فتاوى مجرمة لا يراها الإعلام
1 ذو القعدة 1437
منذر الأسعد

يخطئ عالٍمٌ مسلم في فتوى أو يعثر داعيةٌ فينطق كلمة قد تزعج بعض الناس، فيهرع الإعلام بقضه وقضيضه يشتم الرجل ويشن عليه حملات متتابعة –مثل موجات تسونامي-، ويصبح مسؤولاً عن كل معاناة البشر، بما في ذلك ثقب الأوزون وانهيار أسعار النفط وعودة الأمراض الوبائية في أنحاء مختلفة من كوكب الأرض.

 

وأما خطايا الآخرين فلا يرغب الإعلام برؤيتها ولا بسماع نبأ حصولها، وإذا اضطر إلى الإصغاء لأنه لم يستطع قتلها بالحجب والطمس والتعتيم الشامل؛ فإنه يحاول قتلها بالإهمال فتأتي في زوايا ميتة لا يكاد يعثر عليها إلا شخص خبير يبحث عنها عمداً.. وينطفئ الخبر فلا يتكرر، ومن باب أَوْلَى أنه لن يحظى بندوات ساخنة لا يحضر فيها المتهم ولا من ينوب عنه ولا من يكون منصفاً وموضوعياً.

 

حاخامات مسعورون باغتصاب النساء

نشرت القناة الثانية بالتليفزيون "الإسرائيلي"، مقطعًا صوتيًا للحاخام إليعازربرلند، المتهم في قضايا اغتصاب وتحرش جنسي، يتباهى فيه ويعترف باغتصاب امرأة يهودية بعد تخديرها!

 

وأضافت القناة أن المادة الصوتية التي تم نشرها عمرها يزيد على 4 أعوام موضحة أن هذه المادة الصوتية سيتم تسليمها لجهات التحقيق مع الحاخام لثبوت تهم التحرش والاغتصاب عليه.

 

وأوضحت القناة أن الحاخام يروي في التسجيل الصوتي لأحد أصدقائه أو أقاربه أو شخص على صلة به تفاصيل قيامه باستدراج سيدة وتخديرها واغتصابها مستغلاً وضعه الديني الذي يتيح له- بحسب تحريف الأحبار لليهودية- أن يختلي بالنساء لمنحهن فتاوى دينية!!

 

وقد تم إلقاء القبض على الحاخام المذكور بتهمة الاغتصاب، بعد 3 سنوات من هروبه خارج الكيان الصهيوني، حيث كان يقيم بمدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا.

 

ونشرت وسائل الإعلام سلسلة تصريحات للمجرم  الصهيوني أيال كريم الذي تم تعيينه حاخاماً لجيش الاحتلال، يبرر فيها اغتصاب جنود نساء الأغيار (غير اليهوديات) خلال الحرب، حيث قال "على الرغم من أن الجماع مع الإناث غير اليهوديات خطير للغاية، لكنه  مسموح خلال الحرب".

 

وكان هذا الجنرال المجرم، قد دعا عام 2003، إلى قتل الفلسطينيين الذين يحاولون تنفيذ هجمات ضد الاحتلال على الفور، بدلاً من علاجهم، قائلا "لا يجوز أن يُعامَل الإرهابيون مثل البشر".

 

كما أجاز أيال كريم تعذيب الأسرى والمعتقلين  غير اليهود من أجل انتزاع اعترافات أو معلومات منهم.

 

منع الفلسطينيين من قيادة السيارات

وأحدث  الفتاوى العنصرية اليهودية جاءت على لسان إلياكيم لفنون الحاخام المسؤول عن مستوطنات الضفة الغربية ورئيس المدرسة الدينية في مستوطنة "ألون موريه" الذي حرم قيادة وسائل النقل على الفلسطينيين خارج مدنهم وتزويدهم بالوقود.

 

ويعتبر الحاخام لفنون في فتواه كل وسيلة نقل فلسطينية "مؤسسة إرهابية" وكل محطة تزود العرب بالوقود "محطة لتوزيع السلاح والذخائر لهم"،مؤكداً أنه "ينبغي حظر خروج مركبات الفلسطينيين من مدنهم، ومن يكون مضطراً فليستقل حافلة عامة".

 

وزعم أن من يستخدم وسائل النقل للقيام بعمليات هجومية ضد يهود ينبغي حرمانه من قيادتها خارج مدينته لأسابيع طويلة حتى تهدأ الأحوال ويعود النظام والاستقرار للشوارع في إسرائيل.

 

في المقابل، يعتبر الحاخام الأصولي المعادي للصهيونية إلياهو كاوفمان أن المؤسسة الحاخامية الرسمية  هي المسؤولة عن  تأجيج الصراع على يد حاخامات بالصمت عليهم وعلى فتاواهم الخطيرة التي تتسبب بزيادة سفك الدم.

 

ويختم "يصمتون على هذه الفتوى كما صمتوا على فتاوى حرمت تأجير الطلاب العرب شققاً سكنية في صفد وتل أبيب، بل صمتوا على فتوى تتيح قتل المدنيين الفلسطينيين صدرت في كتاب (عقيدة الملك) قبل سنوات".