ظاهرة الـ"دشتي"
2 جمادى الثانية 1437
خالد مصطفى

فجّر الهجوم الذي شنه النائب الكويتي الشيعي عبد الحميد دشتي على السعودية وبقية دول الخليج بشأن الحرب في اليمن, قضية اللوبي الشيعي الموجود في عدد من الدول العربية والذي يلعب لصالح المشروع الإيراني في المنطقة ضد مصالح البلد التي ينتمي إليها..

 

إن الهجوم الذي شنه دشتي على الحرب في اليمن يعتبر نوعا من الخيانة لأنه ينحاز لأعداء بلده التي تخوض حرب وجود ضد عدو سافر كشف بوضوح عن نواياه الاستعمارية والتوسعية الطائفية وأطماعه التي لا تنتهي..

 

ظاهرة دشتي موجودة في العديد من البلدان وتعتمد عليها إيران في حربها مع الدول العربية كما اعتمدت على الحوثيين في اليمن وكما تعتمد على حزب الله في لبنان وهي تحاول أن تقوم بنفس الأمر في مصر والجزائر وغيرها من الدول العربية حيث يتكون لوبي إيراني يضغط على الحكومات ويشوه سمعة أهل السنة وينال من قضاياهم لمصلحة إيران ومصالحها..

 

دشتي الذي تمكن رغم ما يحمله من أفكار تدميرية من الوصول للبرلمان الكويتي لم ير إلا المشروع الإيراني الطائفي عندما هاجم التدخل العربي في اليمن لأنه ببساطة يريد سقوطها في أيدي ملالي إيران ليحكموا سيطرتهم عليها فهو يرى أن هذا قمة العدل! بينما دفاع دول الخليج عن أراضيهم ضد المخطط الإيراني يعتبر نوعا من "التدخل الخارجي"!... ولم يقل لنا وماذا تفعل إيران والمليشيات الشيعية في سوريا منذ أكثر من 5 سنوات وكم قتلت من الأطفال والنساء والمدنيين؟! لم يقل لنا ما رأيه في نظام الأسد النصيري الذي يقتل أهل السنة بدم بارد حتى وقت أن كانت الثورة سلمية وتطالب بالحرية والعدل؟! وماذا فعل الأسد ومليشياته بالنشطاء المعتقلين والحرائر؟! كما لم يقل لنا ما رأيه فيما كشف عنه مسؤول أمريكي سابق عن التنسيق الإيراني مع واشنطن قبل غزو العراق؟! ألم تكن أمريكا وقتها "الشيطان الأكبر"؟! ألم تترك أمريكا العراق لإيران لترتع فيها وتنشر مليشياتها بين ربوعها لتفتك بأهل السنة؟! لم نسمع من دشتي وأشباهه في بقية دول الخليج أدنى إدانة لهذه الممارسات ...

 

دشتي لم يأبه بموقف الحكومة الكويتية ولا موقف البرلمان منه ولا بالهجوم الذي تعرض له من زملائه النواب ولكنه سافر إلى جنيف لكي يواصل ترهاته وهجومه على دول الخليج في مؤتمر تنظمه جهات مقربة من إيران لإلقاء الاتهامات الجزافية على التحالف في اليمن ويردد فيه ما تريد طهران نشره في الخارج ووصم دول الخليج بأبشع الصفات..دشتي ونمر النمر وحسن نصرالله وغيرهم ينفذون سياسة مرسومة بوضوح لخلخلة العالم الإسلامي وإشاعة الفوضى والخراب من أجل تمهيد الطريق للمشروع الفارسي الذي يعيش على أحلام إعادة إمبراطورية الأجداد التي قضى عليها الإسلام...

 

إن هؤلاء لا يقتصر دورهم داخل بلادهم ولكنه يتعدى ذلك فها هي البحرين تحكم على دشتي بالسجن لمدة عامين بتهمة "الاشتراك عن طريق التحريض والاتفاق والمساعدة في جمع أموال لغير الأغراض العامة دون ترخيص، المؤثمة بمقتضى قانون العقوبات وقانون تنظيم جمع الأموال للأغراض العامة", وأعلنت البحرين أنها تعتزم الطلب من الإنتربول اعتقال دشتي...

 

هؤلاء الأشخاص يمارسون عملا طائفيا غير مقتصر على بلدانهم وهم في ذلك يعملون لصالح الأعداء ويمثلون خطرا كبيرا ويجب فضحهم والتحذير منهم والكشف عن الخلايا التابعة لهم فهم طابور خامس أخطر بمراحل من الأعداء الواضحين...

 

لعل ما جرى في اليمن وفي سوريا كشف حقيقة هؤلاء وجعل الحكومات العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص أكثر يقظة تجاههم وتجاه مخططاتهم ولكن الأهم دائما هو اتخاذ الإجراءات الحاسمة لكسر حدة خطرهم.