وما زال نشر التشيع بإفريقيا مستمرا !!
17 ربيع الأول 1437
د. زياد الشامي

قد لا يكون الحديث عن خطر المشروع الصفوي في دول أهل السنة عموما و القارة الإفريقية على وجه الخصوص جديدا , فقد حذر الكثير من الباحثين والمفكرين المسلمين من هذا الخطر منذ سنوات , وصدرت الكثير من المؤلفات والكتب والتقارير الميدانية التي تفضح التمدد الصفوي في القارة السمراء .... إلا أن التذكير بهذا الخطر الداهم والتنويه بآخر مستجداته يبقى مطلوبا و مستحسنا , خصوصا مع مشاهد آثار هذا التغول والتمدد الصفوي في كل من لبنان وسورية والعراق واليمن , حيث لا يخفى دور الرافضة الكبير في إغراق أرض الشام المباركة في حمأة حرب ضروس كشفت وجههم الطائفي القبيح .

 

 

ومن هنا لم يكن ما أعلنت عنه المخابرات الصومالية اليوم من إلقائها القبض على شخصيات إيرانية وصومالية تنشر المذهب الشيعي في الصومال بجديد أو مفاجئ , فبين الفينة والأخرى تعلن دولة إفريقية جديدة عن اكتشاف بؤر لنشر التشيع في البلاد , تحت أقنعة مختلفة لعل أبرزها : الإغاثة الإنسانية والتبادل الثقافي والحسينيات .....الخ .

 

 

لقد بات خبر فضح محاولات طهران نشر مذهبها الاثني عشري في شرق وغرب وشمال و وسط القارة الإفريقية نبأ متكررا , فبالأمس القريب اعتقلت قوات الجيش النيجيري المدعو : ابراهيم يعقوب الزكزكي زعيم ما يسمى "المنظمة الإسلامية في نيجيريا" , والمعروفة بأنشطتها في نشر التشيع في البلاد منذ تأسيسها في ثمانينيات القرن الماضي , بل وتشكيلها مليشيات عسكرية لتكون إحدى أذرع ملالي طهران في غرب القارة الإفريقية , والتي تسمى إعلاميا "حزب الله النيجيري" .

 

 

ويكفي دلالة على تبعية هذه المنظمات لطهران وتنفيذها لمشروعها في القارة السمراء ما قامت به الحكومة الإيرانية من تكريم كبير لزعيم الحركة "الزكزكي" في شهر فبراير/ شباط 2015 م , وذلك في إطار ما يسمى : "الاحتفالات بالذكرى الـ36 للثورة الإيرانية" ، حيث حضر الحفل مسؤولون إيرانيون كبار عرفانا بدور "الزكزكي" في خدمة المذهب الشيعي ، إذ تفيد التقديرات بأن في نيجيريا خمسة ملايين شيعي من أصل سبعة ملايين بأفريقيا كلها .

 

 

وقبل عام تقريبا – وتحديدا في سبتمبر من العام الماضي - أغلقت السودان المراكز الثقافية الإيرانية في الخرطوم , بعد المعلومات التي تؤكد استغلالها لهذه المراكز لنشر التشيع في السودان , ناهيك عن رصد أنشطة رافضية لنشر التشيع في كل من مصر والجزائر وتونس وموريتانيا في الشمال الإفريقي .

 

 

واليوم يأتي خبر التمدد الشيعي ومحاولات نشره من الصومال بنفس أسلوب وطريقة البعثات التنصيرية , التي تستغل حاجة الناس وفقرهم ومرضهم وحاجتهم لنشر أفكارها ومعتقداتها الباطلة , التي لا يمكن لعاقل أو مكتف أو صحيح أن يقبلها بحال من الأحوال .

 

 

فقد أكد بيان المخابرات الصومالية أن ما اكتشفته اليوم عبارة عن مشروع تشيع كانت تنفذه مؤسسة الخميني للإغاثة الإنسانية في مقديشو بغطاء مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي وتنظيم عرس جماعي لشبان وشابات صوماليين , الأمر الذي يذكرنا بما تفلعه البعثات التنصيرية – وما زالت - في المخيمات و أماكن تجمع اللاجئين المسلمين .

 

 

لم يعد خطر مشروع الرافضة في بلاد أهل السنة عموما - وفي الصومال والقارة السمراء على وجه الخصوص - يقتصر على كونه يشكل تهديدا لعقيدة مسلمي أهل السنة فحسب , بل تعدى ذلك إلى خطره على أمن واستقرار دول أهل السنة - بل وعلى وجودهم أيضا - حيث لم يعد خافيا دور تلك التنظيمات والمليشيات الرافضية في تنفيذ أجندة طهران وأطماعها في المنطقة , ولعل ما يجري في العراق وسورية واليمن خير شاهد على ذلك .

 

 

ومن هنا لم يخف بيان المخابرات الصومالية توجسه و مخاوفه من تهديد نشر التشيع في البلاد على العقيدة المستقيمة ومذهب السنة الذي يتبعه الغالبية الساحقة من الصوماليين – إن لم نقل كلهم - , ناهيك عن خطره على أمن الصومال الذي لم ينعم بعد بالاستقرار التام الذي يرجوه .

 

 

إن قراءة متأنية لمشروع الرافضة في نشر التشيع في القارة السمراء , ومطالعة الأرقام الموثقة عن هذا النشاط الرافضي المخيف هناك – ومن تلك الأرقام التقرير الميداني الذي أعده مجموعة من الباحثين الميدانيين التابعين لاتحاد علماء المسلمين بإشراف من لجنة تقصي الحقائق بمجلس الأمناء بالاتحاد سنة 2010 م تحت عنوان "التشيع في إفريقيا – تقرير ميداني - ...... يوجب على الدول السنية دعم دول تلك القارة لمواجهة هذا الخطر قبل أن يستفحل وتصبح مواجهته باهظة الثمن والتكاليف كما هو الحال في العراق وسورية واليمن .