دور أقليات غير مسلمة في التحريش بين شعوبنا
20 رجب 1438
عبد الحكيم الظافر

تندلع مشكلة بين مصريين وخليجيين؛ فتكتشف أن أقلية دينية في مصر تقف خلف سلسلة من الشتائم البشعة التي تمطر بها تلك الأقلية – بأسماء مستعارة عادة – أبناء الجزيرة العربية؛ فينزلق الدهماء من هنا وهناك في الرد والرد المقابل.

 

تحصل أخرى في مكان آخر فتجد طائفيين يتسمون بأسماء سنية، يعيرون شعوباً أخرى بأمراض لا يكاد يخلو منها مجتمع، ثم تتورط الشعوب بسب بعضها بعضاً.. ويفرح حينئذ مشعلو الحرائق.

 

في الماضي بدأ صهاينة في التحريش بين المسلمين، ثم تسلمت راية الخراب أقليات غير مسلمة في محيطنا الإسلامي، إلى جانب لجان إليكترونية طفح بها سطح الانترنت، ترتبط بأجهزة لا تريد اطمئناناً ولا استقراراً ولا محبة بين شعوبنا المسلمة.

 

في غير ما حادثة دقق باحثون فوجدوا طرف الخيط من عند هؤلاء أو أولئك، ثم لاحظوا بنية ثقافية وتعليمية هشة، وتربية شائهة أزلت أقدام قطاعات جماهيرية لم تستنر بنور الأخوة الإيمانية، فانساقت خلف المغرضين بكل بلاهة وغوغائية.

 

وفي غير حملة أو وسم تبين أن مطلقها أولئك الذين يتبعون طريق الشيطان في التحريش بين المؤمنين، والذين لم يعد يقتصر عملهم على ضرب الشعوب المسلمة بعضها ببعض، وإنما تعدت إلى الدخول بين بُنى المجتمع الواحد بهدف تفكيكه، حتى أصبح من المألوف في صفحات التواصل وجود حملات تحفز على تفكيك بنى المجتمعات والأسر، وعلى إسقاط قوامة الرجل، والتي اتضح من يقف وراءها على وجه الخصوص، وعلى سبيل المثال.

 

كذا، بالنسبة للعلماء والدعاة والشيوخ - من دون الآخرين من رموز غير المسلمين الدينية - والإساءة إليهم، وإسقاط رمزيتهم، حيث تبين كثيراً وجود أطراف صهيونية تقف خلف تلك الحملات . كمثال: قناة ميميري الصهيونية التي فجرت قضية "إعدام ميكي ماوس" المختلقة لأحد الدعاة المشهورين، واختلاق الطائفيين لأكذوبة جهاد النكاح وإلصاقها بالعديد من العلماء والدعاة، والإساءات المتكررة للعلماء، والتي قال عن آخرها الشيخ عائض القرني في بعض تغريداته: إن "غالب الهاشتاغ المسيء للعلماء والدعاة مصدره صفوي مجوسي، يدعمه حمقى مغفلون دراويش لا يعرفون عدوهم  ... "الحسابات المسيئة للعلماء والدعاة لها صلة بأذناب إيران في المنطقة، وينشرها بسذاجة دراويش وحمقى أهل السنة"..

 

نعم، بالتأكيد لا ينبغي أن نلقي باللائمة على أطراف من أقليات دينية في عالمنا الإسلامي وحدها، ولا أجهزة تسيء للشعوب الأخرى لتحقيق مكاسب ذاتية رخيصة، وحدهما، من خلال لجان إليكترونية نشطة دائبة على التحريش بين المسلمين، وإنما يتوجب إلقاء اللائمة على ضعاف النفوس فينا أيضاً ممن ينجرفون ويتبعون كل ناعق، كما وصفهم علي رضي الله عنه، يميلون مع كل ريح؛ فالمتعين على كل مسلم فطن ألا يكون إمعة يساق كالأنعام إلى حظائر البغي والتحريش والعدوان لمجرد شائعة أو لمجرد حقيقة تخص أصحابها ولا تعمم على كل الشعوب المسلمة التي نعلم أنها تشمل البر والفاجر، الصالح والطالح.. يتوجب الحذر من هذا التحريش المتفشي والمتغلغل في كل وسائل التواصل مستفيداً من تفاعل المغردين والمدونين المنفلت من كل عقال، المنساق إلى كل فخ.