خط ترامب الأحمر بعد خطوط أوباما: "نكتة" طرد إيران من الشام!!
20 رمضان 1438
منذر الأسعد

المسافة بين ادعاء واشنطن أنها ستطرد إيران من سوريا، وبين سلوكها على الأرض،تقاس بالسنين الضوئية!!
***

 

هذا الاستنتاج سيثير المتعجلين وقراء العناوين.. وسيعارضون بالإشارة إلى أن  الطيران الأمريكي سدد ثلاث ضربات  للمليشيات العميلة لخامنئي، على تخوم منطقة التنف الواقعة على مثلث الحدود بين سوريا وكل من العراق والأردن.

 

وهذا صحيح، لكنه يتجاهل أن الضربات محدودة،ولا تنطوي على أي تغيير في الإستراتيجية الأمريكية،المستمرة منذ انطلاق الثورة السورية في مارس 2011م!!

 

سليماني يتحدى!!
كشفت وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن ميليشيا لواء "فاطميون" تمكنت من الوصول إلى الحدود العراقية السورية، وحطموا بذلك الخطوط الأمريكية الحمراء التي تحاول فرضها في البادية السورية.

 

وفي التفاصيل، وصلت ميليشيا لواء "فاطميون" برفقة قائد فيلق القدس اللواء "قاسم سليماني" الى الحدود السورية-العراقية والتي تعتبر برمتها منطقة صحراوية.

 

ونشرت وسائل إعلام إيرانية، نهاية شهر أيار/مايو صورا لـ"سليماني" أثناء تواجده في الأراضي العراقية برفقة عدد من عناصر الحشد الشعبي.
وذكر موقع "شهداء إيران"، أن "اللواء سليماني يتواجد على الحدود العراقية السورية بعد تقدم الحشد الشعبي وسيطرته على القرى القريبة من حدود سوريا".

 

وظهر سليماني واقفًا مع عدد من مقاتلي الحشد الشعبي، فيما علقت حسابات إيرانية على "تويتر" على الصورة بالقول إن "الأرض التي تربط سوريا بإيران تقترب كل يوم".

 

وأعلن الحشد الشعبي، يوم الجمعة عن وصول قواته إلى الحدود العراقية السورية، لافتًا إلى أنه "سيشارك عملية عسكرية لتطهير الحدود".
وتسعى إيران للوصول إلى معبر "التنف" الذي تتمركز فيها قاعدة أمريكية وبريطانية، ذلك المعبر الذي يقع على مقربة من الطريق السريع الرابط بين بغداد ودمشق وعمّان.

 

"الحيوان" باقٍ ويتمدد!!
إن أي طفل مميز يستطيع الجزم بأن سليماني أذل وأنذل من أن يتحدى أمريكا!! فمعنى تمدده الأخير أنه وصل بضوء أخضر أمريكي، وليس بمراجله المضحكة!!

 

قبل شهرين،كشف دبلوماسي روسي انقلاب ترامب على مزاعمه السابقة حول " الحيوان"- الوصف الذي أطلقه على بشار.. ولم يصدر نفي رسمي أمريكي لادعاءات الدبلوماسي الروسي..

 

ففي تاريخ 26 أبريل/ نيسان أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسفراء في مجلس الأمن الدولي أن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد لا يشكل "عقبة" أمام إنهاء النزاع، بحسب ما نقل ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة الثلاثاء.

 

وترامب الذي كان قد وصف الأسد بأنه "جزار"، قال خلال مأدبة غداء الاثنين في البيت الابيض مع 15 سفيرا في مجلس الأمن، إنه يعود للشعب السوري تقرير مصير الرئيس السوري، بحسب ما أكد ممثل روسيا بيتر ايليتشيف.

 

وأضاف ايليتشيف لوكالة فرانس برس "قال (ترامب) ان مصير الأسد ليس عقبة".

 

وأوضح أنه بالنسبة إلى دونالد ترامب فإن "بقاء (الأسد) أو رحيله ليس مهما. المهم هو العملية السياسية ووقف إراقة الدماء والاعمال القتالية (...) وعندئذ الشعب سيقرر"!!

 

وفي الوقت ذاته،أكدت مصادر ميدانية مطلعة في الداخل السوري أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، اتفق مع الجانب الروسي على تسليم الأسد الحدود السورية العراقية وخصوصا منطقة التنف لعصابات بشار!!

 

سوريا أكبر من التنف
كما يقول الأستاذ غازي دحمان: لا يمكن حصر محاربة النفوذ الإيراني عبر إغلاق طريق أو طرق إمداد لوجستية برية بين سورية والعراق، على رغم أهمية مثل هذا الأمر، ذلك أن إيران صنعت على مدار السنوات الست السابقة بنية عسكرية وأمنية متكاملة، واختبرت طرقاً وأساليب كثيرة للتعامل مع التطورات الطارئة، بما فيها إيجاد بدائل لنقل الأسلحة من إيران عبر إنشاء مصانع في أجزاء من الأراضي السورية للصواريخ الإيرانية، في حماة والقلمون، كما أنها أغرقت الساحة السورية بميليشيات أجنبية وميليشيات صنعتها محلياً لدرجة لم تعد معها بحاجة إلى تغذية قواتها بمزيد من العناصر في المدى القريب، مع إدراكها أن طريق بغداد- دمشق لن يبقى مغلقاً إلى آجال بعيدة.

 

وتهمنا شهادة  دحمان هنا -وهي اعتراف غير مباشر- لأن الرجل ليس من الذين يسيئون الظن بسياسات واشنطن، بالرغم من كل كذبها على السوريين على مدى السنوات السبع الماضية، ورعايتها لوحشية بشار  وحرصها على منع الثوار من الحصول على أسلحة دفاع جوي حقيقية!!

 

وهو يمضي مع أوهامه فيقول:

لا شك في أن روسيا تواجه تطورات غير محسوبة في سورية، فهي لا تستطيع ولا تريد التخلي عن إيران، لأن ذلك سيرفع أكلاف وجودها في سورية، وهو ما لا تحتمله، على الأقل قبل أن يتم القضاء على كل ممكنات الثورة السورية وإخضاعها وإعادة بناء البنية الأمنية والعسكرية للنظام، وهذا يحتاج لسنوات.

 

بيد أن أميركا بنت قضية متكاملة لإخراج إيران وعزلها عن سورية وعن المنطقة، وتشتمل عناصر هذه القضية على أمن الحلفاء في الأردن وإسرائيل والخليج، ومستلزمات التوصل إلى حل في سورية، والقضاء على «داعش»، وتقليم أظفار الميليشيات الشيعية، وإنجاز هذه الأهداف لتحقيق حل واقعي لأزمة المنطقة بات يستلزم حكماً إخراج إيران وتوابعها من المنطقة.

 

وهذا ليس سوى أحلام يقظة تحظى برهان قلة من السوريين بتأثير اليأس لا أكثر، وهي أحلام يكفي لنسفها رصد ما تفعله فرق القتل الصفوية بإقامة حزام رافضي ينطلق من محيط دمشق الذي تم تغيير تركيبته السكانية بالتهجير القسري -بتواطؤ مفضوح من الأمم المتحدة-  وها هو يمتد إلى القنيطرة ودرعا، لتثبيت  حزام الحماية الإستراتيجية للاحتلال الصهيوني في الجولان الـمَبيع!!