انتفاضة كشمير المستمرة
15 رمضان 1438
خالد مصطفى

تشهد كشمير المحتلة احتجاجات مستمرة وصدامات مع قوات الاحتلال الهندية في حلقة جديدة من مقاومة الشعب المسلم في كشمير ضد الاحتلال الغاشم..

 

قضية كشمير التي أدت إلى اندلاع عدة حروب بين الهند وباكستان لا زالت تثير أزمات بين البلدين تصل إلى حد الاشتباكات المسلحة وسقوط قتلى من الجانبين...

 

تتجاهل الهند بعنجهية قرار الأمم المتحدة القاضي بحق شعب كشمير في تقرير مصيره الصادر عام 1948 وترفض الانصياع لمطالب الشعب الكشميري بالاستقلال وتمارس أقصى درجات القمع والعنف ضد أي حركة تسعى للتحرر..

 

وتتمسك الهند بكشمير لأسباب عديدة من أهمها:إن الهند تعتبر كشمير عمقا أمنيا إستراتيجيا لها أمام الصين وباكستان, كما تنظر الهند إليها على أنها امتداد جغرافي وحاجز طبيعي أمام دولة باكستان المسلمة حتى لا تتهدد الأوضاع الداخلية في الهند ذات الأقلية المسلمة الكبيرة العدد, كما تخشى الهند إذا سمحت لكشمير بالاستقلال على أسس دينية أو عرقية أن تفتح بابا لا تستطيع أن تغلقه أمام الكثير من الولايات الهندية التي تغلب فيها عرقية معينة أو يكثر فيها معتنقو ديانة معينة..

 

الطريقة التي تتعامل بها الهند مع قضية كشمير لا تختلف عما يجري في فلسطين من الاحتلال الصهيوني من قتل وتدمير واعتقالات وتغيير للتركيبة الديمغرافية..

 

الشعب الكشميري أشعل العديد من الانتفاضات ضد الاحتلال الهندي ودفع ثمن ذلك من حريته وحياته ورغم رهان الاحتلال على نفاد صبر الشعب الكشميري مع الوقت إلا أن ذلك لم يحدث واستمرت المظاهرات والصدامات وحركات المقاومة بشكل متواصل وهو ما أدى لارتباك الاحتلال وتزايد ممارسته للعنف وتوزيع الاتهامات هنا وهناك للتنصل من المسؤولية عن الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب الكشميري...

 

مأساة الشعب الكشميري لا يمكن أن تنفصل عن المعاناة التي يعيشها المسلمون داخل الهند خصوصا مع وصول حزب هندوسي قومي للحكم مؤخرا وإفساحه المجال للمتطرفين الهندوس من أجل ممارسة أبشع أنواع العنصرية ضد المسلمين حيث تزايدت جرائم الكراهية ضدهم وانتشرت العديد من الفيديوهات التي تظهر وحشية الاعتداءات على المسلمين وسط حماية من الحكومة التي أصدرت مجموعة من القرارات المناهضة للمسلمين والداعمة للمتطرفين..

 

المقاومة الكشميرية صعدت من هجماتها على جنود الاحتلال وأوجعتهم بشدة ولا يمر يوم إلا وتنشر وسائل الإعلام خبرا عن عملية للمقاومة وهو ما استفز قوات الاحتلال التي قامت بعمليات اغتيال ضد قادة المقاومة وهو ما أثار غضب الشعب الكشميري ووسع من الانتفاضة الشعبية ضد الاحتلال..

 

الهند كلما شعرت بالاختناق في كشمير قامت بالتحرش بباكستان والهجوم عليها قولا وفعلا من أجل حجب الرؤية عن المجتمع الدولي عما يجري في كشمير من ظلم واضطهاد وتنكيل وهو أمر ظاهر للعيان خصوصا مع وجود قرار دولي منذ عشرات السنين لم يتم تنفيذه حتى هذه اللحظة في تكرار قبيح لتجاهل المؤسسات الأممية للمحن والشدائد التي تعصف بالمسلمين حول العالم دون تدخل رادع من أجل وقفها.