رحيل الاحتلال عن الشام أولى لو كانوا يعلمون
30 جمادى الأول 1438
دـ أحمد موفق زيدان

منذ البداية كانت ثورة لإسقاط عصابة حاكمة ونظامها السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي والمشيخي والتعليمي ووو، فقزّمها البعض إلى معارضة لعصابة سياسية وبدأ الدفع بها من أجل التفاوض مع العصابة وكأن الخلاف على مقاعد وزارية، ومناصب وليس على عصابة قتلت وشردت وذبحت الشعب الشامي على مدى عقود، وأثخنت فيه القتل والذبح والتشريد خلال السنوات الماضية التي تخفي وراءها غابة من القهر والظلم والإجرام بحق الشام وأهلها..

 

 

تطورت الأمور فجلبت العصابة الطائفية كل شذاذ الآفاق من عصابات وحثالات طائفية لتمعن القتل والذبح والتشريد، بينما واصلت عملية الإحلال السكاني في الشام كما يتسرب من خلال تجنيس أجانب وإحلالهم محل أهل البلاد الأصليين، وكأنها لم تشبع من دماء  الشاميين فجلبت من يساعدها ويعينها في عملية القتل والإجرام، ولما عجزت العصابات الطائفية عن مهمتها تلك، جلبت الاحتلال الإيراني والروسي من أجل إنقاذ نفسها،وقد اعترف كبار مسؤولي بلدي الاحتلال في مهمتهم القاتلة هذه..

 

 

اليوم يُقزم معارضون سوريون ما يحصل في الشام كلها على أنها استحقاق سياسي، ونجحوا في ابتلاع طعم عالمي بتناسي الاحتلال الجاثم على هذا القلب الشامي، وكان الأولى بهم أن يطالبوا برحيل الاحتلال الروسي والشامي الذي أمعن قتلاً وتعذيباً بشكل مباشر بالشعب الشامي، ودعم العصابة الطائفية، فكيف تقبل هذه المعارضة المشاركة مع عصابة طائفية في السلطة، أو على الأقل كيف تقبل بعملية انتقالية لو سلمنا جدلاً بأن الجعفري سيوقع على صك استسلامه في جنيف، وذلك مع وجود الاحتلال الروسي والإيراني، ومع وجود الأجهزة الأمنية والعسكرية التي فتكت وتفتك بالشعب الشامي ومصرة على هذا ..

 

 

يا سادة الاحتلال هو الأصل وهو أس  ورأس البلاء ورحيله رحيل للذنب، ألم يقولوا من اليوم الأول بأن العصابة الطائفية إنما هي ذيل الكلب، وبالتالي رحيل الكلب رحيل للذيل، ولذا فعلى الثورة الشامية أن تطور نفسها اليوم لتقول إنها حرب تحرير شعبية لحشد وتعبئة الجميع خلفها من أجل رحيل الاحتلال، لم تعد المسألة رحيل بشار الأسد عن السلطة بقدر ما هي رحيل القوات الروسية والإيرانية الأجنبية المجرمة عن الشام وهذا هو الأولى، وهو ما يرفع الثورة إلى درجتها الحقيقية على أنها وطنية تمثل كل الشعب وتطالب برحيل الاحتلال وتربط العصابة بأنها أجيرة وعميلة ولا حول لها ولا قوة بلا الاحتلال، وينبغي من أجل الحاضر والتاريخ أن يتم تثبيت هذا الأمر، وإلا فإن المعارضة حينها لن تختلف عن العصابة الحاكمة التي قبلت ضمنياً بالاحتلال بعد أن قبلت بالتفاوض معه بوجوده على أرض الشام الطاهرة، وقبلت به ثانياً كضامن لعملية سياسية وهمية، ارحموا عقولكم قبل عقول الآخرين ..