العبيديون الجدد: الإسلام عدوهم واليهود أبناء عمهم؟!
28 شعبان 1438
منذر الأسعد

هل من قبيل المصادفات الهجوم الصفيق على رموز المسلمين الفاتحين، والطعن في أئمة الإسلام وأمهات مراجع السنة النبوية، في موازاة التضليل القبيح والطعن في من يقول ما قاله الله عز وجل في نصوص مُحْكمة عن كفر الصليبيين، وتنطح قسس حاقدين لشتم مسلمي مصر سلفاً وخلفاً، بأن النصارى أصل البلد وأن المسلمين طارئون ومن أسلم من المصريين فقد أسلم خوفاً من السيف!!

 

وضغوط القبط باتت علنية لتغيير مناهج التدريس في الأزهر، مع التلويح بقرار غير مسبوق بمنع تعليم أبجديات الدين في مدارس التعليم العام، وظهور متنصر يزعم أنه "أزهري" على منابر المجوس الجدد، والسماح للملاحدة وأدعياء النبوة- بل الألوهية!!- بالظهور في قنوات فضائية؟؟؟؟ فضلاً عن جحود الحقيقة التاريخية المستمرة وهي المسجد الأقصى المبارك، في خدمة مجانية يتطوع بها خونة للعدو الصهيوني -يصفونه بأنه ابن عمهم-!! وإذا كان عبد الغرب ينكر أولى القبلتين بتزييف قطعيات التاريخ، فإن المجوس الجدد يلاقون جريمته بإنكار قطعيات الإسلام.. والمضحك المبكي أن المجوس الجدد يجحدون وجود الأقصى، لكنهم يتاجرون بقضية تحريره فيطلقون على أحقر ميليشياتهم الطائفية التي تتفنن في ذبح السوريين والعراقيين اسم: القدس!!

 

وما القدس من دون الأقصى؟ وهل يطمع نتنياهو من هؤلاء العملاء بأكثر من هذا؟؟

 

إن الطعن المتزامن لم يقف عند صلاح الدين الأيوبي ولا المظفر قطز ولا حتى عقبة بن نافع، فقد بلغ صحابياً جليلاً هو عمرو بن العاص فاتح مصر في عهد الفاروق، وهو عدو مشترك للصليبيين والمجوس معاً، وإن كان سبب العداء المباشر مختلفاً بين الفريقين الحاقدين.

 

في مقابل ذلك، يتم تزوير الغزو الصليبي -وخاصة حملة المجرم نابليون على مصر- فأصبح الاحتلال الوحشي تنويراً، ومقاومته تخلفاً ورجعية!!

 

عمل منهجي

رأى بعض الكتاب الأفاضل أن انطلاق حملة الافتراء على صلاح الدين مؤخراً، يرجع إلى سبب سياسي آني، فكلما كان النظام السياسي في مأزق حرَّك أدواته الذين يُطلق على كل منهم لقب مفكر ظلماً وزوراً، ليفتعل مشكلة فيهاجم مقدسات دينية أو رموزاً تاريخية تحظى بتقدير الناس فيتم إشغالهم عن عذاباتهم.

 

وتحليله سليم لكنه يسلط الضوء على السبب المباشر فقط، والدليل أن حملة تشويه صلاح الدين بدأها المذيع الـ..... يوسف الحسيني سنة 2014.

 

من الجلي أن المسألة ليست مجرد حملة تنفيس عابرة وإنما مشروع متكامل يرتبط فيه السياسي بالفكري بالديني وهو مشروع أزعم أنه إستراتيجي يرمي إلى تحقيق ما عجزت عنه الحملات الصليبية انتهاء بحملة نابليون ثم الاحتلال البريطاني.. أي انتزاع مصر من هويتها وخاصة أن اختزالها بهوية فرعونية ميتة كما جرى قبل ثمانين عاماً فشلت فشلاً ذريعاً.. وكذلك كان مصير فكرة القومية العربية بمعناها العنصري الاستعلائي المصادم للإسلام فانتهت بكارثة 1967 واحتلال سيناء!!

 

المناخ اليوم تجاوز محاربة أي فكرة إسلامية تتعلق بالشأن العام..الحرب باتت على الإسلام نفسه من خلال ثلاثة مسارات متكاملة، أولها: الطعن في ثوابت الإسلام كلها ورجالاته مع استثناء الخلفاء الراشدين مؤقتاً.

 

الثاني: تعزيز الروح الصليبية لدى النصارى المرتبطين بالمخططات الغربية وبدعم مطلق من اللادينيين المنحدرين من عائلات مسلمة من الثرثارين الذين جرى فرضهم كنخبة بالقوة..فهؤلاء يشتمون الفكر الديني ويعنون به الإسلام ثم لا يجدون غضاضة في الذود عن خرافات التثليث وعصمة الكهنة وامتهان المرأة النصرانية العربية المحرومة من حق الطلاق -دون نصرانيات كوكب الأرض كله -.

 

المسار الثالث: تمييع الصراع الذي فرضه المشروع المجوسي على الأمة بتصويره على أنه خلاف بين فئتين متساويتين في أحسن الأحوال.. والافتراء على أبطال الإسلام منذ الفتح حتى اليوم.. وتزيين قبح العبيديين والتعامي عن كفرهم وخيانتهم وظلمهم.. وليس الدفاع عن نيرون العصر بشار الأسد سوى العنوان غير المباشر لهذا المسار..

 

طموح القذافي الهالك

قبل عشر سنوات دعا طاغية ليبيا البائد معمر القذافي إلى إحياء الدولة العبيدية -تسمى زوراً: الدولة الفاطمية-(*) فتعامل الناس مع نكتة العقيد بالسخرية ليس لأنها فكرة مجنونة فحسب وإنما لأن قائلها الذي اعتادوا على تقليعاته هو "الواد مجنون ليبيا" -كما كان يصفه خصمه اللدود رئيس مصر الأسبق أنور السادات-.

 

لكن ما يجري الآن ليس نكتة قذافية حمقاء ولا حلم يقظة سفيه ألهب خيال مجنون عظمةٍ هلك، وإنما هنالك مؤشرات توحي بأننا أمام مخطط ماكر لاستعادة الدور الهدام الذي لعبه العبيديون في الكيد للإسلام ومسخ مصر والتحضير لاستقبال الحملات الصليبية..

 

_________________________________

(*) قالت اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية إن تسمية الدولة العبيدية بالفاطمية كذب وزور (للاطلاع عليها كاملة مع الأدلة: http://www.alriyadh.com/240297).