آخر أساطير عمائم طاغية الشام
18 صفر 1437
د. زياد الشامي

لا يبدو أن أساطير ودجل عمائم السوء المؤيدة والداعمة لطاغية الشام ستتوقف عند حد أو تنتهي عند سقف , فهي ماضية في تزييف الحقائق على الأرض و نقلها بصورة مغايرة تماما لما هي عليه في الواقع , ومستمرة في تحريف نصوص الشريعة الإسلامية دونما رادع أو خوف من عواقب ذلك في الدنيا قبل الآخرة , ومصرّة على قلب منطوق ومدلول آيات الذكر الحكيم والسنة النبوية الشريفة رأسا على عقب , ومبالغة إلى أقصى حد في تمجيد وتعظيم كل من يؤيد ويدعم طاغية الشام في حربه ضد الشعب السوري وأهل السنة منهم على وجه الخصوص .

 

 

وإذا كان مفتي هولاكو العصر "أحمد بدر الدين حسون" يخرج علينا بين الحين والآخر بأسطورة جديدة لا تقل سوءا عن سابقتها , ويتفنن في فتاويه المبتدعة المخالفة لصريح نصوص الكتاب والسنة خدمة لسيده الطاغية .... فإن المدعو "مأمون رحمة" الذي عينه النظام الأسدي خطيبا في الجامع الأموي بدمشق مكافأة له على شدة ولائه وعمالته .... يخرج علينا كل أسبوع بدجل وكذب وافتراء على دين الله وعلى الواقع و الحقيقة ما أنزل الله بها من سلطان .

 

 

آخر أساطير "حسون"

 

 

من آخر أساطير مفتي الطاغية "حسون" الترويج لعلمانية سورية في الدستور الجديد الذي سيصدر بعد ستة أشهر حسب زعمه , تلك العلمانية الجديدة التي لا تتعارض مع الدين الإسلامي , بل تخدمه حسب وصفه .

 

 

فقد نقلت قناة العربية الحدث الإخبارية عن "حسون" زعمه : "إن العلمانية فى سورية لم تكن ضد الدين وإنما خادمة له , فلا الدين يفرض على القانون , ولا القانون يفرض على الدين , وهذا ما سترونه بعد ستة أشهر فى الدستور الجديد" .

 

 

لا أدري في الحقيقة كيف تكون العلمانية المعروفة بإقصائها الدين عن حياة المجتمع تماما , والمشهورة بأنها : اللادينية أو الدنيوية التي تدعو إلى إقامة الحياة على القوانين الوضعية والعقل , ومراعاة المصلحة المادية بعيدا عن الدين , كما تعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم ...... لا أدري كيف تكون بعد كل هذا خادمة للدين الإسلامي !!

 

 

وبغض النظر عن كل الأدلة التي تثبت مناقضة العلمانية بمبادئها وتعريفها وجوهرها للعقيدة الإسلامية أولا , و تصادمها مع أحكام الشريعة الغراء ثانيا , كتحليلها للربا الذي يعتبر من أكبر الكبائر في دين الله الخاتم , وإباحتها للزنا وشرب الخمر المحرمة بنصوص قطعية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , ناهيك عن إنكارها لإقامة الحدود الإسلامية – كرجم الزاني وقطع يد السارق .....- ومعارضتها لتطبيقها , بل واتهامها من يطبق هذه الأحكام الشرعية "بالإرهاب" ....

 

 

أقول : بغض النظر عن كل ما سبق , فإن علمانية طاغية الشام التي يروج لها مفتيه لا تمت بصلة إلى العلمانية التي تزعم أنها تعتمد الديمقراطية في نظام الحكم , و تعلي من شأن الحريات , و تجعل من المساواة أحد أهم شعاراتها المزعومة .....بل هي مجرد شعار يتزلف من خلاله الطاغية إلى الغرب , و يعبر من خلاله عن استعداده لأن يجعل سورية بوذية أو حتى ملحدة.... إن كان ذلك يرضي أسياده من الصهاينة والأمريكيين , ويبقيه على سدة الحكم بعد جرائمه الوحشية ليس بحق السوريين فحسب , بل بحق الإنسانية جمعاء .

 

 

لم يكتف "حسون" بالترويج لعلمانية سورية ونزع الهوية الإسلامية منها إرضاء لسيده النصيري , بل راح يدافع عن بقاء الأخير في سدة الحكم , ويهاجم المبادرات التي تدعو لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو استفتاء شعبي تحت رعاية الأمم المتحدة ....لكونها قد تفضي إلى إنهاء حكم الطاغية .

 

 

لقد وصل الأمر بــ "حسون" في العمالة والانبطاح والدفاع عن النظام النصري إلى حد تجاوز حتى توقعات النظام نفسه , فها هو يعتبر الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة "إشعال لنار الفتنة بين السوريين" , في إشارة واضحة إلى ارتباط مصيره بمصير هذا النظام البائد , فهو موقن بأن زوال الطاغية يعني زواله .

 

 

أساطير خطيب الأموي الأسبوعية

 

 

أما أساطير المدعو "مأمون رحمة" الذي عينه النظام النصيري خطيبا للجامع الأموي بدمشق مكافأة له على وقوفه ضد ثورة الياسمين , فهي في الحقيقة من العيار الثقيل كما يقال , لكونها تتناقض مع الواقع والحقيقية على الأرض بشكل فاضح من جهة , وتتعارض بشكل صارخ مع أبسط نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة .

 

 

فالمدعو يروج لانتصارات مزعومة لجنود طاغية الشام والمليشيات الرافضية في المعارك الدائرة على أرض الشام , بينما الحقيقة التي ينقلها المراسلون من أرض الميدان تؤكد عكس ذلك , وتثبت أن الهزائم العسكرية ما زالت تلاحق جنود النظام ومرتزقته رغم العدوان الروسي الأخير , ولعل استعادة جيش الفتح لكثير من القرى والببلدات بريف حلب الجنوبي مؤخرا خير دليل وشاهد على ذلك .

 

 

وإذا كان الكذب والدجل والافتراء والترويج لها من سمات عمائم السوء التابعة للنظام السوري , فإن قلب منطوق ومدلول آيات القرآن وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومبادئ الإسلام .....هي سمة أخرى لا تنفك عن أختها .

 

 

فها هو خطيب النظام النصيري من على منبر الجامع الأموي بدمشق يعترف في خطبته الأخيرة بأن من يساند المعتدين ظالم , وأن الظلم أن يحتل عدو بلدك وأن يسارع الجبناء إلى الإحسان في استقباله .... ومع أن هذا الكلام ينطبق تماما على العدوان الروسي والإيراني الحاصل في سورية , والذي لا يختلف عن حقيقة الاحتلال وجوهره في شيء , إلا أن عميل النظام يقلب تلك الحقيقة رأسا على عقب , ويجعل من الشعب السوري الثائر ضد الظلم محتلا وإرهابيا وخائنا وعميلا ...... , بينما يسمي الإيراني والروسي المرتزق الغريب المحتل الطارئ أخا وصديقا ....

 

 

أما عن تزلف وانبطاح خطيب الطاغية فحدث ولا حرج , فهو لم يكتف بإعلان التشرف بخدمة الحذاء الذي يلبسه الجندي النصيري السوري , ووصف غبار ذلك الحذاء كدواء لمن أصابه رمد العيون ...... بل راح يمجد قاتل الأبرياء "بوتين" الذي وصفه "بالقائد الفذ" , وذابح الأطفال من أهل السنة في القصير وغيرها "نصر اللات" , ولم يبق إلا أن يهلل لفرنسا ويمجدها بعد قبول حكومتها مشاركة جيش الطاغية في قتال "داعش" .

 

 

وإذا كانت هذه آخر أساطير عمائم السوء المعلنة من عملاء النظام السوري , فما خفي ربما يكون أعظم .