زلزال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
24 رمضان 1437
خالد مصطفى

لا يزال صدى خروج  بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يهز أركان المعمورة ولا تزال ردود الأفعال على الخروج تتوالى ما بين مستنكر ومندهش في المعظم وقليل مرحب...

 

وبدأت الخسائر تتوالى على الاقتصاد البريطاني حيث تم تخفيض تصنيفه الائتماني كما تعرضت العملة البريطانيا لانخفاض كبير لم تشهده من قبل أدى إلى خسائر تجاوزت الـ 250 مليار جنيه استرليني..لكن المهم بالنسبة للعالم العربي والإسلامي في هذا الملف هو علاقة هذا الخروج بتنامي العنصرية والتطرف اليميني في أوروبا وتأثير ذلك على بقية دول أوروبا ووضع العرب والمسلمين فيها...

 

منذ ظهور نتيجة الاستفتاء بدأت مواقع التواصل الاجتماعي رصد زيادة كبيرة في حوادث العنصرية في بريطانيا وتمت مشاركة عدد من الحوادث على الإنترنت لأشخاص تعرّضوا لأعمال عدائية بسبب لون بشرتهم أو خلفياتهم العرقية....ووصل عدد التغريدات على هاشتاغ عنصرية ما بعد الاستفتاء إلى حوالي 21 ألف تغريدة بحلول صباح الإثنين 27 يونيو 2016، وكانت مجموعة تحمل الاسم نفسه قد أطلقته لدعوة الناس إلى مشاركة تجاربهم بشأن الأحداث العنصرية....

 

ونقل تقرير نشرته الـ "بي بي سي" عن  شازيا أوان، ذات الأصول الآسيوية والمرشحة البرلمانية السابقة لحزب المحافظين التي عملت في حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي في ويلز (أحد أقاليم المملكة المتحدة)، إنها لاحظت تغيُّراً في سلوكيات الناس بعد تركيز حملة المغادرة على قضية الهجرة في الأسابيع القليلة السابقة لظهور نتيجة الاستفتاء، وأضافت: "عندما كنت في الحملة، وبينما كنت أتحدث مع سيدة سوداء، أتى رجل أبيض ووصفها بالزنجية"....

 

وقالت: "جاءت النتيجة كشرعنة للكراهية العرقية لبعض الناس، ورغم كونهم لا يشكلون الأغلبية؛ إلا أنهم أقلية صاخبة متعصبة تؤذي المجتمع بأسره، وهناك فشل من جانب الحكومة في الاعتراف بما يجري، وهو مؤشر يقول الكثير عن حالة السياسة في المملكة المتحدة في الوقت الراهن. لقد دفع رئيس الوزراء البريطاني إلى الأمام نحو أجندة لتماسك المجتمع، لكن فات الأوان لهذا. ماذا يحدث لبلدنا؟ سننظر إلى ما يحدث الآن باعتباره وقتاً مظلماً في المملكة المتحدة، ويخيّل لي أننا نعود بالتاريخ للوراء"....

 

لا يخفى على أحد أن أحد أهم أسباب ميل البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي هو ملف الهجرة والخوف من توافد الأجانب وخصوصا العرب والمسلمين إلى بريطانيا لذلك عندما ظهرت نتائج الاستفتاء طالب عدد من المؤيدين للخروج بطرد المهاجرين من البلاد...كذلك فرح بنتيجة الاستفتاء عدد من الأحزاب العنصرية في أوروبا وطالبوا بإجراء استفتاء مماثل في بلدانهم مطالبين باتخاذ إجراءات مشددة في ملف المهاجرين...

 

إن الميل للانفصال داخل بعض البلدان الأوروبية ينطوي على عداء وعنصرية واضحة ضد المهاجرين لذلك معظم من يطالبون بالانفصال هم من الأحزاب اليمنية المتطرفة..هذه الأحزاب تستغل أي انفجار أو هجوم حتى توجه اصابع الاتهام للمسلمين والعرب وتبدا في شن حملة من اجل التحريض على الهجرة والمهاجرين...

 

المرشح الرئاسي للانتخابات الأمريكية المعروف بعدائه للمسلمين كان من القلائل الذين رحبوا بنتائج الاستفتاء واعتباره رائعا فهو يرى أن الأمر يصب في نفس الخانة التي يدعو إليها وهي خانة تخوين الأجانب والمهاجرين وتقسيم الشعوب على أساس عنصري..الزلزال الذي اجتاح أوروبا قد لا يتوقف عند هذا الحد وقد تقوم عدد من الحكومات الأوروبية بإجراءات عنيفة ضد المهاجرين واللاجئين للحفاظ على وجودها في الاتحاد خوفا من تكرار ما جرى في بريطانيا.