نستذكر هنا أن فرنسا نفسها احتلت الجزائر سنة 1830م متذرعة بإهانة تلقاها مندوبها الوقح من حاكم الجزائر "الباي حسين"!!-

 

 

 

سأحاول أن أقرأ الوقائع من خلال تسليم جدلي بصحة سائر المزاعم المعلنة عن تفجيرات باريس، وأتجاهل كلياً علامات الاستفهام الكبرى التي يطرحها العقل اليقظ-مثلما فعل أخي الفاضل الأستاذ أمير في تفكيك الألغاز التي اكتنفت معظم التفاصيل الشائعة-.

 

 

الصورة المطروحة أمامنا –مطابقة لمشهد 11 سبتمبر 2001م تماماً- باستثناء نقطة مهمة أذكرها وسألغيها من ذهني لكي يستقيم المشهد الذي حرص الغرب كله على تقديمه!! ففي سبتمبر 2001 لقي المنفذون حتفهم بقرار منهم، فهم - بحسب المسرحية الرسمية التي فرضها بوش الابن على البشرية- ركبوا طائرات تعمدوا صدمها بأبراج شاهقة فلا مجال لنجاة أحد كان فيها، أما في باريس فربما كان في وسع أجهزة الأمن إلقاء القبض على بعض المنفذين أحياء،  سواء الذين احتجزوا الرهائن، والذين أطلقوا النار من أسلحتهم!

 

 

 

فلنضرب عن هذه النقطة صفحاً لئلا تفسد الصورة المعروضة-بل المفروضة إن شئنا الدقة-.لنتفق على أن مصرع المنفذين كان حتمياً لسبب أو لآخر.

 

 

 

 

 

الرُّعاة الغائبون الحاضرون!
يتعذر على المرء في مساحة ضيقة كهذه، أن يعرض عناوين الشبهات التي أثارها الغربيون-من الساسة والإعلاميين- حول علاقات استخبارية من نوع ما،بين داعش ونظام ملالي قم ومخابرات أدواتهم في العراق وصبيهم في الشام!والأجهزة الأمريكية والأوربية ذاتها، لطالما شنَّفت مسامعنا من قبل،على مدى سنوات، بالحديث عن إيواء إيران نحو 100 من قيادات بارزة في تنظيم القاعدة وعائلات بعضهم!!ومكتب التحقيقات الاتحادية الأمريكي (FBI) أكَّد أكثر من مرة أن طهران تؤوي المطلوب السعودي أحمد إبراهيم المغسل، الذي يتهمه الأمريكيون بأنه مهندس تفجيرات مدينة الخُبَر سنة 1996م!! ثم غادر طهران مؤخراً لأول –وآخر –مرة إلى لبنان،فتم تسليمه إلى السعودية التي تطالب به منذ ذلك الوقت!!والمثير للانتباه أن دولة خامنئي وفرت له حماية تامة 19 سنة  وهو رقم يضاهي عدد الجنود الأمريكيين الذين قضوا في تفجير الخبر.

 

 

 

وقبل ذلك نفَّذ لبنانيون تفجيرات حصدت أرواح مئات من جنود أمريكا وفرنسا، وكان الحرس الثوري المجوسي قد درَّبهم وموَّلهم وأشرف على عملياتهم، بما فيها خطف الغربيين وقتلهم في لبنان!

 

 

 

 

كل ذلك لم يدفع واشنطن لتسوية حساباتها مع طهران،بالطريقة الأمريكية المألوفة، وإنما اكتفت بشتم إيران وتصنيفها في محور الشر!!وكفى الله المجرمين القتال!

 

 

 

أما أفغانستان فجرى غزوها على الفور عقب أحداث نيويورك وواشنطن، ومن دون التثبت من مسؤولية القاعدة عنها!!

 

وأما العراق فتم تلفيق الأدلة والاتهامات له، وكذب زعماء " العالَم الحر" على شعوبهم لتبرير العدوان عليه،وما خرج الغزاة منه إلا بعد تمزيق أوصاله وتقديمه هدية مجانية لخامنئي –قائد محور الشر!!-
ولنتخيل لبضع دقائق، أن تهديدات مفتي الإفك الأسدي أحمد حسون بإرسال انتحاريين إلى عواصم الغرب، لنتخيل لو أنها صدرت عن أحد الدعاة غير الرسميين في دولة يحكمها أهل السنة!!

 

 

 

لم يحرك الغرب ساكناً لمعاقبة مفتي الضلالة،ولم تقتله طائرة بلا طيار لأنها تخصصت في قتل المدنيين العزل في أعراس الأفغان واليمنيين، فالغربيون يعلمون علم اليقين مدى إخلاص طهران وأذنابها في الذود عن المصالح العليا للغرب ضدنا نحن العدو المشترك!

 

 

 

 

اطردوا السعوديين!
هنالك محطة لم تلفت اهتمام أكثر المتابعين، تتمثل في حملة صفوية شرسة على السعودية انطلقت على الفور  عقب هجمات باريس، فقد أثبت شباب متخصصون في تقنيات المعلومات  بالدليل القاطع، أن أول حساب على تويتر استخدم مصطلح (#غزوة_باريس) كوسم "هاشتاغ" يعود إلى أحد عملاء طهران وهو مقرب من عصابة الأسد الإرهابية،  واسمه على الموقع: (علي  #ويبقى_الحسين)، وأما وسم: (#اطردوا_السعوديين_من_فرنسا) فيملكه أحد أذناب الحوثي صبي خامنئي في اليمن!!

 

 

 

 

وسرعان ما تدفق الحقد من وسائل الإعلام الناطقة بلغات غربية،  والموجهة إلى جمهور غربي، فاتهمت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله المسؤولية، وطالبت بإقفال كل جمعية خيرية لأهل السنة بعد نبزها بأنها " وهابية"!!

 

 

 

 

وشارك في حملة البغضاء القبوري التالف الحبيب علي الجفري-ويقيم بكل أسف في دولة خليجية!!- فادعى أن كتب الشيخ المجدد هي التي تكوِّن ثقافة داعش!!ونسي هذا الجهول الكذوب –أو تناسى- أن داعش وكل من ينتسب إلى الإسلام يقول بقدسية النص القرآني، فهل يصبح كتاب الله تعالى موضع اتهام عنده بحسب منطقه الأعوج الذي يتبع الهوى والظن والمنافع الذاتية الزائلة؟

 

 

 

 

كما انضم إليها الإعلامي المصري المشبوه إبراهيم عيسى، الذي يتشدق بالعلمانية لكنه يخص رموز الإسلام ببذاءاته وأكاذيبه، ويدافع بشراسة وصفاقة عن المجوس الجدد وعن سفاح العصر بشار الأسد!!

 

 

 

والعجب أن عيسى هذا ينبح على الشوامخ: ابن تيمية وابن عبد الوهاب وبلغ به الحقد على الإسلام أن يضم البخاري إلى قائمة المتسببين بـ"الإرهاب"،  بينما تفرد مريدو سيده السيسي بالشماتة من تفجيرات فرنسا؟!

 

 

فانظر يا رعاك الله إلى هذا الحلف الدنس الذي تجتمع فيه كل النقائض ضد الإسلام وأهله!!

 

 

 

 

بعد كل هذه المعطيات، يتعين على أي سياسي غربي أن يجترئ على تقديم جواب مقنع على سؤال واحد:كيف تزعمون مطاردة داعش وأنتم تحتضنون محركيها في رأيكم؟بل أنتم تتحالفون معهم في سوريا والعراق وأفغانستان ولبنان وأخيراً في الخليج العربي؟؟

 

 

 

ولمطايا داعش سؤال واحد كذلك: كيف استطعتم الوصول بيسر إلى باريس وبيروت،ولم تصلوا يوماً إلى دمشق مخبأ الفأر أو طهران كهف حفيد أبي لؤلؤة المجوسي؟

.