قفزة الفهد الحلبي والإدلبي في مواجهة دبيب النمل الطائفي
6 ذو القعدة 1437
دـ أحمد موفق زيدان

لسنوات ونحن نسمع عن إستراتيجية دبيب النمل التي نفذتها القوى الطائفية والمحتلة للريف الحلبي، وقد استغرقت هذه الإستراتيجية سنوات من أجل الإطباق على حلب عن طريق الكاستيلو، ولكن سريعاً ما واجهها جيش الفتح المبين بقفزة الفهد في الغرب الحلبي فتمكن في غضون أيام معدودة من فك الحصار عن حلب الشهباء {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}..

 

هذه القفزة أقضت مضاجع موسكو، فبحسب المطلعين على الشأن الروسي فإنها فوجئت بشكل كبير ولافت بهذا الانتصار الساحق والسريع، لاسيما وأن تحرير الثوار لكلية المدفعية والفنية الجوية بحلب والتقدم نحو الراموسة حمل دلالات عسكرية وسياسية روسية وإيرانية خطيرة، سيما وقد ترافق مع خسارة موسكو لخمسة من أفرادها في تحطم طائرتها في سراقب العز..

 

وبحسب المصادر المطلعة فإن ضابطين رفيعي المستوى قد قضيا في تحطم الطائرة الروسية، وقد فوجئت روسيا بكل معنى الكلمة بهذا الاختراق الخطير، إذ إنه حيّد تماماً كلية المدفعية التي كانت مكلفة بتأمين منطقة بثلاثمائة وستين درجة وبدائرة قطرها أربعين كيلومتر، وبمدفعية خطيرة ولربما من أخطر المدفعيات التي يمتلكها جيش الطائفيين..

 

الدلالة السياسية الأخرى هو حصول الاختراق الحلبي قبل أيام من لقاء بوتين ـ أردوغان، والمتفقين على عدم تقسيم وتشتيت سوريا كما هي الرغبة الأميركية والواضحة والجلية إن كان من حيث سيطرة الموك على الجنوب السوري وتعزيز فصله وتقسيمه، أو من خلال دعم غلاة الأكراد لتأمين دويلة كردية في الشمال السوري وهو ما يهدد سلامة وأمن أراضي تركيا ولاحقا إيران وروسيا، والدلالة السياسية بأن بوتين سيكون في وضع تفاوضي أضعف من أردوغان، الذي يزوره ولديه كامل تفاصيل معركة حلب توأمة اسطنبول...

 

الكرة الآن في ملعب الجهاديين والثوريين في تعزيز وتعظيم هذه الانتصارات والمكاسب من خلال مواصلة العمليات العسكرية في حلب وعدم الإصغاء لمناشدات الأمم المنحازة التي لا ترى وقف إطلاق النار إلا في المدن أو المواقع التي يتهدد فيها الطائفيون وأسيادهم المحتلين فهرعت إلى المطالبة بوقف النار متباكية على المدنيين، وكأن من يعيش في حمص والغوطة والزبداني وداريا والمعضمية ليسوا بمدنيين ولا بشر..

 

التحدي الآخر أمام جيش الفتح يكمن في نقل وتعميم هذه التجربة إلى خارج حلب وإدلب وتعميمها على مناطق أخرى مما سينشر التفاؤل والإيجابية أولاً وثانياً سيضغط على القوى المجرمة الدولية والداخلية لعجزها على هزيمة الثورة الشامية العظيمة، ولعل ما حصل في حلب درساً للقوى الجهادية والثورية، وهو درس عظيم سطره القرآن من قبل: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ..}..