15 شوال 1438

السؤال

زوجي يريد أخذ راتبي الشهري رغما عني، بحجة فقره، هو بالفعل لديه معاناة، لكن لديه عمل وراتب جيد، فما العمل؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقد جعل الله سبحانه للذَّكَر والأنثى حقوقاً معلومة، وأمر بأدائها واحترامها والعدل فيها.

فلا يجوز لأحد أن يتعدى على حقوق الآخر، وهذه مسألة عظيمة.

 

ولذلك يقول الله جل وعلا عن ولي اليتيم أو اليتيمة: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا}

وأيضاً فالله سبحانه وتعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}

 

والنبي صلى الله عليه وسلم بيَّن في الأحاديث الصحيحة إن الأموال والأعراض والدماء حرام.

 

نعم هذه مسألة موجودة اليوم، بل منتشرة، وهي تَسَلُّط بعض الأزواج على نسائهم في أموالهن وحقوقهن، وهو حرام صريح، إلا ما طابت به نفسها له.

وأؤكد هنا، أن مجرد الرضا باللسان ليس كافياً، بل يلزم طيب النفس.

 

وكثيرا ما ترد الأسئلة عن إكراه أو إرغام الأخ أو الزوج أخته أو زوجته على التنازل عن حقوقها من الميراث أو الراتب أو غيره والضغط عليها بطرق مختلفة لتقبل وتذعن، وهذا حرام لا يجوز.

 

والإكراه يكون على نوعين يكون حسياً ويكون معنوياً، يكون حسياً لمن يملك قوة الإكراه كما هو موجود، ويكون معنوياً باستغلال الرحم وغيرها؛ ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ} ما قال لساناً، قال: {نَفْسًا} أي حقيقة.

 

فكذلك مع الزوج، فبعض الزوجات تقبل بالضغط وتقول: ضَغَطَ عليَّ وأنا غير راضية، وهو يعرف أني غير راضية فقط أوقِّع إرغاما وإذعانا.

 

حتى بعضهن تقول أوقِّع إجباراً على أن يستلم الراتب ويحوّل إلى حسابه، وهذا لا يجوز ومحرم وسحت إلا بالرضا الكامل.

 

لكنني في النهاية أوصي الأخت، أقول لها: ما دام زوجك فقيراً فلا بأس أن تساعديه بطيب نفس، ومساعدتك له إلفة بينكما ومودة ورحمة، ورعاية للأسرة، وتلك المساعدة ستعود إليك وعلى أولادك، وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم لزوجة ابن مسعود: "زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ"، فإنه من الصعوبة بمكان أن تكون هي غنية وثرية وهو فقير محتاج، فهذا يعرض البيوت للفشل والنزاع، لكن أن يتسلط عليها فهذا الذي لا يجوز. والله أعلم.