عندما يتساقط جنرالات إيران
11 رمضان 1437
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

لا يمر يوم إلا وتعلن وسائل إعلام إيرانية رسمية أو شبه رسمية عن سقوط عدد من القتلى من الحرس الثوري الإيراني في سوريا...

 

ولا تقتصر رتب القتلى على الجنود الصغار ولكنها تشمل جنرالات بارزين واصحاب مناصب رفيعة وهو ما يعد تحولا كبيرا في كيفية إدارة إيران للصراع السوري...

 

كانت طهران في بادئ الأمر تصر على عدم مشاركة جنودها في المعارك وانها تكتفي بالدعم المالي والمعنوي وبالتدريج اعترفت إيران بوجود مستشاريين عسكريين إلا انها أكدت عدم مشاركتهم في القتال وفي النهاية اعترفت بمشاركتهم في المعارك ولكن دون إعلان عن حجم الخسائر...

 

لكن العجيب هو الاعترافات المتوالية برتب وأسماء القتلى رغم أن البعض قد يرى في ذلك نوعا من التأثير السلبي على الروح المعنوية للجنود وللشعب الذي بدأ يتململ ومع ذلك فيبدو أن الاستراتيجية الإيرانية في سوريا تتغير مع تغير اللاعبين على الأرض....

 

التدخل الروسي القوي والمباشر في سوريا للدفاع عن نظام بشار الاسد والتحول الذي صنعته الغارات الروسية على مواقع الثوار جعلت دفة التحكم في الوضع في جانب موسكو وليس طهران فيعد أن كان بشار الأسد يدين لإيران باستمرار بقائه في الحكم فهو الآن يدين اكثر لروسيا وهو ما جعل طهران تشعر بمحاولة تهميش دورها في الصراع فإيران لا تقوم بما بقوم به في سوريا من اجل محبتها لبشار أو والده فهما بالنسبة لها ادوات لتنفيذ مخططاتها والسيطرة على المنطقة لذبك لا يمكن ان تسمح بتهميش دورها ببساطة بمصلحة قوة أخرى حتى لو كانت حليفة لها مثل موسكو...

 

صحيح أن العلاقات بين طهران وإيران جيدة بشكل إجمالي ولكن هذا لا يمنع من وجود تضارب أحيانا في المصالح خصوصا مع محاولة الرئيس الروسي الرجوع مرة أخرى للمنطقة وممارسة نفوذه لتحقيق توازن مع النفوذ الغربي في المنطقة وللمقايضة معه إن لزم الأمر...

 

لا توجد في عالم السياسة مصالح مشتركة مائة بالمائة فهناك دائما خلافات حول قضايا هامة حتى بين أشد الحلفاء لذلك فطهران تريد إظهار قوة حضورها على الساحة السورية لتؤكد أن روسيا وإن كانت أدت دورا مؤثرا في الجو إلا أنه بدون وجود قوات على الارض لا يمكن تحقيق اي نجاح في المعارك..

 

لذلك فإن إيران تعلن من حين لآخر وبشكل مستمر عن عدد قتلاها في سوريا وتكشف عن مناصب ورتب القتلى للتدليل على أهميتهم لتؤكد مدى التضحيات التي تقدمها ليس فقط للحلفاء في موسكو ودمشق ولكن ايضا للغرب الذي ترى طهران أن عليه ألا يستبعدها من المعادلة كطرف هام وقوي وأن  لا يركز في تفاوضه على الجانب الروسي فقط باعتبارها الركن الأهم في الجانب الآخر.....

 

إيران ومنذ اللحظة الأولى من بدء الصراع السوري وهي تريد استخدامه في أكثر من اتجاه وبالتالي لن تسمح لأحد بالتقليل من دورها او القفز عليه مهما كان الثمن.