خرافة الحرب " النظيفة" بلا دماء!! أين جثث الدواعش؟؟ وأين الجرحى والأسرى؟
16 شوال 1438
منذر الأسعد

من منا ما زال يذكر تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين منذ 2014م عن أن الحرب على تنظيم داعش تتطلب ما بين 15 و20 سنة؟!!

 

من الضروري ألا ننسى تلك التصريحات، لأنها المفتاح الرئيسي لفهم مسرحية إيجاد داعش وآليات تحريكه والأهداف الحقيقية من وراء اختلاقه وتضخيمه.

 

الصور الحاضرة والغائبة!!
لا داعي لاستعادة الأسئلة الساذجة عن كيفية سيطرة 700 داعشي على مدينة الموصل التي كانت تتمركز فيها ثلاث فِرَق عسكرية عراقية مدججة بالأسلحة الثقيلة ويتوفر لها غطاء جوي كثيف.. فالمشهد نفسه تكرر في مسرحيات تبادل السيطرة على مدينة تدمر وسط البادية السورية بين داعش وعصابات بشار..

 

تلكم أسئلة إستراتيجية لا يصغي إليها المتاجرون بالقضية المصطنعة من محليين وإقليميين ودوليين.. حسناً فلنطرح أسئلة تكتيكية بسيطة وبديهية ..

 

أين جثث قتلى داعش بعد أن استعاد جيش العبادي السيطرة على معظم أنحاء مدينة الموصل؟ وأين الأسرى؟ لماذا لا نرى سوى مناظر المدنيين في صنفين من الصور، صنف للتضليل الخارجي حيث تجد جنود المرجعية يقدمون الماء والحليب للأطفال الخارجين من جحيم الحرب!! وصنف لترهيب من تبقى من أهل السنة وشحن الحقد الطائفي لدى جمهور الصفوية الجديدة: التفنن في قتل المدنيين حتى داخل سياراتهم وأمام زوجاتهم وأولادهم؟

 

نحن لا نبحث عن إبرة في أكوام قش ضخمة.. نحن نسأل عن 35 ألف داعشي -بحسب المعطيات الرسمية العراقية والأمريكية!!- تجمعوا في أكبر مدينة سنية عراقية -بعد بغداد التي نجحت وحشية سليماني وأدواته في تشريد أكثرية أهلها وهم من أهل السنة تاريخياً منذ أن أنشأها أبو جعفر المنصور!!-
البدايات المسكوت عنها

 

 

كشف تقرير في الصيف الماضي،  عن العلاقة التي تربط "تنظيم الدولة"،  ورئيس النظام السوري بشار الأسد.

وقال إن "تنظيم الدولة يعمل كأداة لضرب البنية التحتية للمدن السنية،  بإيعاز من إيران التي لا يستهدفها إلى ببيانات رنانة مملة".

وأشار التقرير إلى أن قيادات التنظيم فرت من سجن أبو غريب بتواطؤ من الحكومة العراقية.

 

 

وعرض التقرير مقطعا مصورا لوزير العدل العراقي الأسبق حسن الشمري،  قال فيه معلقا على هروب قيادات التنظيم،  إنها عملية مدبرة ومتعمدة،  مضيفا،  "هذا استنتاجي وتحليلي،  وإلا كيف يغيب فوج كامل عن مسك السجن،  كيف يحصل هذا".

 

 

وتابع،  ما حدث كان "عبارة عن خرق أمني من الخارج،  اقتحم السجن بتواطؤ من داخل السجن،  وهذه مؤامرة مدبرة تشترك فيها رؤوس كبيرة".

 

 

واستطرد "الأجهزة الأمنية التي كانت تتواجد لحماية السجن انسحبت بشكل كامل،  هنالك ترتيب معين أدى لخروج هؤلاء القتلة،  وربما يتعلق الأمر بملف سوريا".

 

 

وربط التقرير  الذي بثه موقع "بغداد بوست" بين الهجمات التي استهدفت عواصم أوربية وبين تهديد مفتي النظام السوري أحمد حسون الذي قال " ابناء لبنان وسوريا سينطلقون ليكونوا "استشهاديين" على أرض أوربا".

 

وعندما بدأت المدن السورية تشهد احتجاجات شعبية سلمية في ربيع 2011،  عمدت مخابرات بشار إلى إطلاق سراح جميع المسجونين بقضايا أمنية،  أو متعلقة بالجماعات «الجهادية»،  وكان في مقدمتهم علي موسى شواخ الملقب بـ»أبو لقمان»،  والي الرقة في حكومة البغدادي الكاريكاتيرية.

 

ويؤكد المحلل  العراقي هشام الهاشمي أن: « القادة الـ 17 إلى 25 الأهم من قادة داعش كانوا من نزلاء السجون الأمريكية بين عامي 2004 و2011. وأن الكثير منهم قد هرب بعد نقلهم إلى سجون عراقية».

 

وتكررت هذه المعلومات في صحيفة «الغارديان» البريطانية عام 2014،  وفي نشرة «ذي لونغ وور جورنال» المختصة بالشؤون العسكرية،  وفي صحيفتي دايلي بيست»  و«نيويورك بوست» الأمريكيتين ومجلة «دير شبيغل» الألمانية......

 

سؤال بليد
لا شك في أن أجهزة المخابرات الغربية أضعاف ما تملكه وسائل الإعلام الغربية المذكورة .. فلماذا تعامت عما يجري؟ ولماذا تجاهل الساسة الغربيون تهديدات مفتي بشار حتى بعد أن تحولت إلى وقائع في المدن الغربية من باريس ومدريد إلى لندن ومانشستر؟

 

إنه سؤال بليد.. فأرباح الغرب من وراء اختلاق داعش مخابراتياً وتضخيمها على يد ملالي قم وأدواتهم في بغداد ودمشق وبيروت -العواصم المحتلة- أرباح هائلة ومن دون مخاطر ولا رأسمال !!

تنظيم يفتك بأهل السنة ويتم اتخاذه ذريعة لتدمير مدنهم التاريخية بطيران الغرب وقطعان المجوس على الأرض؛ وتغيير تركيبتها السكانية،  مع تشويه الإسلام بالإصرار على أن داعش يمثله،  بشهادة عملاء الطغاة الذين يشتمون البخاري وابن تيمية ويتهمونهما بالمسؤولية عن الدعشنة!

 

ناهيك عن تخصص داعش في اغتيال قادة الثوار في سوريا،  وإشغال الفصائل الثورية عن مقاتلة الطاغية..

 

ولذلك سرعان ما تنطفئ تصريحات أي مسؤول غربي إذا حددت الأشياء بأسمائها ولو من بعيد.. وأقرب شاهد متاح حديث عضو الكونغرس الأمريكي مارك روبيو عقب مجزرة خان شيخون الأسدية الكيماوية ،  وجاء فيه:

 

:" أترون هذه الصور،  أترون هؤلاء الأطفال،  تخيل لو أنك هذا الأب وهذا ابنك،  الذي قتله النظام بالغاز،  لن تقبل بهذا النظام قائداً شرعيا لك،  وسيتملكك الكره والرغبة بالانتقام منه لما فعله بك وبعائلتك،  ضع نفسك في هذا الموقف،  سينتهي الأمر بهذا الشخص وغيره كثر بالانضمام لأي مجموعة تملك الأسلحة والمال تقاتل ضد الأسد في سوريا،  وللأسف كل مجموعة تملك ما يكفي من المال لقتال الأسد تحولوا إلى جهاديين يريدون النيل منه".

 

وتابع السيناتور (روبيو):" هؤلاء يريدون الانتقام منه لقاء ما فعل بأبنائهم،  لهذا يجب التخلص من الأسد،  فطالما بقي في منصبه ستبقى هناك عناصر متطرفة للتخلص منه،  ولتنشر أيديولوجيتها أيضا،  وهذا الأمر يخص مصلحتنا القومية،  وعلى كل الأميركيين الاهتمام بهذا،  لأنه يهمنا كشعب ويمس جوهر كياننا،  ولا يمكن أن نتجاهله".

 

وأردف السيناتور (روبيو): " كذلك لا يمكن أن نتجاهل تلك الدول التي ساهمت بحدوثه،  إن كانت كدولة مثل روسيا التي يقودها رجل كفلاديمير بوتين،  الذي يقول أمام العالم إن هذا من فعل للثوار لا من فعل النظام،  ولا يمكن تصديقه وتلك قمة الأخبار الكاذبة،  وتجرؤه على قول ذلك أمر مقلق أكثر،  ولم يكن ذلك ممكنا لولا الغطاء الذي وفره بوتين".

 

وتابع السيناتور: " ما يقودنا للاستنتاج،  أن كل من يدعم بشار الأسد بأعمال كهذه ويغطي على جرائمه في المسارح الدولية وفي المنظمات لحمايته من العقوبات،  هو شريك حرب،  لذا أكرر قولي :إن فلاديمير بوتين مجرم حرب يعاون مجرما آخر لقتل شعبه وقتل الأبرياء بالغاز".

 

انتهى كلام السيناتور لكن أعاجيب سياسة بلاده لا تنتهي، فها هي واشنطن قبل يومين تبرم اتفاقاً مع مجرم الحرب بوتن لإبقاء السفاح بشار فوق رقاب ضحاياه !