تطرّف يا بني في الشام حتى يعتدل الأمر؟!
4 جمادى الأول 1438
دـ أحمد موفق زيدان

لم تكن الشام يوماً متطرفة ..ولا يمكن لأحد أن يتهمها أو يتهم علماءها وشعبها ونخبها بذلك، قدمت أرقى الدساتير وأرقى الانتخابات وأرقى الديمقراطيات يوم كان الكثيرون يغرقون في الفساد والفوضى والديكتاتورية، لم تكن الشام يوماً إلا منارة للعلم والتعلم والهدى والديمقراطية والتسامح الديني  بين الجميع، وإلا فكيف صبرت لنصف قرن تقريباً على عصابة طائفية فاشية مجرمة ...

 

 

جاءت الثورة الشامية العظيمة التي سعت إلى التغيير والحرية والديمقراطية فجابهها كل حثالات الأرض داخلياً وخارجياً وبدعم إجرامي دولي منقطع النظير من أجل إبقاء العصابة الطائفية الحارس الأمين لمصالحهم ولبني صهيون في الحكم، وقالها وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف منذ اليوم الأول بكل صفاقة ووقاحة لن نسمح لأهل السنة أن يحكموا سوريا وكان صادقاً مع نفسه والغير..

 

 

صبر الشعب السوري على كل الإجرام الطائفي والإجرام الدولي بحقه، وركض وراء كل المؤتمرات الدولية والتي كانت في حقيقتها مؤامرات عليه وعلى ثورته، ومع هذا كان يدرك في قرارة نفسه أنها مؤامرات لكنه أراد أن يلحق الكذاب إلى باب الدار كما يقولون في الشام، فكانت مبادرات الجامعة العربية ومبادرات الأمم المتحدة، ومبادرة الأستانة ولكن مع كل مبادرة كان يفوح منها فقط وفقط مؤامرة لتصفية ثورة الشام العظيمة، كان المتآمرون يسعون إلى تهجير منطقة وابتلاع أخرى واستقدام دول وحثالات جدد لعلهم بذلك يقضون  على ثورة الشعب العظيمة ...

 

 

 

فشلت كل هذه المؤامرات المجرمة، ولم يبق أمام الشعب السوري إلا أن يتطرف أكثر وأكثر في المطالبة بحقوقه ورفض المساومة عليها، إنهم يدفعونه إلى التطرف والتشدد ليقولوا للعالم كله ألم نقل لكم ما هي نتيجة الثورات ..لكن ليعلم الكل أن ذلك هو ما أرادوا أن يرونه وليس ما أراده الشعب من ثورة الحرية والكرامة التي لم ولن يساوم عليها، ليس من خيار أمام الشعب الشامي وهو يرى التآمر العالمي عليه وعلى ثورته إلاّ أن يتطرف في مواقفه ليرفض كل مبادرات تصفية ثورته وذلك وفاءاً لدماء الشهداء وأنّات المعتقلين والثكالى وعذابات المشردين ووفاءً لدمار مدن شامية عريقة لا يعرف العالم طعم عراقتها لأنه جديد على البشرية والعمران ..