17 ربيع الثاني 1438

السؤال

تكاد تقتصر حياة الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي وتبادلهم الرأي في حياة افتراضية غير حقيقية عبر الإنترنت، وبعض المخالطة مع أصدقائهم الذين يغلب عليهم كونهم بعيدين عن التدين والاستقامة، مما يفت في عضدنا تجاه دعوتنا الشباب، وددت نصيحتكم الكريمة فيما يخص دعوة الشباب بظروفها الحالية.

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

إن حقيقة ما تدعو إليه يجب أن يكون ثابتاً وواضحاً أمام عينيك، تدعو إلى الله والتوحيد والقرآن والى منهج أهل السنة والجماعة.. وهكذا.

 

فقواعد الإسلام ثابتة لا تتغير بتغير الزمن أبداً، المنطلقات والأصول لا تتغير، لكن الوسائل قد تتغير.

 

فبعض الأساليب التي كانت تناسب الدعوة في الماضي قد لا تناسب الدعوة الآن.

 

ففي السابق كنا ندعو إلى المحاضرات بأنفسنا عبر المساجد، ثم جاء وقت صارت الدعوة بالإعلانات هي الأكثر تأثيرا، ثم الآن فالناس يكتفون بالانترنت والمواقع ووسائل التواصل وغيره.

 

الشباب الآن أهم ما نحتاج إليه، ويجب أن نحسن التعامل معهم بوسائل الدعوة المناسبة لهم.

 

والحقيقة أننا مقصرون في الحوار معهم، يجب أن نتحاور ونفتح لهم صدورنا، ونفترض فيهم حسن النية، فافتراض السوء يضر بكل حال، حتى لو كان الإنسان واقعاً في المعاصي، فإن فطرته غالبا طيبة؛ لأن هذا أصل الفطرة.

 

فلا يوجد مخلوق إلا وهو يريد السعادة حتى الكافر، فهؤلاء الذين يريدون السعادة يريدون من يدلهم عليها، ويقنعهم بها، ويضرب لهم الأمثلة العملية، ويحاورهم ليتفهموا طريقها الصحيح.

 

فأنا أوصي بالحكمة في التعامل مع الشباب، والإحسان إليهم والرحمة بهم.

 

وقد لا تجد استجابة سريعة بعد جهدك مع الشاب، لكن قد ينتفع بكلماتك في يوم آخر، وقد يتذكر كلامك في حين قادم، وقد ينفعه كلامك في البعد عن إثم أو يحجزه من الوقوع في المعصية، ذلك لأنك ركزت في ذهنه معالم ومعان سيأتي وقت يحتاج إليها وقد لا ترى النتيجة الآن.

 

وأنا أنصح بمقال طيب لأخي الدكتور عمر المقبل في نفس السياق الذي نتكلم فيه بعنوان: "مَنْ قال: إنك لا تكسب؟!"؛ حيث تجده على الرابط التالي:

http://www.almoslim.net/node/275356