الجزء الأول:
الحديث عن الهوية التي تؤسس لها هذه الطقوس ليس من قبيل الترف الفكري، بل حديث عن طرق التأسيس والتوظيف لهذه المؤسسة الإجرامية التي عاثت في الأرض فساداً، ووسيلتها التي خفي أثرها في التأسيس لذلك الإجرام وذلك الفساد، والذي شكل لهم الهوية، وحدد لهم القضية، ورسم لهم بدايات ومآلات الطريق..، وهو الذي يشكل لهذه الطائفة المارقة من الدين ومطلق الإنسانية البصمة التي تميزها عن غيرها، وهو الثابت القابل للاستحداث والتجديد، ولكنه في ذات الوقت غير قابل للتغيير والتبديل أو الاستعاضة..، فهم يعلمون ويطلبون البقاء والتميّز بتلك الطقوس وإلا فقدوا الخطوط العامة والأساسية لهوية التشيع، إذ إن التشيع بدون تلك الطقوس خاوٍ فكرياً وليس له رصيد من العمل أو الحركة في جوانب الحياة، ما يهدد شبكة العلاقات الاجتماعية فيه بالتلاشي، ثم تكون النتيجة السقوط المدوي والتداعي وطمس معالمه من الوجود، ومحو الأثر من ذاكرة التاريخ.
يعرف الجرجاني الهوية بأنها: [الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق، اشتمال النواة على الشجرة في الغيب](1).
ويمكننا القول عن هذه الطقوس: بأنها تشكل الجوهر والمظهر عند عامة الشيعة، كذلك هي تشكل وتؤسس لتلك المادة الإعلامية الدينية، والتي من نتاجها المحافظة على تلك الهوية، يقول الشيخ محمد السند في كتابه الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد 1/ 189:
[أحد وظائف الشعائر الدينية حيث تؤدي دور الإعلام والبث الديني، ومن نتائجها المحافظة على الهوية الدينية في بيئة المسلمين، لأنه لولا الشعائر فان الدين سوف ينكفئ شيئاً فشيئاً، وتتغير المفاهيم الدينية، بل تنقلب رأساً على عقب، وتصبح منكوسة الراية]
ولاشك أن تلك الطقوس ومن خلال التكرار المنتظم تؤسس لمجتمع يتميز بالخصوصية المطلقة والتي لا يمكن معه التناغم أو التآلف مع أي محيط لا يشركه الرأي في تلك الطقوس، وهذا التكرار لتلك الطقوس يؤسس ويرسخ المعتقد في الذهن والجسد، وذلك بحسب ما يسميه علماء الاجتماع؛ التطبع، خصوصا وأن تلك الطقوس ممتلئة بالشحنات الروحية والوجدانية، ومن خلال ذلك التكرار المنتظم تتم عمليات التنشئة وعمليات الاكتساب والتلقين الثقافي والعقائدي، الأمر الذي يسهم في ترسيخ القناعات والميول في الذات أو المجتمع.
لقد وجدت من خلال سبري للواقع والوقائع والتأريخ والجغرافية أن الدعوة إلى تلك الطقوس تخدير للذهنية الشيعية، بل هي عملية اغتيال للعقل، وخطف لتلك الروح التي طالما عرفتها محبة للخير مبغضة للشر، ولكنك تجد عجباً حينما تتلبس تلك الطقوس بهؤلاء البسطاء فتجعل منهم وحوشاً ضاريةً لا تعرف عدلاً ولا عقلاً، ومع كل ذلك فإن الشيعة على مر التأريخ وقيام الدولة أو الدويلات الخاصة بهم لم ينل عامتهم من تلك الحكومات سوى البؤس والحرمان، فيما يتمتع فيها المراجع والقادة بالمال والنساء والضياع، وكأنك ترى الشيعة قد أبرموا عقداً مع حكوماتهم، فللعوام حرية التعبد، وللحكومات الفضاء المطلق في العبث بالمال العام ومقدرات الشعب والبلاد.
وكثيراً ما كنت أراجع ما كُتب حول الثورة الحسينية ومن مختلف المصادر؛ فوجدت أن حقيقة أهداف عاشوراء قد مسخت وطمست عبر تلك الطقوس، كما لاحظت ملياً استغلال واستثمار تلك الطقوس في التخدير والتغرير في ذات الوقت، وبشكل عام فان قوة تلك الطقوس في تشكيل هوية المجتمع وتحقيق تطلعاته وبث خططه أمر لا يمكن إخفاءه، كما لا يخفى أن تلك الطقوس والمجالس تعتبر الملاذ الأخير لجميع الشيعة في العالم، فمن خلالها يمكن التعبير عن مناهضة أي حكومة قائمة أو هالكة بصور متعددة دون أن تجلب لأصحابها التهمة أو الشنعة.
عناصر الهوية في تلك الطقوس:
تحمل الطقوس الشيعية عناصر عدة شكلت الأساس والعلامة الفارقة للهوية الشيعية المميزة، وإن أهم تلك العناصر:
1 – الولاء والبراء،حيث تبرز الطقوس وبشكل جلي عقيدة الولاء والبراء، وترسم ملامحه وشواهده أمام الخاص والعام، فهذه الطقوس ليست أدوات لجلد الذات أو مجرد انفعالات تعبر عن حالة من التعاطف لمشاهد الطّف، بل هي دعوة صميمية لتولي وتبني كل مظاهر التشيع، والبراءة والعداء لكل مظاهر التسنن، يقول الشيخ رضا باباني:
[ولا داعي للتذكير بأن إقامة العزاء الحسيني هو من أبرز مصاديق التولي والتبري، إذاً فالبكاء والعزاء نقطة البداية في إحياء أصل من أصول الدين وهو الإمامة، فتقوى بذلك شوكته.](2)
وعن الإمام الصادق في تفسير قوله تعالى:[الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُون] [الأنعام: 82]، قال آمنوا بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله، ولم يلبسوه بظلم، أي لم يخلطوه بولاية فلان وفلان – أي الإيمان بحكومة أبي بكر وعمر –](3).
ومن خلال هذا الإطار وتلك الدعوة فإنه يؤسس لذلك المجتمع الذي يرفض ابتداءاً التعايش مع محيطه السني، ويتدين بالعداوة له، والعمل على زعزعته، ونشر الفتن والفوضى فيه، وتمزيق نسيجه من أجل التهيئة لإجتثاثة واستئصاله، وليس هنالك من بأس في أن تبدأ مظاهر العداء وشواهده من قاعدة الهرم؛ وهي المجتمع، أو من قمته؛ وهي الحاكم السني، فأما تناولهم لقمة الهرم في المجتمعات السنية، فشواهد التاريخ في ذلك كثيرة منها وأبرزها؛ طريقتهم في اغتيال عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي وأمثالهم من قادة الأمة في القديم والحديث، وأما استخدامهم للقاعدة وتأليبها وتحريضها على قادة الأمة فيتجسد في كثير من مشاهد التاريخ؛ أبرزها طريقة اغتيال الخليفة الراشد: عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه.
وهذه الطقوس لا تمثل عند الشيعي مجرد أيدلوجيه، وإنما هي العلم والعمل الشامل والمحيط، بل هي وحي السماء، كما صرح بذلك بعض زعامات التشيع، وهي الميزان المستقيم، والحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهي تلك المنظومة القيمية والتي تحدد لأي شيعي السلوك العام في المجتمعات المؤالفة والمخالفة، وهي الخط النسبي المستقيم الذي يوصلهم لهدفهم المنشود ولو كان بتلك المرحلية البطيئة، ويمكننا القول إن التشيع يتمحور في كل مكان وزمان على تلك الطقوس حيث أنها تحمل كل عناصر التشيع، كما أنها تحمل كل أسباب البقاء والديمومة، وهي أفضل الأدوات على الإطلاق في إعلان الهوية الشيعية المشتركة، فمن خلال تلك الطقوس يمكن الإشارة إلى قوة الحضور الشيعي وتمكنه في تلك البلاد التي سمحت بتلك الطقوس، ومن خلالها أيضا يمكن معرفة حجم الضغط للقوى الشيعية السياسية، وذلك من خلال النظر إلى مآلات تلك الطقوس والتفاوض مع تلك الحكومات وفق تلك الدلائل والمؤشرات.
إن الشعائر أو الطقوس هي أقوى وأشد رسوخاً في حياة الإنسان، بل هي أشد رسوخاً من العقيدة نفسها، وذلك لأنها سهلة المنال، ولأنها تعبير حقيقي وصميمي عما تجيش به تلك النفس من عقد وكوامن، ولأنها تعبير صارخ لكل تلك الخلجات والضمائر، ولأنها تعبر عن عيد حقيقي لتلك الطائفة تنتظره كل عام ليزيح همها، ويزيل كربها، لذلك من الصعب إزالة تلك المظاهر، بل إنها أصعب من إزالة الاعتقاد نفسه، وذلك بسبب التعامل المباشر مع تلك الظواهر والطقوس.
وما لا يكون بالفكر والعقيدة، قد يمكن أن يكون بالتصور والعقل الجمعي. وبهذا العقل يمكن اختزال كل العقيدة بتلك الطقوس والمظاهر، بل ربما بمظهر واحد، ومن ثم يكون هذا المظهر هو العقيدة نفسها التي يقوم عليها الولاء والبراء وبصورة مطلقة.
إن هذه الروح المأزومة والتي تقوم بكل تلك الطقوس وتشكوا في كل حالاتها من الضعف والاستضعاف والمظلومية تلتئم وتطيب أثناء قيامها بهذا الفعل، كما أنها تتفاعل مع الروح الثورية التي تساعدها على الحركة والهيجان وبشكل منفلت، فتقف مانعاً وعائقاً أمام أي جسم أو كائن غريب؛ وهي النواة لكل راكب وداعي لأي ثورة تنفس ابتداءاً أو تعبر عن تلك الطقوس، وان كان ذلك الداعي هو الشيطان الرجيم...
والطائفة ومراجعها مدركون لتلك الحقيقة، لذلك فهم من أحرص الناس على بقائها وإدامتها،
وفي ظل هذا المخاض العسير؛ يجب علينا أن ندرك حقيقة مطردة ألا وهي أن الشعوب دائما وأبداً منتجة للمعتقدات الشعبية الممزوجة بالخرافة والأساطير إن خلت من قيام دعوة الحق..، فعلماء الملة هم وحدهم دون سواهم يمثلون المصفاة التي تنقي كل تلك المنتجات الملوثة بالخرافة والوهم، وإذا ما تعطلت تلك المصفاة، تلوث مناخ الأمة كله، وصار من المستحيل ديمومة الحياة فيه.
الجزء الثاني:
عداءٌ دائم، وثأرٌ قائم:
في هذا الجزء سنتكلم بإيجاز عن العنصر الثاني من عناصر الهوية الشيعية والتي تشكلها تلك الطقوس؛ ألا وهي صفة العداء الدائم، والثأر القائم مع الأمة السنية.. وهذا العداء لا يكاد يخفى إلا على سارحة ألإبل، أو بهيمة الطريق؛ كيداً وضراً، ولو نظرنا إلى كل طقس من تلك الطقوس لوجدناه فيضاً من العداوات والثارات التي لا تنتهي، وهذه الطقوس تعتبر بحق مظاهرة ضد أهل السنة والجماعة شعوباً وحكومات، كما صرح بذلك أحد مراجعهم: [إن تلك الأعمال – أي الطقوس – كتظاهرة كبرى ضد أعداء الحسين سلام الله عليه، الذين يخطئّون الحسين سلام الله عليه في قيامه ضد الدولة الأموية ويبررون إقدام يزيد على قتل الحسين، وهؤلاء موجودون بيننا وفي عصرنا بكثرة](4).
فهو عند البكاء، يتوجع وفي داخلة تلك العقبة الكؤود التي يجب إزالتها من أجل إقامة حكم الشيعة والذي هو في نظرهِ – حكم أهل البيت سلام الله عليهم – وحين يلدم على رأسهِ فإنما يوبخ نفسه التي تأخرت في أخذ الثأر من ذلك الشاخص السني، بغض النظر عن ماهية هذا الشاخص بشراً كان أم حجراً.. وحين يضع ثنايا السيف على مفرق رأسهِ فإنما يهيئ نفسه المترعة بالغل والحقد لأن يعمل هذا السيف ملياً في رؤوس أهل السنة وفي مقدمتها رؤوس أولئك الحكام الذين يتقربون إلى الله بالحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلوات ربي وسلامه عليه.
إن مثل تلك الطقوس وأثرها في عامة الشيعة، كمثل قدر كبير وضع فيه عامة أهل التشيع، ثم وضعوا على نار تلك الطقوس فزادتهم نضوجاً لغاية تلك النار المتأججة.
إن العمل بتلك الطقوس يحقق أموراً كثيرةً هي في صالح تلك العقيدة الثأرية؛ منها:
• تهيئة العوام نفسيا وآيدلوجياً لتلك العقيدة.
• تدريبهم على إيقاع تلك الأحقاد على أرض الواقع السني، فإن تلك الطقوس تعتبر الأصل والأساس في الإعداد والإيجاد والإمداد لتلك الحرب التي يستأصل فيها شأفة أهل السنة والجماعة؛ يقول أحد مراجعهم:
[أضف إلى ذلك أن قيامهم بتلك الأعمال – ويقصد التطبير - هو بمثابة تدريب وتمرين على خلق الروح النضالية الفعّالة والمعنوية العسكرية الراقية لا تتحقّقان لدي شباب الأمة بمجرد بعض التمارين الخالية الجوفاء والتمثيليات الفارغة التي لا تخلق سوى جيشاً انهزامياً فراراً غير كرار، يصدق عليهم قول الشاعر العربي القديم: وفي الغزوات ما جرّبت نفسي في الحرب ولكن في الهزيمة] ويقول أيضا: [أجل! إن الاستهانة بالموت تحتاج إلى تهيّؤ، وتدريب جدّي وتمارين شاقة خشنة، وإلاّ فالواقع ما قاله البطل الثائر زيد بن علي بن الحسين: ما كره قوم حرّ السيف إلاّ ذلّوا.](5).
• التذكير الدائم بتلك العقيدة المأزومة والتي عبروا عنها بتلك الكلمات التي تقول: [كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء]، وهذا يعني أن الشيعي ينبغي أن يعمل على أن تكون كل أيام أهل السنة والجماعة، مملوءة بالقتل والدماء والأحزان، والمآتم والحسرات، كما حصل في يوم عاشوراء سنة أربعين للهجرة، كما أن هذه الصورة الدموية لا يجب أن تقتصر على أرض دون أرض، وإنما كل الأرض يجب أن تتحقق فيها المأساة التي جرت في كربلاء، لذلك هم يؤكدون: وكل أرض كربلاء..، ولك أن تتصور الشيعي وما يعتمل في صدره وهي يلدم على الرأس والصدر وهو يردد:
ياللي ماتنسى ثارك
ملينا انتظارك
يتأملك.. يالمنتظر
ضلع الوديعة
تأمل كيف يخاطب المهدي – المعدوم - بذلك الخطاب الذي يشي بتأخر تحقيق عملية الثأر من أولئك الذين يترضون على ذلك الرجل الذي كسر ضلع فاطمة الزهراء سلام الله عليها..
تأمل هذا التحرق الكبير واللهفة العارمة من أجل تحقيق هذا الثأر وإيقاعه على الأرض،
فهو بتلك العملية وتحت إيقاع ذلك النغم لا يجلد ذاته كما يتصور بعض الواهمين، وإنما يتطلع إلى رقاب المخالفين فيعمل فيهم السيف.
ولأن هذه الطقوس تعزز وتؤكد وتقرر أن أهل السنة قاطبة هم الأعداء الحقيقيون لأئمة أهل البيت سلام الله عليهم، وأن كل ما جرى من ظلم وظلامات عليهم، وعلى عامة الشيعة، إنما هو لتولي أهل السنة الحكم، وعملهم بشريعة أبي بكر وعمر المبرزان والمقدمان في الظلم، وذلك من خلال اغتصابهم للخلافة الحقة، وهضمهما وكسرهما لضلع ابنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك فإن هذه الصورة العريضة من المظالم والتي تصورها تلك الطقوس تجعل من المستحيل التسامح أو التغافل عن ذلك الثأر ولو عن ذلك الشيخ الكبير أو ذلك الطفل الرضيع.
وإن شئت فاسمع إلى ذلك الرادود وهو يغرس في نفوس أولئك اللاطمين ذلك المعنى العريض:
يابن الغوالي...ماتبقى غايب
لابد تصح ساعة فرج تعلن قدومك
شفت العجايب.. من ها النواصب
لو تذبح اللي بالمهد.. ماحد يلومك
يعتقد الكثير ممن سار في دروب الغفلة واستهوى غوايتها واستلهم من سرابيلها حتى غدت عنده الأوهام التي ضاقت بها الأحلام حقائق مسلمة، أن تلك الطقوس عمل تعبدي صرف وليس له تعلق بسياسة الدولة التي يقام فيها.. مع أن الحقيقة الشاخصة وبقوة، والتي يجب على جميع أهل السنة أن يدركوا حقيقتها وكنهها، أن هذه الطقوس هي دين وسياسة معاً، فبالقدر الذي يسعى فيه أولئك الذين يمارسون تلك الطقوس، والدافع الرئيس لهم ابتداءً هو الحصول على الثواب، وإلا لما سعى واتعب نفسه وأهله بالسير لمئات الكيلو مترات سعياً في طلب الشفاعة والثواب من ذلك الإمام الذي يتوجه له بذلك المسير، وليس عبثا ذلك المسير من ذلك المريض وتلك المرأة التي لا تنجب وتلك الأم التي فقدت ابنها في تلك الحرب العبثية والتي لا يدري من الذي أشعلها ومن الذي سوف يطفيها، كل أولئك السائرون إلى تلك القبور والقائمين في ثنايا الطريق وجوانبة من أجل تقديم خدماتهم إلى أولئك – المشاية – كل أولئك يرومون تحقيق أحلامهم ورغباتهم عبر ممارسة تلك الطقوس، لكنه وهو يسعى جاهدا لنيل تلك الأماني العريضات، لم يغب عنه السعي الجاد والحثيث من أجل تحقيق الغاية الأساسية من تلك الطقوس، وهو نشر وبسط الهوية الشيعية في كل شبر تطئها قدمه.
______________________________
(1) التعريفات للجرجاني 314.
(2) مجالس العزاء الحسيني بدعة ام سنة ص 338.
(3) الكافي: 1/ 413 .
(4) والحقيقة إن أعداء الحسين رضي الله عنه في نظر علماء الشيعة وعامتهم ليس فقط أولئك الذين يخطئّون الحسين رضي الله عنه في خروجه على يزيد رحمه الله - وان كانت المسالة ليست كما يصورها هذا المرجع - وإنما هم كل من يقدم أبي بكر وعمر على علي بن أبي طالب ويترضى عنهما، روى العلامة المجلسي في البحار 69/135: [حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن الناصب هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت - والجبت والطاغوت كناية عن أبي بكر وعمر - واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب.] وعلى هذا إجماع الطائفة.. ومن هنا نعلم أن علماء الشيعة وعامتهم يعتقدون بان جميع أهل السنة هم أعداءٌ للإمام الحسين رضي الله عنه بناءاً على ذلك الموروث، لذلك فالناصبي – السني – عندهم أنجس من الكلب وأخبث من الخنزير ولا ينبغي دفنه.. بل تركه في العراء كي تأكله الكلاب والسباع..كذلك لا ينبغي الصلاة عليه وإن صلي عليه اضطراراً فينبغي لعنه سراً، روى الفاضل الهندي في كشف اللثام 1/ 34: [إياك أن تغتسل من غسالة الحمام ففيها يجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقا أنجس من الكلب وان الناصب – السني - لنا أهل البيت لأنجس منه] قال ابن إدريس: وهذا إجماع وقد وردت به عن الأئمة عليهم السلام آثار معتمدة قد أجمع عليها، لا أحد خالف فيها فحصل الاتفاق على مضمنها ودليل الاحتياط يقتضي ذلك].
(5) الشعائر الحسينية في الواقع الفقهي شاشة: 356.