ما الفرق بين حرب طاغية تونس البائد على الصيام، والحرب الحالية عليه؟
كانت بذريعة ضعف الإنتاج فأصبحت باسم العلم!! وأما الصين الشيوعية فتمنع الصيام لمحاربة "الإرهاب"!!!
*******
هناك انتقال في مستوى التدني في الحرب على الإسلام من داخل دياره، فبعد الإخفاق الذريع في التحريض على عزل الإسلام عن الحياة وحصره في دائرة التعبد الفردي؛ أصبحت الحرب وقحة تطعن في ثوابت الإسلام..
والحملة الشرسة على فريضة الصيام أحدث صفحات هذه الحرب، التي تواكب الحرب العالمية على الدين الحق، ومطالبة الأمة بالرضوخ لإسلام مؤسسة راند الذي يحقق مصالح الغرب وأهواء ساسته.
إضعاف الإنتاج
في شهر رمضان المبارك قبل 57 سنة، أقدم طاغية تونس الهالك: الحبيب بو رقيبة على الإفطار علناً وهو يلقي خطبة منقولة تلفزيونياً، وشن حملة فاجرة تحض المسلمين في تونس على الامتناع عن صيام شهر رمضان، لأن الصيام في عقل ذاك التغريبي الصفيق يؤدي إلى ضعف الإنتاج الوطني!!
فما كان من العلامة الشيخ الطاهر بن عاشور، إلا أن تلا قول الحق تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة/الآية 183، ثم قال: صدق الله وكذب بو رقيبة!!
وسيق الشيخ الجليل إلى السجن كالمجرمين، مع أنه بالتأكيد كان يدرك مسبقاً أن جرأته على الطاغية لن تمر بلا عقاب!!
وسقط طغيان بو رقيبة على يد تلميذه الأشد فجوراً وطغياناً: زين العابدين بن علي. ثم ذهب إلى القاع الذي يستحقه في التاريخ، بينما حفظت الأجيال لابن عاشور موقفه المشرِّف..
وسقطت مع بو رقيبة ثم تلميذه الخائن أكذوبة أن الصيام يتعارض مع الإنتاج.
كيف يصدق الناس كذاباً فرضه الغازي الأجنبي على أنه "مجاهد أكبر" ويشكون في واقعهم الملموس، حيث ينشطون في مجالات عملهم على غرار سائر الأيام.. وربما ازداد عطاء البعض في شهر الصوم عما في سواه من الشهور، لأنه يحررهم من الأكل والشرب في وقت الإنتاج الحق..
كيف والعامة يعلمون علم اليقين أن معارك مفصلية في التاريخ الإسلامي وقعت في رمضان (فتح مكة – حطين- حتى الحرب العربية الوحيدة الجادة نسبياً ضد الصهاينة جرت في رمضان 1393 =1973م)!!
تزوير العلم
ليست هرطقات صبيانية كما قد يظن بعض الساذجين.. بل هي حرب منظمة تشترك فيها فضائيات وصحف ومواقع على المشبكة "الإنترنت"..
ففي مكان واحد- لن أذكر اسمه- قرأتُ ثلاثة موضوعات خلاصتها: أن الصوم كان عرفاً قبل أن يصبح عبادة، بينما يحرض فاجر آخر على التظاهر بالصيام، مشككاً في دين ملايين من المسلمين، ويخاطب القارئ: إذا تظاهرت بالصيام فلست وحدك، وكثير من الناس يفعلون ذلك!! ولو أن داعية وقع في زلة كهذه لهاجت حشرات التغريب واتهمته بالطعن في ضمائر البشر، وأنه مشروع تكفيري... إلى آخر معزوفاتهم المشروخة..
الموضوع الثالث يشكك في الفوائد الصحية لصيام رمضان باسم العلم!! وبلغ التهريج بالمجرم الذي كتبه، إدراج الذين يعانون من أمراض يضر الصيام بالمصاب فيها، كشاهد على أن الصيام يضر بالصحة!!
وتعامى هذا المجرم عن أن الفطر رخصة شرعية لكل مصاب بمرض يحكم الأطباء الثقات بأنه لا يستطيع الصوم، أو أن الصوم يضر به أو يؤخر شفاءه!! بل إن من يخبره الطبيب المسلم الثقة بوجوب الفطر حتى يبرأ من مرضه، يجب عليه الأخذ بالرخصة، لأن إيذاء النفس حرام شرعاً..
وهذه البديهيات يعلمها عامة الناس فكيف يستطيع حامل قلم أن ينحدر إلى هذا الدرك من الانحطاط القبيح؟
والمضحك المبكي أن هذا الكذاب الأشِر حشر موضوع الصيام مع قضية الإعجاز العلمي بطريقة سخيفة تنم عن حقد أعمى ودجل فج..
إننا نصوم امتثالاً لأمر ربنا، وليس بحثاً عن فائدة صحية؛ فإذا ثبت علمياً أن هناك فوائد للصيام فخير وبركة!!
ردود مفحمة
كشفت دراسة علمية حديثة، أن خفض السعرات الحرارية بنسبة 25% يمكن أن يساعد على إبقاء الشباب ويمنع ظهور الشيخوخة، والصيام قد يساعد أيضا على الوقاية من الأمراض المزمنة.
فوفقًا لموقع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أوضح الباحثون أن خفض الاستهلاك اليومي بمقدار 25% يضيف 0.6 سنة أقل إلى “السن الداخلي” سنويًا.
وقال المشرف على الدراسة الدكتور “دانيال بيلسكي”، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة ديوك: إن الشيخوخة البيولوجية أمر تدريجي يحصل لنظام الجسم ويحدث مع التقدم فى السن.
ولتأكيد نتائج الدراسة، قام الباحثون من جامعة ديوك بولاية نورث كارولينا بفحص بيانات 220 مشاركًا مدة سنتين، ووجدوا أنه بعد كل 12 شهرًا من المتابعة وتقليل 25% من حجم السعرات الحرارية في الوجبة، ارتفع العمر البيولوجي بمعدل 0.11 سنة، مقارنة مع 0.71 سنة بين أولئك الذين يتناولون نظامهم الغذائي العادي.
ويأتي ذلك بعد أن وجد باحثون من جامعة إلينوي، أن الصيام ينتج آثارا جيدة لإنقاص الوزن من التقليل اليومي من السعرات الحرارية لنظام غذائي نموذجي.
وأخيراً، أقول: جزى الله خيراً مجموعة علمية مباركة تنشط على الشبكة واسمها: الباحثون المسلمون، فهي تناقش القضايا العلمية من منظور إسلامي، في نطاق البحث العلمي في أحدث ما توصل إليه الباحثون في العالم، فتنسف أباطيل الملاحدة الذين يزيفون العلم لكي يستخدموا الدجل باسم العلم في الطعن بالإسلام..
وفي موضوع الصيام وعلاقته بالجوانب العلمية والصحية، أبدع هؤلاء الباحثون فنشروا عدة موضوعات علمية موثقة تدحض أراجيف الزنادقة الجدد، أيتام بو رقيبة..
وهذه عناوين بعض منشوراتهم لمن أراد الاطلاع عليها:
4516 - الصِّيام (فرض الله) والدِّراسات العِلميَّة 2
الالتهابات في الجسم
4520- الصيام (فرض الله) والدراسات العلمية
هل علمياً يؤثر صوم رمضان سلبًا على الكلى كما يزعم الملحدون؟
4522- الصيام (فرض الله) والدراسات العلمية:
مرضى السكري والصيام في رمضان
وهذا رابط حسابهم على موقع فيسبوك:
https: //www.facebook.com/The.Muslim.researchers/