السعودية في مواجهة العبث الرافضي بأمن الحرمين
9 شعبان 1437
تقرير إخباري - محمد الشاعر

في الوقت الذي تدعو فيه طهران المملكة العربية السعودية إلى الحوار في كل مرة تتسبب فيه بتوتر العلاقات بين البلدين بسبب ممارساتها المشينة وتصرفاتها الحمقاء ضد المملكة وأمنها .....تكشف السلطات السعودية ما يشير إلى مزيد من محاولات إيران العبث بأمن الحرمين , وما يتناقض مع دعوتها الكاذبة للــ "حوار" , وما يؤكد عداءها الصريح والمعلن للمملكة ودول أهل السنة في المنطقة عموما .

 

 

والحقيقة أن تصريح أزلام طهران في المنطقة بعدائهم الفج ضد بلاد الحرمين قد ازدادت وتيرته بعد إعلان المملكة قطع العلاقات مع إيران بسبب الاعتداء السافر على سفارتها وقنصليتها هناك منذ فترة , ذلك العداء الذي لم يكن خفيا في الحقيقة إلا عملا بعقيدة التقية عندهم , ولم يكن معلنا من قبل إلا انتظارا للوقت المناسب الذي يبدو أن أوانه قد حان , أو أن ما يجري في المنطقة قد أجبر الرافضة على إعلانه , وخصوصا بعد عدائها الصريح للثورة السورية التي فضحت في الحقيقة تفاصيل مشروعها الصفوي في المنطقة .

 

 

وعلى الرغم من تأخر قرار مواجهة هذا المشروع الصفوي في المنطقة حسب كثير من المراقبين والمحللين , وما نتج عن ذلك من مضاعفة أعباء وتكاليف هذه المواجهة بعد أن توغلت إيران في المنطقة .........إلا أنه يبقى القرار الإيجابي والأهم في هذا الوقت , لما له من آثار على مستقبل دول أهل السنة عموما وبلاد الحرمين على وجه الخصوص .

 

 

وإذا كانت عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن ودعم الثورة السورية هي الخطوة العملية الأهم في مواجهة المشروع الصفوي , فإن ذلك لا ينفي أهمية إفشال وإحباط مخططات إيران التسلل إلى بلاد الحرمين عبر جواسيسها وعملائها لإثارة الفتن والعبث بأمن البلاد والعباد في أطهر بقاع الأرض على الإطلاق .

 

 

ومن هنا يمكن قراءة ما كشف عنه العميد مهندس بسام بن زكي عطية من المباحث العامة ، رئيس قسم الإعلام في جامعة الملك سعود أمس، عن أضخم شبكة تجسس إيرانية في المملكة تجري محاكمة أعضائها حاليا ، وتضم 30 مواطنا .

 

 

والحقيقة أن خطورة هذه الشبكة التجسسية لا تكمن في ضخامة عدد أفرادها فحسب , ولا من شمولها ثمان مدن سعودية فقط , بل لكونها شبكة تدار مباشرة من قبل السفارة الإيرانية في الرياض ، وبإشراف المرشد خامنئي والحرس الثوري في طهران حسب العميد عطية .

 

 

وإذا أضفنا إلى ذلك حجم المعلومات التي نقلتها هذه الشبكة التجسسية الضخمة " 3 شبكات تجسسيه" والتي بلغت 64 فئة معلوماتية عسكرية وأمنية ومدنية من 7 قطاعات مختلفة , وحساسية الجهة التي قامت بتجنيد عناصر التجسس "السفارة الإيرانية في المملكة" ....فإن درجة خطر الحرب الرافضية على المملكة تزداد , وضرورة مواجهة هذه الحرب المعلنة بمزيد من الحذر واليقظة والحيطة تتأكد .

 

 

لقد أكدت الجهات الأمنية السعودية أن الاستهداف الإيراني للمملكة ودول الخليج عبر النشاط التجسسي واستغلال موسمي الحج والعمرة في الإرهاب وجمع المعلومات بات واضحا ومعلنا , وهو ما يعني أن المواجهة لا بد أن تكون على مستوى خطر هذه الحرب .

 

 

وإذا كان العبث الرافضي بأمن دول أهل السنة والخليج عموما هدفا أساسيا في المشروع الصفوي , فإن الاستهداف الرافضي للمملكة يعتبر مقدسا بالنسبة لملالي قم وساسة طهران , ومن هنا أوضح العميد عطية أن استهداف المملكة يعد هدفا مقدسا لطهران , و أن التجسس من أهم أوجه الإرهاب الإيراني الموجه ضد المملكة .

 

 

وأضاف العميد عطية خلال ورقة عمل وعرض مرئي قدمه خلال ملتقى "الإرهاب والتنظيمات الارهابية… التحديات الخطر والمواجهة" ، نظمه مجلس الشورى وحملت عنوان "المشروع الإرهابي في المملكة العربية السعودية المهدد للأمن الوطني" : أنه من بين أوجه الإرهاب الإيراني أيضاً إرهاب الحج والإرهاب الدبلوماسي الذي كان آخره الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد ، وكذلك إرهاب الفتنة الطائفية ، وتهريب المواد المتفجرة إلى المملكة ، وتدريب عناصر من داعش على تنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة ........

 

 

ولعل من أخطر ما أشار إليه العميد عطية هو أفق المشروع الصفوي , حيث أكد أن الاستراتيجية الإيرانية تعمل بمفهوم المدى القريب والمدى البعيد، فالمدى القريب يستهدف المملكة العربية السعودية والعراق والهلال الخصيب غربا، وباكستان وأفغانستان شرقا، أما المدى البعيد فهو الوصول حتى أواسط آسيا شرقا وأواسط إفريقيا وجنوبها غربا.

 

 

لم تقتصر تجاوزات إيران على تجنيد الجواسيس ومحاولة العبث بأمن المملكة فحسب , بل تجاوزت ذلك إلى محاولة تسييس فريضة الحج , من خلال منعها مؤخرا الحجاج الإيرانيين من أداء مناسك العمرة والحج ؛ حتى تنفذ المملكة شروطا إيرانية تتعلق بالسماح بممارسة الزوار الإيرانيين لشعائرهم الخارجة عن المناسك من قبيل "دعاء كميل"، ومراسم "البراءة"، و"نشرة زائر".... وشروط أخرى تعجيزية ...وهو ما رفضته المملكة بحزم .

 

 

وفي مقابل تصريح وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، علي جنتي الذي نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الذي ادعى فيه : "أن الظروف غير مهيأة لأداء مناسك الحج هذا العام"، متهما السعوديين بوضع العراقيل أمام الحجاج الإيرانيين ..... نفت وزارة الحج والعمرة في السعودية منعها الإيرانيين من أداء الحج والعمرة ، وأكدت أن طهران هي من تمنع مواطنيها من أداء العمرة ، وهي الوحيدة التي رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات موسم الحج القادم .

 

 

ومن هنا استنكرت دول مجلس التعاون الخليجي "المحاولات الإيرانية الهادفة لتسييس فريضة الحج، واستغلالها للإساءة إلى المملكة العربية السعودية" , وأكد أمينها العام "عبد اللطيف الزياني" أن على المسؤولين الإيرانيين "أن يدركوا أن الحج فريضة دينية مقدسة لدى جميع المسلمين ، ولا ينبغي ربطها بالمواقف والخلافات السياسية بين الدول !!

 

 

كما أعلنت الخارجية السودانية رفضها المحاولات الإيرانية الهادفة إلى "تسييس" فريضة الحج , و تضامن الخرطوم الكامل مع سياسية المملكة العربية السعودية "الرشيدة" في تنظيم إجراءات الحج والعمرة .

 

 

لقد وصلت الحرب الرافضية إذن إلى بلاد الحرمين , فها هي شبكات جواسيسهم تحاول التسلل إلى بلاد الحرمين , وبلغت وقاحة ملالي قم أن يشترطوا على السلطات السعودية السماح بممارسة أتباعهم لطقوسهم التي ما أنزل الله بها من سلطان في موسم الحج ..... فهل يمكن تصديق أكاذيب دعوتهم للحوار بعد ذلك ؟!!