ماذا ستقول لأبناءك في "عيد الحب"؟
18 جمادى الأول 1438
لها أونلاين

تتكرر التحذيرات والمقالات وخطب الجمعة للتنبيه من خطر ما يطلق عليه اسم "عيد الحب" كلما دخل شهر فبراير من كل عام، واقترب التاريخ من يوم الرابع عشر منه. وفي كل مرة يقضي العلماء وطلبة العلم والكتاب والآباء والمعلمون وقتاً في تفنيد وتبيين عدم صحة الاحتفال بهذا اليوم، وكشف تاريخه الديني المرتبط بالنصرانية، وعدم جواز تبنيه من قبل المسلمين لأنه ليس من الهدي النبوي أبداً، لا من بعيد ولا من قريب، فضلاً عن كونه مخالفة شرعية واضحة لأعياد المسلمين، وتسببه في الفساد والإفساد، خاصة وأنه يوم مطلق للحب بين أي اثنين، متجاوزاً بذلك الحب بين الزوجين.

 

 

ولكن في الجهة المقابلة، فإن الملايين تصرف سنوياً للترويج لهذا اليوم، وهو أمر اعتدنا عليه كل عام، من قبل القائمين على وسائل الإعلام الغربية والتغريبية، أو الفنادق والمسارح ودور الفنون والسياحة التي تنتفع كثيراً من انسايق الشباب وراء هذه الظاهرة.

 

 

ولكن الملفت للنظر في السنوات الأخيرة، هو دخول التقنيات الحديثة في مجال الترويج لهذا اليوم، بدءًا من الفيس بوك وتويتر ومواقع التواصل الاجتماعية الأخرى، وصولاً للتطبيقات التي يتم تحميلها عن طريق الأجهزة الكفية والجوالات، مروراً بالمواقع الإلكترونية والمتاجر الإلكترونية وغيرها.

 

 

السؤال الذي يجب أن يثيره هذا اليوم ضمن هذه المعادلة، هو هل لدى العلماء والجهات الدعوية وسائل وقوى قادرة على مواجهة الترويج المتزايد للمخالفات الشرعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعية والتقنيات الحديثة؟ وهل ستستخدم الوسائل التقليدية نفسها في التصدي لهذه المخالفات؟

 

 

قد يعتبر البعض الإجابة على هذا السؤال بشكل إيجابي إحدى المستحيلات، فكيف يمكن أن نقف أمام هذه السلوكيات المخالفة للشرع والمحمول على طبق التقنيات الحديثة؟

 

 

الحل يكمن في "الأب والأم" الذين حمّلهم الله مسؤولية رعاية وتوجيه الأبناء. فكم من عبادة أصبحت في نفوس الأبناء أسهل وأقرب عندما ركّز الآباء والأمهات عليها في حياة أبناءهم، وكم من سلوك مخالف للشرع أصبح مكروهاً وبعيداً عن قلوب الآبناء، حينما يركز الآباء والأمهات على تبيان مخاطره ومفاسده للأبناء.

 

 

وفي المقابل، كم من عبادة أصبحت بعيدة عن قلوب الأبناء ـ رغم كل خطب الجمعة ودور العلماء وطلاب العلم والقنوات والمواقع الدعوية ـ حينما لم يركز الآباء والامهات عليها، وكم من سلوك مخالف للشرع أصبح قريباً من قلوب الأبناء حينما سكت الآباء والأمهات عن الحديث عنه.

 

 

في هذا اليوم ـ عيد الحب ـ وفي كل مخالفة شرعية أخرى، مفتاح الحل يكمن في مقدار ما يبذله الآباء والأمهات في تبيانه للأبناء، فالسكوت عن كل مخالفة شرعية هو مشاركة فيها. والصمت أمام المناسبات المخالفة لعقيدتنا الدينية هو مشاركة فعالة في الترويج لها.

 

 

أيها الآباء والأمهات قوموا بدوركم في تعزيز وتقوية عقيدة أبناءكم، فسعادة أبناءكم ليست في مقدار ما يتناولونه من طعام، بل بمقدار ما يرسخ في عقولهم وأرواحهم من العقيدة الإسلامية الصحيحة.

 

 

المصدر/ لها أونلاين