بمشاركة "خليجية" تستحق المساءلة: موسم الافتراء على السوريين.. 1/ 2
2 جمادى الأول 1438
منذر الأسعد

ما مصلحة قناة إخبارية عربية خليجية في تلفيق أخبار زائفة ضد الثوار السوريين؟
سؤال يفتح مسلسلاً لا ينتهي من علامات الاستفهام والتعجب..
نحاول الإجابة بموضوعية في حلقتين هذه أولاهما.

*******

 

ما أصدق الشاعر العربي ابن المقرب العيوني عندما قال:

إذا خانكَ الأدنى الذي أنتَ حزبُهُ *** فواعجباً إن سالمتْك الأباعدُ

فهذا البيت من الشِّعر يوجز حكاية الشعب السوري مع بعض العرب، الذين كان السوريون يتوقعون منهم أن يقفوا معهم في محنتهم ولو بكلمة طيبة، باعتبارهم أشقاء، أو على الأقل أوفياء لمواقف هذا الشعب النبيلة مع سائر أشقائه في السراء والضراء..

 

خلل خليجي مريب

بعض العرب هؤلاء ليتهم وقفوا على الحياد، بالرغم من أن المحايد بين الحق والباطل منحاز إلى جانب الباطل، فقد تجاوزوا ذلك إلى تأييد الطاغية الدموي بشار الأسد، والتغني بجرائمه على أنها "بطولات" مع الشماتة بالشعب السوري واتهامه بالإرهاب!!

 

وشر هذه الفئة الساقطة ينتمون إلى دول خليجية عربية- بكل أسف- فأما أيتام الشيوعية العرب فكان تطبيلهم لنيرون العصر طبيعياً لأنهم يبغضون الإسلام ولا تعنيهم الماركسية إلا بهذا المقدار، فهم مثل العائلة الأسدية العميلة رفعوا الاشتراكية شعاراً في زمن موضتها، مع أنهم ناهبون محترفون للمال العام.وأما فلول الناصرية فلم يفاجئوا السوريين، لأن تجار القومية العنصرية الكريهة دأبوا على عبادة الطغاة منذ ظهور هذه التجارة الفاسدة، المتجنية على الإسلام وعلى العروبة الحضارية التي ترفرف تحت مظلته.

 

الخليجيون –بعامة- شعوب متدينة اشتهرت بمناصرة قضايا المسلمين بأريحية مشهود لها بالتميز، ولم ينخرطوا في مهرجانات التهريج القومي الفاشي ولا الشيوعي الزنديق، إلا كأفراد شاذين سرعان ما نبذهم محيطهم..

 

والمفارقة أن النابحين مع بشار يتعامون عن أن رأس مال الدجل القومي العربي يتلخص في هجاء أهل الخليج والانتقاص من كرامتهم، واتهامهم بـ"الرجعية "! وتشمل هذه الهجائيات الرخيصة الأردن شعباً ونظاماً وصولاً إلى المغرب الأقصى!

 

فكيف والعصابة النصيرية مجرد أداة في يد ثورة المجوسية الجديدة الإيرانية، والتي تشترك مع دجالي القومية العربية في احتقار الخليجيين وتهديد أمنهم واستقرارهم؟

 

وكلما أبدى هؤلاء المارقون موقفاً خيانياً جديداً، يتصل بي أحد أصدقائي المقيم في أوربا طالباً مني أن أعثر له على تفسير لخروجهم على إجماع شعوبهم وسياسات حكوماتهم، فلا أجد تفسيراً منطقياً..

 

ليسوا شيعة فقط

عندما أتكلم عن الفئة الخارجة على وطنيتها في الخليج فلست أعني الشيعة، لأن كثيراً من الشيعة العرب باعوا كل شيء واتبعوا المكر الصفوي، إلا القليل القليل ممن رفضوا الانصياع وراء الدعوات الطائفية الإيرانية التمزيقية.

 

ولا يعنينا التنقيب وراء المواقف المعلنة، فيكفي أنهم يعلنون مناوأة المشروع المجوسي، وجازفوا بعداء قطيع كبير من محيطهم الذي يتهمهم بالعمالة لحكوماتهم!! –من مفارقات الكهنوت المجوسي الهزلية أن العربي الذي يصبح عبداً لأطماعهم شريف والعربي الذي يوالي بلده خائن!!-

 

فها هو أكاديمي عُماني "كبير" يهاجم الأردن ويتهمه بارتكاب خطأ إستراتيجي تجلى في تورطه في “الفتنة السورية” وتساهله مع “المد التكفيري”، معتبرا أن الحل الوحيد أمامه الآن هو التعاون مع سوريا والعراق(أي مع طاغية الشام ومندوب خامنئي في بغداد المحتلة قاسم سليماني)!!

 

الأردن الذي يقوم بأكبر نصيب في مطاردة داعش ويعادي الإسلاميين جملة وتفصيلاً، ويغلق حدوده مع سوريا لأنها ليست تحت سلطة الطاغية!!

 

الأردن الذي يمنع ثوار درعا من إطلاق رصاصة على عصابات بشار، ولو لتخفيف الضغط عن ثوار داريا وثوار حلب قبل سقوطهما!! ويعترف رئيس أركان الجيش الأردني بالتنسيق مع الطاغية!!

 

الأردن الذي يتوعده الطائفي الأشد قذارة: نور المالكي بتمزيق الاتفاقات المبرمة بين بغداد وعَمَّان، ويعتبره عدواً للعراق!!

 

هذا الأكاديمي أعمى البصر والبصيرة يعتبر نحر 600 ألف سوري على يد قطعان القتلة الطائفيين المحليين والمجلوبين يعتبره فتنة!! ألا في الفتنة سقطوا!

 

غرائب أردنية

يقف العقل حائراً في فهم الموقف الأردني من المأساة السورية.. فالشتائم الأسدية للأردن ونظامه السياسي منذ أيام المقبور إلى أيام وريثه المتوحش، تعد أقبح قاموس سوقي عرفته الدنيا..

 

وبين فترة وأخرى يقف شبيحة بشار ليتطاولوا على الأردن ويهددوه بالويل والثبور وعظائم الأمور!!

 

ثم يكمل الشبيحة الأردنيون المشبوهون تلك المهمة النجسة، حتى إن أحد من يسمون أعضاء في المجلس النيابي شتم الجيش الأردني قبل أيام واتهمه بحراسة العدو الصهيوني ودافع عمن يدفع له الأموال المنهوبة من عرَق السوريين: مختار حي المهاجرين حارس احتلال الجولان!!