من وحي رحلة الحج.. لا تظلموا السعودية
14 ذو الحجه 1437
أبو لـُجين إبراهيم

حينما وقعت حوادث في مواسم الحج الماضية, وجهت سهام النقد للسعودية كبلد يشرف على أمن الحرمين الشريفين, ينظم كل عام ذلك المؤتمر الجامع الذي لا يوجد له نظير على مستوى العالم أجمع, حيث يتوافد الملايين من مختلف اللغات والجنسيات على المملكة لأداء شعيرة الحج.

 

وقد نتفق أو نختلف مبدئيا حول تلك الحوادث, وهل هي نتيجة تقصير من الجهات المنوط بها تأمين شعائر الحج كاملة؟ أم هي نتيجة مؤامرات من الرافضة المجوس الذين أينما حلوا جلبوا معهم الخراب والدمار؟ أم أنها حوادث طبيعية وفي معدلاتها المعتادة, وليست بظاهرة نظرا لضخامة عدد الحجاج وصعوبة السيطرة على تلك الحشود؟

 

 ولكن الشاهد أن هذا العام الذي يخلو من الوجود العلني للرافضة أتباع إيران الذين آثروا تربة كربلاء على الحرمين الشريفين، خلا ـ بفضل الله ـ من أي حوادث تعكير صفو الحج, فلا تدافع ولا شهداء ولا أزمات ولا حوادث في منى أو عرفة أو غيرهما من الأماكن التي تستضيف حجاج البيت الحرام.

 

فهل هو مجرد تزامن, أنه في العام الذي لا يأتي فيه أتباع إيران ـ ولو بصورة علنية ورسمية ـ يخلو موسم الحج من أي منغصات أو حوادث تبدو منها رائحة الكيد والتدبير, أم أن ذلك يؤكد فرضية وقوف تلك الأيدي العابثة المتآمرة خلف الحوادث التي أوقعت مئات الشهداء في العام الماضي؟

 

 

 إن الحملة على السعودية لا تتوقف على أذناب إيران, بل هي حملة ممنهجة ومدروسة , تشارك فيها جهات عدة, ففي الوقت الذي تتطاول فيه إيران وتهدد بلاد الحرمين وقادتها, فإن قناة (الام بي سي) تستضيف شيخا مصريا أزهريا معروف بميوله الإيرانية ينضم إلى ذات الجوقة, ويتطاول بلغة سوقية مبتذلة على علماء البلاد.

 

 

ثم تأتي الـ (بي بي  سي) هي الأخرى لتتهم السعودية بالتربح من موسم الحج, ومعها الكونجرس الأمريكي الذي اتهم السعودية بالوقوف خلف هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م, في القانون المسمى "قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب".

 

 

وفي ظل تلك الحملة الشرسة من جهات خارجية عدة, نحتاج إلى تكاتف داخلي قوي, فإذا كان ظلم البلاد من تلك القوى الخارجية له ما يبرره, ومعروف دوافعه على كل حال, فإن أبناء الداخل مطالبون بألا يظلموا السعودية كبلد, والسعودية كمؤسسات وهيئات عاملة في موسم الحج, وأن يبرزوا نجاحاتها لاسيما في هذا الوقت.

 
 
   
المصدر/ سبق