جولة جديدة من المحادثات بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين انطلقت منذ يومين في جنيف برعاية أممية بعد أن كانت قد فشلت الجولة الأولى جراء مماطلة الحوثيين في تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي..
قبيل انطلاق هذه الجولة واصل الحوثيون مراوغتهم وأعلنوا أكثر من مرة موافقتهم على المشاركة ثم تراجعوا حتى اللحظات الأخيرة من انطلاق المحادثات...
ورغم الاتفاق على وقف إطلاق النار تزامنا مع بدء المحادثات إلا أن الحوثيين واصلوا خروقاتهم تماما كما كان يجري خلال الاتفاق الأول لوقف إطلاق النار فقد قصفت ميليشيات الحوثي وصالح، اليوم الخميس، مناطق في محافظة لحج اليمنية وقالت مصادر محلية:إن الميليشيات المتمردة قصفت بصواريخ الكاتيوشا مواقع وتجمعات لقوات الشرعية في منطقتي الشريجة وكرش بلحج على الحدود مع محافظة تعز,وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى في القصف وكانت الميليشيات الحوثية دأبت منذ اليوم الأول على خرق الهدنة، إذ أكد التحالف العربي، الداعم للشرعية، أن وقع أكثر من 150 انتهاكا من قبل المتمردين الثلاثاء والأربعاء...
يأتي ذلك في وقت تواجه المباحثات التي دخلت يومها الثالث عثرات بسبب تعنت وفد الحوثيين وصالح وإصرارهم على عدم الإفراج عن المعتقلين، بينهم مسؤولون كبار على غرار وزير الدفاع محمود الصبيحي...
وقالت مصادر مطلعة: إن وفد الحوثيين وحلفاءهم طالبوا بضرورة الإعلان عن وقف إطلاق النار قبل إطلاق المعتقلين والخوض في قضايا إجراءات بناء الثقة بين الأطراف، وهو ما تحفظ عليه وفد الحكومة الذي رأى ضرورة إطلاق المعتقلين ورفع الحصار عن تعز أولا، على أن تبقى مسألة التجديد للهدنة المعلنة رهنا بمدى التزام الحوثيين بها, وأكدت المصادر أن المشاورات تمر بمرحلة «صعبة وحرجة»، صوًصا مع «غياب الثقة»، التي أكدت أن المشاورات قد تستمر لمدة أسبوع أو أكثر...الشواهد تسير إلى أن الحوثيين يحاولون من خلال المحادثات استنزاف الوقت وتهدئة الأوضاع على الأرض والتقاط الأنفاس بعد الخسائر التي لحقت بهم أخيرا واقتراب التحالف والمقاومة اليمنية من العاصمة صنعاء بعد أن حققوا انتصارات كبيرة في تعز...
هذه المرة هناك ضغوط حقيقية على المتمردين الحوثيين ينبغي الالتفات إليها قبل مواصلة المراوغة ومحاولات كسب الوقت من أهم هذه العوامل: الإعلان عن التحالف الإسلامي الجديد الذي يشارك فيه 34 دولة ويهدف لمحاربة "الإرهاب" وهو تحالف أكبر بكثير من التحالف المشارك في حرب اليمن ولا شك أن ما يفعله الحوثيون في اليمن يدخل ضمن أعماله خصوصا إذا استمرت مماطلتهم في تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها بالقوة ومنع الرئيس الشرعي للبلاد من ممارسة مهامه...
أعضاء التحالف الجديد مرشحون للزيادة وقد أكد أنه قد يرسل قوات على الأرض في أي مكان من أجل محاربة "الإرهاب" وهو ما يمثل ضغطا على المتمردين الحوثيين ويوضح لماذا بادرت الأصوات الموالية لإيران في المنطقة إلى مهاجمته...
الأراضي التي فقدتها المليشيات الحوثية في اليمن تمثل ضغطا أيضا على الوفد المفاوض في جنيف كما أن ما يجري تداوله في الكواليس من خلافات بين الحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس المخلوع علي صالح تزيد من هذا الضغط ولكن للدقة الحوثيون لا يملكن قرارهم وحتى يتراجعوا خطوات في المحادثات يجب أن يأتيهم الضوء الأخضر من طهران وهي حتى الآن تريد استغلال الوضع في اليمن من أجل عقد صفقة تتيح لها الاحتفاظ بالأسد في سوريا وهو ما لم تتمكن منه حتى الآن وبالتالي فستنتهي هذه المحادثات مثل سابقتها بدون أي نتائج ملموسة.