م. باسل الفوزان: مشروع مركز أصول للمحتوى الدعوي قام ليثري الساحة الدعوية عالمياً وبكل اللغات الحية..
19 رجب 1437
وليد قاسم

أكد المهندس باسل الفوزان مدير مشروع مركز أصول العالمي للمحتوى الدعوي أن تأسيس المشروع من خلال دراسة عدد ضخم من المنتجات الدعوية بعدَّة لغات، عبر إجراء عدد من الاستبيانات والدراسات الميدانية لقياس جودة المحتوى من جميع النواحي، قد كشف عن "حاجة ماسَّة لوجود مركز عالمي يهتمُّ بصناعة المحتوى الدعوي، وقد ظهر لنا بعد الدراسة أنَّ الدواعي التي توجب إقامة المركز كثيرة ومتنوعة".

 

وقال الفوزان المستشار والعضو بالعديد من المؤسسات المانحة والخيرية في حواره مع موقع "المسلم": "أسَّسنا مركزنا وأخذنا على أنفسنا أن تكون كلُّ منتجاتنا موقوفة ومسبَّلة للمسلمين جميعًا، وألا نحتفظ بحقوق نشر أيِّ منتج منها، طالما راعى ناشره عدم التغيير في المحتوى المصنوع من قِبَلنا".

 

وأوضح م.الفوزان أنه عبر دراسة دقيقة قام المركز بها قد أفضت إلى الاعتقاد بضرورة الحاجة لإنشاء هذا المركز، مضيفاً: "لم نجد - فيما بلغه علمنا - كيانًا عالميًّا مختصًّا بصناعة المحتوى الدعوي باللغات، ووجود مثل هذا الكيان في نظرنا أمر تمسُّ الحاجة إليه؛ للارتقاء بصناعة المحتوى وتعميم ثقافة الجودة في هذا الحقل من العمل الإسلامي".

 

كما لفت الفوزان إلى دلالة فوز المركز بجائزتي تفرد من مؤسسة السبيعي في مجالي المشروع الخيري المتميز والفكرة الإبداعية المتميزة من جهة إسهامه في تطوير العمل الدعوي وترشيده.

 

نص الحوار:

بداية لو تحدثنا عن فكرة إنشاء مركز أصول.. ومتى انطلق ليرى النور؟

بسم الله الرحمن الرحيم
جاءت فكرة إنشاء "مركز أصول العالمي للمحتوى الدعوي" من نظرة علمية فاحصة في واقع المشاريع الدعوية، أورثت قناعة بالاحتياج الشديد لمشروعات نوعية تثري الساحة الدعوية في جانب تجويد المنتج الدعوي بصوره المختلفة (المقروءة، والمسموعة، والمرئية)، وبلغات العالم، ولما كان "المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالربوة" أحد الجهات الرائدة في المجال الدعوي بلغات العالم، فقد كان من المناسب أن يتبنى مشروعًا مكمِّلا لرؤيته وأهدافه الاستراتيجية؛ فجاءت فكرة إقامة مركز عالمي غير ربحي، يسعى إلى الارتقاء بجودة المحتوى العلمي الدعوي إعدادًا وتطويرًا ونشرًا بلغات العالم المختلفة، برؤية واضحة مبنيَّة على دراسات علمية دقيقة لاحتياجات الشرائح المستهدفة بذلك المحتوى، على مستوى اللغات وعلى مستوى الشعوب ذات الثقافة المشتركة، وقد كانت بداية العمل بوضع رؤية استراتيجية متكاملة لتحقيق الأهداف المطلوبة من إقامة المركز؛ والمتمثِّلة في:

 

1-    الارتقاء بصناعة المحتوى الدعوي، وفق منهج علمي واضح، يعتمد على المعلومات الموثقة، والنظر المتأنِّي في ثقافات الفئات المستهدفة بالمحتوى، ويتمثل ذلك في المنتجات التي يقدِّمها المركز، والتي هي:
•    كتب علمية ولوحات دعوية بلغات العالم المختلفة؛ لتبيين محاسن الدين والردِّ على شبهات خصومه، وتوضيح قواعده وقيمه، يُراعى فيها أعلى معايير الجودة في الجوانب العلمية واللغوية والفنية على حدٍّ سواء، ويُراعى فيها أيضًا مناسبة الخلفيات الثقافية والاحتياجات الدعوية للفئات المستهدفة.
•    مقاطع مرئية متميِّزة وجذَّابة، تتناول رسالة الإسلام وتشرح أصوله، وتفنِّد الشبهات والتهم التي يُلقيها خصومه، يُراعى في إنتاجها وتصويرها وإخراجها الوصول إلى أعلى معايير الجودة.
•    مقاطع صوتية طويلة وقصيرة ومتوسِّطة تشمل تراجم لمعاني القرآن الكريم وتراجم للسنة النبوية بلغات العالم المختلفة، وكتبًا وموادَّ دعوية متميزة منتجة وفقًا لأعلى معايير الجودة.

 

2-    الإبداع والتجديد في نشر المحتوى المنتج باستخدام وسائل النشر المختلفة، والاستفادة من الوسائل التقنية الحديثة، وتطبيقات الإعلام الجديد ومنصَّات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى النشر الورقي للمطبوعات، والنشر عبر البثِّ الفضائي وعبر أثير الإذاعات الأرضية والفضائية والإذاعات عبر الإنترنت للمقاطع المرئية والصوتية.

 

3-    بناء مركز متكامل للمعلومات والدراسات الدعوية، يعنى بجمع المعلومات وصناعة البحوث والدراسات وتقديم التوصيات والاستشارات؛ من أجل الوصول للاحترافية في صناعة المحتوى الدعوي ونشره.

 

4-    تأسيس أكاديمية عالمية لتدريب الدعاة وتأهيلهم، وبناء المناهج التعليمية والتدريبية المناسبة؛ بما يخدُم صناعة المحتوى الدعوي والعاملين عليه.

 

وقد أسِّس المركز في عام 1436، وانقضت ولله الحمد مرحلته التأسيسية الأولى التي تم فيها بناء قاعدة صلبة للانطلاق نحو الأهداف، وبدأت المرحلة الثانية من التأسيس في المحرم من عام 1437، وتمت صياغة رؤية المركز ورسالته وقيمه الحاكمة.

 

هذا عن التأسيس، فماذا عن مجالات عمل مركز أصول، ووحداته؟

المجال الرئيس لعمل المركز (core business) هو مجال المحتوى؛ ويتفرع عنه أربع وحدات: وحدة أصول الكتب، ووحدة أصول الأفلام، ووحدة أصول الصوتيات، ووحدة أصول اللوحات.

 

ويغذيه مجالان هما:
مركز أصول للدراسات؛ ويتفرع عنه أربع وحدات كذلك هي: وحدة المرصد، ووحدة الدراسات، ووحدة التقويم والاعتماد، ووحدة الاستشارات.

 

وأكاديمية أصول؛ ويتفرع عنها هي الأخرى أربع وحدات هي: وحدة التدريب والتأهيل، ووحدة المناهج، ووحدة التعليم، ووحدة الاستشارات.

 

هذه المجالات الثلاثة والوحدات الاثنتا عشرة جاءت بعد دراسة لمتطلبات المستفيد بعد تحديد احتياجاته على ما سبق بيانه، وهي تحقق رضا المستفيد الذي يعرف عن طريق التغذية الراجعة (Feedback) عبر التفاعل والتقويم.

 

وعلى رأس هذه المنظومة تقع القيادة والإشراف بأقسامها الثلاثة: إدارة المعرفة، وإدارة التنمية والاستدامة، وإدارة التخطيط والتطوير.

 

وتكتمل المنظومة بالخدمات المساندة التي تضطلع بدور مهم في النهوض بالعمل ومساندة وحداته، والتنسيق مع الجهات الخارجية؛ وأقسامها خمسة: إدارة الشراكات والعلاقات، وإدارة التصميم والإعلام، وإدارة التقنية، والشؤون المالية، والشؤون الإدارية. 

 

وهل أنشأتم فروعاً لكم في أنحاء العالم، أو حتى هل لديكم طموح في هذا الصعيد؟

ليس للمركز فروع حتى الآن، لكن الخطة الاستراتيجية للمركز بنيت على أساس أن ينفصل كل مجال من المجالات الثلاثة مستقبلا ليكون كيانا قائما بذاته.

 

حسناً، نود أن نسألكم عن جدوى إنشاء مركز أصول في نظركم وجديده الذي تطمحون في تقديمه؟

هذا سؤال مهم جدا في نظري، وأعتقد أن كل متابع لهذا الحوار من حقه أن يسأله، والحمد لله فقد كان المنهج العلمي الواضح معلمًا بارزًا لمشروع تأسيس "مركز أصول العالمي للمحتوى الدعوي" منذ اللحظة الأولى؛ فقبل البدء في بناء التصور المؤسسي للمشروع قامَ فريق العمل بدراسة عدد ضخم من المنتجات الدعوية بعدَّة لغات، عبر إجراء عدد من الاستبيانات والدراسات الميدانية لقياس جودة المحتوى من جميع النواحي؛ فمن ذلك:

 

•     دراسة ميدانية أجريت في منطقتي لندن وكاردف في بريطانيا، وكان عدد المشاركين فيها (140) مسلمًا جديدًا، وزِّع عليهم استبيان مركَّز حول المحتوى الدعوي الذي يناسب المسلم الجديد، وقد أعطي كلُّ مشارك مدة (45) دقيقة لملء الاستبيان الخاص به، ثم قام الفريق بدراسة الاستبيانات واستخلاص النتائج منها.

 

•    توزيع خمسة استبيانات إلكترونية عن جودة الأفلام الدعوية في خمس لغات، توجَّهت فيها الأسئلة إلى المشاركين عن مناسبة الأفلام للمدعوِّين، والتميز والإبداع فيها، وكفايتها من ناحية الكمية ومن ناحية الموضوعات، ثم استخلصت النتائج منها لبناء تصوُّر صحيح عن ذلك الجانب المهمِّ من المحتوى الدعوي.

 

•    توزيع استبيان ورقي على عدد من الدعاة في الهند وسيريلانكا وإندونيسيا عن نظرتهم إلى المحتوى الدعوي المتوفِّر بلغاتهم، وهل يناسب ثقافة المدعوِّين واحتياجاتهم، ثم جمع الاستبيانات واستخلاص نتائجها.

 

•    عمل استبيانات ورقية وإلكترونية عن واقع المحتوى الدعوي في ثمان عشرة لغة؛ صنعنا لأجلها موقعًا إلكترونيًّا خاصًّا، وبرنامجًا حاسوبيًّا مشتملًا على نظام لتحليل النتائج واستخلاص الإحصاءات والحقائق منها.

 

وقد أكدت لنا تلك الدراسات ما كنَّا نلمسه بحكم معايشتنا للعمل الدعوي من الحاجة الماسَّة لوجود مركز عالمي يهتمُّ بصناعة المحتوى الدعوي، وقد ظهر لنا بعد الدراسة أنَّ الدواعي التي توجب إقامة المركز كثيرة ومتنوعة، لكن من أهمِّها في نظرنا ثلاثة أمور:

 

1-    أن المحتوى الدعوي المميَّز من كتب ومقاطع مرئية مملوك لجهات تحتفظ بحقوق نشره وتوزيعه؛ مما يؤثر على اتساع دائرة انتشاره.
 فأسَّسنا مركزنا وأخذنا على أنفسنا أن تكون كلُّ منتجاتنا موقوفة ومسبَّلة للمسلمين جميعًا، وألا نحتفظ بحقوق نشر أيِّ منتج منها، طالما راعى ناشره عدم التغيير في المحتوى المصنوع من قِبَلنا.

 

2-     الضعف الذي ثبت لدينا بالبراهين في قدر من ذلك المحتوى الموجود، وهذا الضعف تجلَّى في عدة صور:

أ‌-     ضعف في ناحية مناسبة المحتوى لثقافة المدعوِّين وطرائق تفكيرهم؛ وهو ضعف لا يمكن جبره إلا بدراسة اللغات والموضوعات دراسة فاحصة قبل الشروع في صناعة المحتوى الدعوي المناسب لها.
ب‌-     ضعف في ناحية جودة الترجمة وإتقانها، وهو ضعف يمكن جبره بصياغة محدِّدات علمية صارمة للشروط الواجب توفُّرها في المترجمين، وللأساليب المثلى لترجمة المحتوى الدعوي، من قبل مختصين في هذا الحقل.
ت‌-    ضعف في النواحي الفنية والشكلية وترك مسايرة التطوُّر الكبير في تصميم وإخراج الموادِّ المقروءة والمرئية والمسموعة، وجبر هذا الضعف يكون بصياغة معايير وضوابط لهذا الجوانب مستمدَّة من روح العصر ومنضبطة بضوابط الشرع، وتطبيقها في منتجات دعوية، وتعميمها على صنَّاع المحتوى لينتفعوا بها فيما يقدِّمونه.
فجعلنا من الأصول المرعية في مركزنا معالجة جوانب الضعف الثلاثة، وتقديم الحلول المناسبة لكلِّ جانب منها بطريقة علمية مؤسسية.

 

 

3-    أنَّا لم نجد - فيما بلغه علمنا - كيانًا عالميًّا مختصًّا بصناعة المحتوى الدعوي باللغات، ووجود مثل هذا الكيان في نظرنا أمر تمسُّ الحاجة إليه؛ للارتقاء بصناعة المحتوى وتعميم ثقافة الجودة في هذا الحقل من العمل الإسلامي، فلقد ظهر للعمل المؤسَّسي من الثمرات ما لا تخطئه عين، وأهل الدعوة الإسلامية من أحوج الناس للنهوض بمشروعات مؤسَّسية تقابل المدَّ الجارف من مشروعات الهدم والتضليل.

فأسَّسنا مركزنا الذي نطمح أن يكون نموذجًا رائدًا لمثل هذا الكيان.

 

وكيف يمكن التعاون والتنسيق بين المركز وبين المؤسسات الدعوية التي تعمل على خدمة الإسلام والمسلمين؟

الشراكة الفعالة هي قيمة رئيسة من قيمنا في أصول، ونحن حريصون أشد الحرص على بناء الشراكات مع إخواننا الذين يشاركونا الهم، وقد دشنا بالفعل عددا من الشراكات المتميزة، منها شراكة مع إخواننا في مركز ركن الحوار.

 

أما عن كيفية التعاون والتنسيق بين المركز وغيره من المؤسسات الدعوية فنرى أن ذلك متيسر للغاية ولله الحمد، فالمركز غير ربحي وجميع ما ينتجه مسبَّل للمسلمين، هذا ما ناحيتنا، أما من ناحية إخواننا في المؤسسات الأخرى فيستطيعون تزويدنا بخبراتهم، والدخول معنا في تحالفات يكمل فيها كل منا صاحبه فيما يحسنه من دونه.

 

هل دور المركز دعوي فقط أم أن هناك أدواراً اجتماعية وتربوية وغيرها؟

في هذه المرحلة دور المركز منحصر في صناعة المحتوى وما يتعلق بها من قضايا، ونؤمل مستقبلا أن نتجاوز ذلك إلى أدوار أخرى وخاصة عبر مجالي أكاديمية أصول ومركز أصول للدراسات.

 

حسنا، لكن ما هو دور مركز أصول في دعوة غير المسلمين سواء داخل المملكة أو خارجها؟ وهل هناك إحصاءات توثق ما قمتم به من دعوة غير المسلمين ودخولهم للإسلام خلال الفترة الماضية محلياً وعالمياً؟

نحن في الحقيقة ليس لدينا مشاريع تباشر المدعوين كمشاريع الدعوة الميدانية أو الحوار الإلكتروني، وإنما نصنع المحتوى لمن يقومون بالدعوة، وننشره مسبَّلًا عبر قنواتنا على الشبكة العنكبوتية، فمن ثم لا نستطيع توثيق أعداد من اهتدوا للإسلام بسبب منتجاتنا.

 

تعنون جيداً فيما نراه وتتطلعون إليه إلى توفير مادة ملائمة للمسلمين الجدد ولدعوة غير المسلمين.. هل أنتم معنيون أيضاً بتسويق ذلك أم أنكم ستقدمونه لجهات تقوم هي بتسويقه بين الشرائح المستهدفة؟

من ناحيتنا نحن نسوق منتجاتنا عبر رفعها على الشبكة العالمية، ونقدمها لمن ينتفع بها من الجهات الدعوية مجانا، وفي الوقت نفسه نقيم شراكات داخلية وخارجية مع جهات دعوية بهدف إيصال منتجاتنا لأكبر عدد ممكن من المستفيدين.

 

فكم لغة يتوقع أن تقدموا بها خدماتكم؟

خططنا أن نغطي كل اللغات الحية في العالم، وفي المرحلة الأولى من عملنا وضعنا ثماني عشرة لغة سنخرج بها منتجات إن شاء الله تعالى.

 

ولمن الأولوية؟

الأولوية للغات الأكثر انتشاراً في العالم وتتصدرها اللغة الإنجليزية.

 

وما الاختلاف بين ما تقدمونه من خلال الأكاديمية وبين المؤسسات الأكاديمية الجامعية المتشابهة؟

أكاديمية أصول هي مشروع مبتكر للتدريب على صناعة المحتوى الدعوي من كافة الجوانب سواء في ذلك الجوانب العلمية الشرعية والجوانب التقنية والجوانب الفنية؛ والأكاديمية قصد من ورائها أمران مهمان الأول هو قياس أثر منتجاتنا عن طريق عرضها في دورات تدريبية وورش عمل نقيمها لصناع المحتوى، والأمر الآخر هو تعميم النفع بما نصنعه من منتجات ومعايير وضوابط للجودة.
وبهذا يتبين لك أخي الكريم البون بين أكاديمية أصول وبين المؤسسات الأكاديمية الجامعية.

 

هل هناك تعاون تطمحون إليه مع جهات حكومية وأهلية مختلفة في الداخل والخارج؟

سيكون هذا إن حصل من دواعي سرورنا، ونحن نسعى إليه بقدر وسعنا، ونعتقد جزما أننا في زمن الشراكات وأن نجاح أي كيان دعوي مهما بلغت إمكانياته مرتبط بصورة كبيرة بما يقيمه من شراكات وتحالفات مع غيره ممَّن يكمل عمله.

 

كيف يسهم المركز في مواجهة ومقابلة عمليات التنصير التي تنتشر في كثير من دول العالم؟

تفنيد الشبهات المثارة حول الإسلام يشغل حيزا كبيرا من الجانب الموضوعي لمنتجاتنا، فما نقدمه من منتجات سواء في ذلك الكتب أو اللوحات أو المقاطع المرئية أو الصوتية نسعى من خلاله لمعالجة كل ما نقف عليه من شبهات وتهم موجهة للإسلام، هذا إلى جانب تجلية محاسن الإسلام وفضائله، وبيان البون الواسع بينه وبين غيره من الأديان المحرفة والمذاهب البشرية التي لم تجلب للبشرية سوى التعاسة والشقاء.

 

ونرى أننا بذلك نقدم للمسلمين في العالم ما يمكنهم من صد الهجمات الفكرية التي يتزعَّمها المنصِّرون، ويبقى الجانب الخيري والإغاثي وهو كما تعلمون ليس من نطاق عملنا، والحمد لله تقوم كثير من المؤسسات الإسلامية الرائدة بجهود مشكورة فيها، والمسلمون في العالم أجمع مدعوون إلى تقديم المزيد صيانة لإخوانهم من الوقوع في شراك المنصرين الذين يستغلون جهل الناس وفاقتهم.

 

ما هي أبرز المعوقات التي تواجه العمل الدعوي بوجه عام ومن ضمنها مركز أصول؟

المعوقات متنوعة؛ لكن من أبرزها في نظرنا:

1-     النقص في الكوادر المحترفة التي يمكنها صناعة أعمال متميزة تواكب ما وصل إليه العالم من تطور في كافة المجالات، وهذه المشكلة تحتاج إلى تكاتف الجهود لحلها عن طريق السعي المتواصل لصناعة الكوادر بإقامة الدورات التي تزود العاملين في حقل الدعوة بالمهارات اللازمة لعملهم.

 

2-    ضعف التنسيق بين الجهات الدعوية المختلفة سواء داخليا أو خارجيا؛ مما يسبب تشتت الجهود، وإهدار الطاقات أحيانا في مشاريع مكررة، ولأجل معالجة هذه المشكلة قدمنا مشروعا أسميناه: المرصد الدولي للمعلومات الدعوية، وقد فاز بجائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري مجال الفكرة الإبداعية، ولدينا طموح كبير في تفعيله في القريب العاجل بإذن الله، ونرجو أن يحدث نقلة نوعية على هذا الصعيد.

 

3-    عدم توافر الدعم المالي في بعض الأحيان؛ مما يسبب تأخر بعض المشاريع النوعية ويعرقل قيامها.

 

حصلتم على جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري.. لو تحدثونا عن هذه الجائزة؟

جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري تُعد أول جائزة متخصصة في الجودة والتميز المؤسسي في قطاع العمل الخيري عالمياً ومحلياً، وقد تبنتها مؤسسة محمد وعبد الله إبراهيم السبيعي الخيرية وينفذها المركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد" بهدف خدمة العمل الخيري وتطويره والتوعية بأهمية التميز والجودة فيه باعتباره قطاعاً مكملاً للقطاعين الحكومي والخاص.

 

وقد كان الفوز بالجائزة في دورتها الثانية تحديًا كبيرًا لمركز أصول، لا سيما والمركز ما يزال في طور النشوء، لكن الله عز وجل يسَّر وأعان وفاز المركز ولله الحمد بجائزتين في مجالين مختلفين هما:

 

المجال الثاني: المشروع الخيري المتميِّز، وفاز المركز بالجائزة الثانية في هذا المجال مناصفة مع مشروع: "اتلوها صح" المقدم من الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة "خيركم".

 

المجال الثالث: الفكرة الإبداعية المتميِّزة (الأفراد والمنشآت)، وفازت فكرة "المرصد الدولي للمعلومات الدعوية" المقدمة من مدير المركز بالجائزة الثانية في هذا المجال.
والحمد لله على توفيقه.

 

في الختام نصيحة توجهونها لمن يعمل في إطار العمل الخيري الدعوي ليصل بهذا العمل للنجاح المنشود..

أنصح نفسي وإخواني العاملين على المشاريع الخيرية الدعوية أولا وقبل كل شيء بإخلاص العمل لله عز وجل وتفقد النيات دوما، والحرص على التعاون فيما بينهم وبناء الشراكات التي تعزز جهودهم وتبلغ بها الغاية المرجوة، والحرص على تقديم الدعم المادي والمعنوي لإخوانهم بقدر الاستطاعة؛ فنحن جميعا في سفينة واحدة نرجو أن تصل بأمتنا لبر الأمان، وأشكر لموقع المسلم إتاحة هذه الفرصة للتعريف بالمركز، فجزاكم الله خير الجزاء، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.