إلى البوق عبد الباري الدولاري.. اصنع ما شئت! 2/2
22 ربيع الأول 1438
منذر الأسعد

من سوء حظ عبد الباري عطوان (الدولاري) أن أساطيره عن ممانعة خامنئي وحسن زميرة وبشار، لم يعد يصدقها إلا ممثلات فاجرات أو شبيحة مأجورون.. والفضل في سقوط تلك الأكاذيب لا يرجع فقط إلى افتضاح حلف المماتعة تحت ضربات نتنياهو المتكررة، ولا إلى تعامي هؤلاء عن التنسيق العلني بين طيران بوتن وطيران الصهاينة فوق الأجواء الأسدية المستباحة.. فقد شارك المجوس الجدد في تعرية أنفسهم بعد أن أسقطت الثورة السورية أقنعة التقية عن وجوههم الكالحة، فراحوا يتباهون بأنهم يهيمنون على أربع عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء!! فهل نصدق رؤوس الفتنة الذين تتفق أقوالهم مع الواقع لأول مرة في تاريخ ديانتهم، أم نصدق الغلام الدولاري؟!!

 

انتصار الصليب وهزيمة الأمويين

لنأخذ الشاهد الحي:حلب الشهيدة، وقد كان أحدث تهريجات الدولاري عن سقوطها في أيدي الغزاة الغادرين.

 

فقد سدد بطريرك روسيا طعنة قاتلة للدولاري وأشباهه من الدجالين باسم القومية والمقاومة، عندما اعتبر احتلال حلب وتهجير أهلها المسلمين، "انتصاراً للصليب"!! فهل يستطيع الدولاري أن يرد على البطريرك الصليبي، الذي يؤكد الخيانة المزدوجة للعائلة الأسدية، فعسكر بوتن يحتل سوريا بصفة عرقية وأخرى دينية!!

 

ربما كان هذا أحدث طراز من "الممانعة" في نظر الأبواق المأجورة التي ما زالت تظن أنها قادرة على تبديل المواقع بين الظلمات والنور في عيون المتلقين.

 

لكن خطيب الجمعة الصفوية في طهران، عاجل الدولاري بطعنة لا تقل عمقاً عن طعنة الصليبي الروسي الأول.. فقد أعلن أن "تحرير حلب" إنما هو عن تخليصها من "الاغتصاب الأموي" الذي استمر 14 قرناً!!

 

وفي وقت سابق، أعلن مفتي الضلال أحمد حسون أن الطائفي العراقي الأشد صفاقة:نور المالكي، ركن من أركان حلف الممانعة!!

 

أجل! المالكي الذي جاء بالدبابة الأمريكية والعمالة لطهران، للتسلط على حكم العراق!! فهنيئاً للدولاري بهذا الحلف المهزلة.

 

وكم كان ذاك الكهل الفلسطيني الباكي على محرقة حلب كم كان صادقاً ولبيباً، وهو يجيب أحد أصدقائي الذي قال له: أراك يا عم تكاد تجعل مأساة الشعب السوري نسخة من النكبة الفلسطينية!! انتفض الشايب وقال له:أبداً يا بني.. ما فعله بشار الأسد مع الشعب السوري لم يفعله بنا اليهود، وإذا رجعنا الى فلسطين وجدنا بيوتنا، واذا رجع السوريون إلى بلدهم فلن يجدوا بيوتهم!!

 

مَنْ صَنَعَ الطائفية؟

من الأكاذيب الكبرى التي يروِّجها الدولاري، اتهامه للثورة السورية وداعميها –السعودية وتركيا وقطر- بإثارة النعرات الطائفية!!

 

وقبل أن نبيِّن تهافت هذه الأسطورة، لا بد من إطلاق ضحكة عريضة، لأن ما يختلقه الدولاري أخيراً وهو يظن نفسه مكتشف الدورة الدموية مثلاً، سبق للعجوز النصيرية البائسة بثينة شعبان أن هرطقت به في الأيام الأولى للمظاهرات السلمية في درعا، والتي كان سقف مطالبها محاسبة رئيس فرع الأمن السياسي عندهم عاطف نجيب- ابن خالة الطاغية- ومحافظ درعا فيصل كلثوم!!

 

كما لا بد من التذكير بأن الدولاري كان يهاجم إيران ومشروعها الطائفي، قبل ثلاثين سنة، عندما كان صدام حسين ولي نعمته وممول صحيفته الصفراء.. ولم تكن إيران الخمينية في وقتها تحتل أرضاً عربية، باستثناء ما ورثته عن الشاه المخلوع –الأحواز والجزر الإماراتية الثلاث- وتشبثت به!! فلما أصبح الغزو المجوسي اليوم علنياً ووقحاً، ويسفك الدماء في سوريا والعراق واليمن، انقلب الدولاري على عقبيه، وأصبح خامنئي عنده أميناً للقومية العربية!!

 

بالمناسبة: هل يستطيع الدولاري أن يسأل سيده مختار حي المهاجرين: هل صحيح أن والدك المقبور كان ينظم المسيرات الشعبية ضد احتلال الجزر الثلاث وتضامناً مع شعب الأحواز العربي –كان يسميها:عربستان!!-؟ وإذا كان الجواب:نعم لأن السوريين من أبناء جيلي كانوا يشاركون في تلك المسيرات طائعين أو مُكرهين.. فالسؤال المنطقي التالي يقول:كيف أصبحت عربستان حلالاً للملالي بعد أن كان حراماً على الشاه؟؟؟

قاتل الله كل كذاب أشر..وكل متاجر بالشعارات..

 

المجال هنا لا يتسع لأسرد حقائق كبرى ساطعة، تثبت بالدليل القاطع أن المنطقة لم تعرف نتن الطائفية إلا على يد الهالك الخميني وشريكه حافظ أسد..

 

ويكفي في عجالة كهذه، أن نعقد مناظرة مع الدولاري حول الدستور الإيراني، الذي تفوح منه روائح الطائفية المقززة، بصورة ليس لها مثيل في أي دستور في العالم!!

 

وأختم بهذه الأسئلة لعل الدولاري يجيب عنها في أوقات فراغه، فربما احتاج إليها بعد أن يستنفد سادته الجدد أغراضهم منه ويلقوه في مكان غير لائق:

1- ﻟﻤﺎﺫﺍﻻﻳﻮﺟﺪ رافضي ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ غوﺍﻧﺘﻨاﻣﻮ، بالرﻏﻢ من ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺼﺮﺧﻮﻥ ﻣﻨﺬ 30 ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ وبالرغم من تسمية إيران في محور الشر وإدراج حزب اللات على قائمة الإرهاب الأمريكية؟.

 

2 - ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻀﻴﻒ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺈﻳﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ، ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻪ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﺇﻳﺮﺍﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ وسوريا ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻭﺫﺑﺢ؟

 

3- ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻘﺼﻒ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ بلا طيار كل من تتهمه بالإرهاب بلا محكمة ما دام أصله من أهل السنة في كل مكان ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﺼﻒ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ بل إنها تسعى إلى مكافأتهم على انقلابهم الخبيث، الذي تم بتواطؤ إيراني ثابت؟

 

4- ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺼﺮ أوربا ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻹﺭهاﺏ الأوربية مع تورطه الثابت في جرائم اغتيالات وتفجيرات في قلب أوربا، ثم ولوغه الوحشي في دماء السوريين منذ خمس سنوات ونصف سنة؟

 

5- ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺄﻱ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻦ فلسطين إلى ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ...
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺳﻤﺢ ﻹﻳﺮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﻮة ﻋﻈﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ولأداتها حزب اللات بالهيمنة على لبنان بتركيبته الفسيفسائية حيث لا تتجاوز نسبة الرافضة فيه 20% من مواطنيه؟.

 

6- ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳُﺴﻤﺢ ﻟﺸﻴﻌﺔ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺑﺎﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ من العمل حتى في البلاد العربية؟

 

7- لماذا تم تدمير العراق بذريعة سلاح نووي مزعوم وثبت ذلك بعد تدمير البلد وتسليمه لعملاء طهران، بينما يتم التلاعب بالمفاوضات الماراثونية منذ سنوات مع مشروع إيراني فعلي؟

 

8- لماذا يسمي الغرب الخليج العربي:الخليج الفارسي ما دامت التسمية محل تنازع؟ وكيف تفرض الفيفا الوصف الفارسي على الجميع وهي هيئة رياضية يفترض أنها تنأى بنفسها عن السياسة؟