البغض التغريبي والرافضي لفلسطين: الأقصى في السماء أم في الطائف أم "بتاع ربنا"؟
4 ربيع الأول 1437
منذر الأسعد

أشد عداوة من اليهود.. طغاة ضد المسجد الأقصى

تتمثل أحدث فصول المؤامرة على فلسطين، في محاولة خبيثة لانتزاع قداسة الأرض المباركة المحتلة من قلوب أبناء أمة التوحيد،وهو فصل يتخذ أكثر من أسلوب،فهناك  من يجترئ على جحود قطعيات التاريخ فينفي وجود المسجد الأقصى جملة وتفصيلاً،وهناك من يقوم بدور علماء الخيانة فيحرِّم الجهاد لتحرير أولى القبلتين وثالث المساجد،التي لا يجوز شدُّ الرحال إلا إليها.
كل ذلك لتنحية الدين من الصراع،بالرغم من أن كل ما في كيان العدو يقوم على تلموده العنصري الحقود،وتوراته المحرّفة!
يأتي هذا الفصل القبيح بعد أن عجز الصهاينة عن اقتلاع الفلسطينيين من دينهم وأرضهم،وبعد أن فشلوا في تحريف الصراع من قضية وجود تعني الأمة كلها،إلى نزاع هامشي على الحدود –حتى هذه بقيت ورقاً مثيراً للسخرية في حائط مبكى التغريبيين: الأمم المتحدة-.

 

 

 

 

 

فتاوى بحسب الطلب
قبل نحو شهرين،أنكر أحد تجار الفتاوى الذين يبيعونها بحسب شهوات الغزاة والطغاة،أنكر على المسلمين أن ينتصروا للمسجد الأقصى المبارك، وأن يجاهدوا لتحريره من الاحتلال الصهيوني!وقال-فُضَّ فوه وكثر شانئوه-:"ده بتاع ربنا وهو اللي يدافع عنه مش إحنا"!! واعترف بمراد سيده من فتوى الضلالة هذه –عليه من الله ما يستحق- فقال لقناة العاصمة: واللي يحارب عشان الدين تبقى مصيبة احنا نحارب عشان الحقوق الإنسانية فقط”, والمضحك المبكي أن أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر استدل  لضلالته بقوله الحق سبحانه تعالى ((وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا‏))‏!
كما صرح بأنه لا يجوز أن تكون الحرب باسم الدين، ولا يجوز نصر الدين، ولا النخوة للدين، ثم هاجم حماس و الجهاد ونحوهما من المجاهدين بأنهم يتاجرون باسم الدين، ثم هوّن من أمر الاحتلال الصهيوني فقال " إن الرسول (صل الله عليه وسلم) كان يستقبل في صلاته 17 شهراً نحو المسجد الأقصى وهو في قبضة النصارى.

 

 

 

وقد نسف أهل العلم-وبينهم أزهريون حقيقيون- دجل المشار إليه،وفضحوا تهافت فتواه التي تتعارض مع ثوابت الإسلام .
فقد أوضح الدكتور طاهر الفخراني, أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون, في اصطدام الفتوى الضالة مع الضرورات الخمس التي تكفلت الشريعة الإسلامية بحفظها وهي: الدين ثم النفس والنسل والمال والعقل, واستدل بكثير من الآيات الكريمة التي تتحدث  عن وجوب الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الدين.
وقال الدكتور يحيى اسماعيل حبلوش أمين عام جبهة علماء الأزهر: إنكار المعلوم من الدين بالضرورة "كفر بواح" وإن الله عز وجل أمرنا بالجهاد وبالدفاع عن الدين،وأضاف أن الدفاع عن الدين ليس مسؤولية طائفة معينة للدفاع عنه ولكنه مسؤولية كل مسلم.
واستشهد الدكتور أحمد مصطفى الأستاذ بجامعة الأزهر بقول الحق سبحانه : ((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)) والمقصود هنا أن الله يأمرنا بالقتال والدفاع عن الدين ونشر الاسلام.

 

 

 

 

وقال  الدكتور علي القره داغي أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن الدفاع عن الأقصى والقدس المحتلة، فريضة شرعية وقد أجمع العلماء قاطبة على أن الدين مقدم على النفس والمال،ولذلك أوجبوا الجهاد بالنفس والمال في سبيل حماية الدين، وتدل على ذلك جميع آيات الجهاد التي اشترطت أن يكون الجهاد في سبيل الله، ولنصرة دينه وأوليائه، ولدرء الظلم والطغيان فقال تعالى في أول آية نزلت في الجهاد (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)}الحج 39{. ثم قال في وصفهم (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) }الحج 40{.، فهولاء أخرجوا بسبب الدين، وهم يجاهدون لنصرة الدين، ولدرء الظلم عنهم، وقال تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَايَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )}الأنفال {3، وقال تعالى في سورة التوبة بعد الأمر بقتال المشركين المعتدين: (فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)} التوبة 11{.

وهذه القضية هي مما علم من الدين بالضرورة فلا ينكرها إلا جاهل جاحد.
وأضاف القره داغي: دلّت النصوص الشرعية الصريحة الواضحة من الكتاب والسنة على وجوب مقاومة المحتلين اذا احتلوا أرضنا وديارنا، وعلى ذلك اتفقت كلمات الفقهاء من جميع المذاهب الفقهية، وأجمعوا على وجوب الجهاد الذي سمي بجهاد النفير، وعلى ذلك اتفقت القوانين الدولية والأعراف والمواثيق الأممية بأن مقاومة المحتلين حق ثابت في جميع الشرائع والنظم والقوانين في حق كل أرض محتلة، فما بالك بالمسجد الأقصى الذي هو أولى القبلتين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنطلق معراجه فقال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الإسراء 1{
فلا يوجد كتاب في فقه المذاهب الإسلامية إلا وينص على أن مقاومة المحتل، وجهاده بكل الوسائل الشرعية المتاحة فرض عين.

واعتبر المحاضر فاضل سليمان فتوى الضلالة قمة الخذلان وقال: "الذي يريد أن يعرف معنى الخذلان والتثبيط والهوان فليشاهد هذا الفيديو"، وأضاف في تغريدة أخرى: "أنام كمداً بعدما شاهدت ما وصل إليه أمر من يتكلمون باسم الدين.. حسبنا ﷲ ونعم الوكيل".
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي واستقبلت فتوى التهوين من مكانة الأقصى  باستهجان شديد، في الوقت الذي وضعها بعضهم في سياق تصريحاته السابقة، عن تنصيب السيسي ووزير الداخلية الانقلابي السابق محمد إبراهيم كأنبياء، وفتواه بقبول شهادة الراقصة، وإباحة الخمر واعتبار نصارى مصر مسلمين!.

 

 

 

 

المثقف حذاءً للطاغية
إذا كان تزوير الأحكام الشرعية وسيلة فقهاء الضلالة في سياق الحرب المحمومة على المسجد الأقصى المبارك،فإن هناك جبهة أخرى تعمل على التهوين من قيمة الأقصى باعتباره رمزاً رئيسياً في مواجهة العدوان الصهيوني على فلسطين الحبيبة،ولكن من خلال تزييف التاريخ،لمساندة العدو،الذي أخفقت مساعيه المكثفة لطمس التاريخ الإسلامي للقدس بخاصة وفلسطين بعامة،واختلاق تاريخ تلمودي بديل لا أصل له.
فقد أظهر تسريب مثير لحوار أجراه أحد الصحفيين المصريين مع الروائي والأديب المصري يوسف زيدان، مخططاً خطيراً لفك ارتباط ضمير الشعب المصري  المسلم بالقضية الفلسطينية،من خلال نفي وجود  المسجد الأقصى وتكذيب الإسراء والمعراج الثابتين بنصوص قطعية الثبوت والدلالة.

 

 

 

وفي التسريب، أكد زيدان أن  عبد الفتاح السيسي كلفه بنشر فكرة نفي وجود ما يسمى “المسجد الأقصى”، وكذلك رحلة الإسراء والمعراج، عبر عشرات المحاضرات التي يتم إلقاؤها على الجمهور المصري؛ بهدف “تغيير الوعي المجتمعي الإسلامي”، وترسيخ فكرة “التعايش” مع اليهود وإقامة علاقات تطبيعية معهم.

 

 

 

وخلال التسريب، يصرح زيدان بوضوح عن مخطط النظام المصري، ولكنّه يبدي خوفه من تسريب اللقاء، وبالأخص ردود الفعل الدينية، فيطلب إغلاق التسجيل بشكل مؤقت.
من الجدير بالذكر أن يوسف زيدان، ادّعى في تصريحات له قبل أيام، أن معجزة الإسراء والمعراج “لا أصل لها”، وفق زعمه، مضيفاً أن “القدس أصلها عبراني” وأن المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم موجود بمدينة الطائف!.
واعتبر علماء في الأزهر تصريحات زيدان إنكاراً لمعجزة للإسراء والمعراج، وخروجاً من ملة الإسلام، بعد تشكيكه فيما هو معلوم من الدين بالضرورة!

 

 

 

الأقصى في "سماء" الرافضة
ليس هؤلاء وحدهم الذين يتآمرون مع الاحتلال على الأرض المباركة في أكناف بيت المقدس،فقد سبقهم المجوس الجدد،الذين يجحدون الأقصى كذلك، ويختلقون روايات كاذبة خاطئة ينسبونها إلى الأئمة ومفادها أن المسجد الأقصى في السماء!!
والمفارقة الكبرى أنهم أخفوا عقيدتهم الفاسدة تلك،لأنها تنسف تجارتهم بتحرير القدس ومحو الكيان الصهيوني من الوجود!!
وشاء الله تبارك وتعالى أن يخزيهم ويهتك سترهم ويفضح مكرهم،فكانت الثورة السورية فقد أصبح نصر اللات يعلن بوقاحة أن طريق تحرير القدس يمر بمدينة القصير التي شرّد أهلها وأعلنها مجوسية رافضية.

 

 

 

 

ينقل الأستاذ رمضان الغنام عن أحد أكابر علماء الشيعة المعاصرين، وهو جعفر مرتضى العاملي، قوله في كتابه "الصحيح من سيرة النبي الأعظم- صلى الله عليه وسلم-"، والحاصل به على جائزة إيران للكتاب: "إننا نؤمن بالإسراء استناداً إلى قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير}.. فمحط النظر في الآية هو بيان الإسراء فقط؛ لكن الحقيقة هي: أن المراد بالإسراء هو السير بالليل؛ سواء كان سيراً صعودياً أو أفقياً، فالآية ناظرة إلى المعراج كما أظهرته الروايات التي ذكرت أن المسجد الأقصى في السماء، وقد شرحنا ذلك بشيء من التفصيل في كتابنا الأقصى أين؟".

 

 

 

وكلام العاملي يستند فيه إلى أصول وروايات شيعية، ثابتة ومعترف بها لدى الطائفة، ومن ذلك ما رواه العياشي في تفسيره عن أبي عبد الله- عليه السلام- قال: "سألته عن المساجد التي لها الفضل، فقال: المسجد الحرام ومسجد الرسول، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك؟ فقال: ذاك في السماء، إليه أسرى رسول الله- صلى الله عليه وآله-، فقلت: إن الناس يقولون: إنه بيت المقدس؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه"، وهي رواية منتشرة في كتب الشيعة رغم ما في سندها من بطلان، وما في معناها من مخالفة صريحة لنصوص الكتاب والسنة، والمنقول عامة والمعقول، وما أجمعت عليه الأمة من لدن مبعثه صلى الله عليه وسلم، وحتى وقتنا الحاضر.

 

 

 

 

وروى محمد بن جرير الطبري (الشيعي) عن إسماعيل الجعفي، قال: كنت في المسجد الحرام قاعدًا، وأبو جعفر محمد بن علي- عليهما السلام- في ناحية، فرفع رأسه إلى السماء مرة، وإلى الكعبة مرة، ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء:1] فكرر ذلك ثلاث مرات، ثم التفت إلي وقال: أي شيء يقول أهل العراق في هذه الآية يا عراقي؟ قلت: يقولون أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس. قال: ليس كما يقولون، لكنه أسري به من هذه- يعني الأرض- إلى هذه- وأومأ بيده إلى السماء وما بينهما.

وقال الفيض الكاشاني في تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} [الإسراء:1]: "أي إلى ملكوت المسجد الأقصى الذي هو في السماء كما يظهر من الأخبار الآتية"، وذكر الخبرين السابقين.

ثم إن هناك روايات عندهم تجعل من مسجد الكوفة ثالث ثلاثة، أولها المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي، ليختفي بذلك المسجد الأقصى وفضل المسجد الأقصى، بل تنسب لمسجد الكوفة ما هو معروف للمسجد الأقصى من أن صلاة فيه كألف صلاة في غيره بحسب ما جاء في بعض الروايات الصحيحة، ومن ذلك ما رواه ابن قولويه في "كامل الزايات" عن أبي عبد الله- عليه السلام- قال: "مكة حرم الله، وحرم رسوله، وحرم علي، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة، والدرهم فيها بمائة ألف درهم، والمدينة حرم الله، وحرم رسوله، وحرم علي أمير المؤمنين- عليه السلام- الصلاة فيها بعشرة آلاف صلاة، والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم، والكوفة حرم الله، وحرم رسوله-صلى الله عليه وآله- وحرم أمير المؤمنين علي- عليه السلام- الصلاة في مسجدها بألف صلاة".

 

 

 

 

ولا نكون مبالغين إن قلنا أن مراقد الأئمة عندهم وحوزاتهم وأماكنهم المقدسة؛ ككربلاء وقم وسامراء وغيرها لها من الفضل والمكانة والقداسة ما لا يصل إليه مكان أو أرض أو مسجد آخر، ولو كان بيت الله أو مسجد رسول صلى الله عليه وسلم فضلاً عن المسجد الأقصى، وروايات تفضيل مزاراتهم ومساجدهم تطفح بها كتب الشيعة..

 

 

 

 

يقول الشيعي الخبيث ياسر الحبيب: "ولا نجد في روايات أئمتنا- عليهم السلام- ما يوحي بأن لبيت المقدس تلك الخصوصية الاستثنائية العالية، كما نجدها للمسجد الحرام، أو المسجد النبوي، أو مسجد الكوفة، أو الحائر الحسيني، بل نجد أن شيخنا الكليني- رضوان الله تعالى عليه- عندما يعقد في كتابه الكافي فصلاً في ذكر فضل المساجد التي حث الأئمة- عليهم السلام- على زيارتها والصلاة فيها، فإنه يذكر مساجد كثيرة؛ من بينها مسجد قبا، ومسجد الأحزاب، ومسجد الفضيخ، ومسجد الفتح، ومسجد الغدير، بل وحتى مشربة أم إبراهيم، هذا فضلاً عن مسجد السهلة، ومسجد الكوفة، والمسجد الحرام، والمسجد النبوي، ووسط كل هذه الروايات لا تجد هناك رواية واحدة يرويها الكليني في فضل مسجد بيت المقدس".

 

 

 

 

ثم قال ياسر الخبيث في آخر جوابه: "وبهذا تعرف جواب سؤالك إذ تبيّن لك أن بيت المقدس دون المساجد المعظمة الأخرى في الفضل، فكيف بتلك التي تحوي الأجساد الطاهرة للأئمة المعصومين -صلوات الله عليهم- والتي تواترت النصوص في الترغيب بزيارتها والتعبّد فيها؟! إنه لا شك أنه في فضله دون فضلها بكثير، ولهذا قلنا في بعض محاضراتنا إن على المؤمنين الالتفات إلى قضية تلك البقاع المقدسة أكثر، فهي تفوق في شرفها وقدسيتها بيت المقدس، بل لا قياس، فعلى أي أساس شرعي يتجه كل هذا الحراك الشعبي الشيعي تجاه القدس وكأنها هي قضيتنا الأولى؟! كلا! إننا مع اهتمامنا بقضية القدس الشريف إلا أننا وحسب الميزان الشرعي يجب أن نجعل الأولوية لقضية سامراء المقدسة والبقيع الغرقد، ثم بعد ذلك نتجه إلى القدس وغيرها، يجب تحرير سامراء والبقيع من أيدي النواصب أولاً، ثم تحرير القدس من أيدي اليهود، والعجب من الشيعة المؤمنين كيف هم غافلون عن ذلك!

 

 

 

 

وكلامنا السابق لا يعني أننا نذكر إجماعًا على هذا الأمر، بل لا نطلبه ونرجوه، لحبنا لنشر المعتقد الصحيح، والتفسير الصحيح لكلام ربنا، وعدم ضياع الخير من أية فرقة أو أمة مهما طغت وبغت وضلت، فعند القوم من قال بأن المسجد الكائن بفلسطين هو المسجد الأقصى المبارك حوله، ومن هؤلاء الطباطبائي، وهو من متأخريهم، حيث قال: "أقول: قوله- عليه السلام- [يقصد الباقر]: (ولكنه أسري به من هذه إلى هذه)، أي: من الكعبة إلى البيت المعمور، وليس المراد به نفي الإسراء إلى بيت المقدس، ولا تفسير المسجد الأقصى في الآية بالبيت المعمور، بل المراد نفي أن ينتهي الإسراء إلى بيت المقدس، ولا يتجاوزه، فقد استفاضت الروايات بتفسير المسجد الأقصى ببيت المقدس"، وهذا الكلام حجة عليهم، فهو يرد به على من يصر منهم على تفسيره المغلوط بشأن المسجد الأقصى وإسراء النبي صلى الله عليه وسلم.

وأنصح بالاطلاع على بحث قيّم في هذا الموضوع للباحث طارق أحمد حجازي، وعنوانه "الشيعة والمسجد الأقصى".

 

 

 

 

ختاماً:

لقد ثبت بالتجربة الحسية المتكررة،أن ضرر العملاء على الأمة أشد من ضرر أعدائها،مهما بلغ هؤلاء الأعداء من القوة.
وقع ذلك في حروبنا لدحر الفرنجة الغاصبين-هم يسمونها: الحروب الصليبية!!- وما تآمر العبيديين والحشاشين القرامطة خافياً على قارئ لتاريخ تلك المرحلة.وجرى الأمر نفسه على يدي الطوسي وابن العلقمي اللذين سلّما بغداد للتتار.وتكرر المسلك الوضيع نفسه من قبل الصفويين ضد الدولة العثمانية،فتراجعت فتوحاتها في أوربا،لتدافع عن مؤخرة جيوشها من الشرق.

 

 

 

وها هم المجوس الجدد يعيثون فساداً في العراق والشام واليمن،وهم يتشدقون بتحرير القدس والعداء لليهود!!وها هم عبيد الغرب الواضحين يتحالفون مع المجوس الجدد وصليبيي الغرب والشرق ضد أهل التوحيد،فهل نبقى غافلين؟