صفقة "حزب الله" وداعش وكشف المستور
8 ذو الحجه 1438
خالد مصطفى

منذ بدء ظهور تنظيم داعش على الساحة وهناك علامات استفهام كثيرة تدور حوله وحول علاقته بمن يدعي أنهم أعداء له مثل الميليشيات الشيعية المختلفة في العراق وسوريا ولبنان, والأنظمة التي تحرك هذه الميليشيات في طهران ودمشق..

 

وبمرور الوقت ظهرت في الأفق دلائل قوية على علاقة هذا التنظيم المشبوه بأنظمة طائفية تستغل وجوده لتوسيع نطاق نفوذها وترسيخ بقائها وتهديد جيرانها...

 

فمنذ بداية الثورة السورية ضد نظام الأسد النصيري المدعوم من إيران حاول هذا النظام وصم الثوار "بالإرهاب" ولم يفلح حتى ظهر فجأة تنظيم داعش وانتشر في سوريا وتمكن بشكل مريب من السيطرة على بعض المناطق بدعم من ميليشيات الأسد التي لعبت بورقة "إرهاب داعش" لنيل تعاطف الغرب ومنع الدعم عن الثوار بحجة أنهم على علاقة بالتنظيم بينما تؤكد الحقائق أن الثوار هم من يقاتلون داعش وليس نظام الأسد ولا حتى روسيا التي زعمت أن دخولها إلى سوريا جاء من أجل محاربته في حين أنها تركت التنظيم يرتع في الرقة وركزت على مناطق أخرى تحت سيطرة الثوار...نظام العراق الطائفي في عهد نوري المالكي أيضا ادعى معاداته لتنظيم داعش ثم قام بشكل مريب بتسليمه الموصل ذات الأغلبية السنية وانسحبت قوات المالكي من المدينة تاركة كميات كبيرة من الأسلحة للتنظيم ليتم شن حملة عسكرية على المدينة بمشاركة قوات أمريكية وميليشيات شيعية تدمر المدينة وتقتل وتعذب المدنيين بحسب وثائق وشهادات نشرتها صحف ومنظمات غربية وهو ما يتم الآن في تلعفر بنفس سيناريو الموصل...

 

ثم جاءت صفقة تنظيم "حزب الله" الشيعي اللبناني الذي ملأ الدنيا ضجيجا بشأن "حرب الدواعش" ليوفر الغطاء اللازم للتدخل في سوريا وظل طوال السنوات الماضية يخلط بين داعش والإسلام السني, حيث عقد التنظيم صفقة مع داعش سمحت لعناصره بركوب حافلات والخروج من الجرود والتوجه إلى ديرالزور بموجب اتفاق شارك فيه نظام الأسد، وأثار الجدل وسط اتهامات لـ"حزب الله" بإبرام صفقات على حساب الجيش اللبناني... فـ "حزب الله" الذي كان من أشد المعارضين للتفاوض مع داعش بحجة رفض الخضوع لمنطق المقايضة والمبادلة، تورط فيما كان رافضا له فما السر وراء ذلك يا ترى؟!..لقد أكد "حزب الله" أنه هو من يدير الدولة في لبنان وأنه قادر على فرض قراره على الجيش والحكومة مهما أدى ذلك لوقوعهما في الحرج أمام العالم أجمع.. واعتبرت تيارات وأحزاب عدة أن ميليشيات "حزب الله" منحت داعش فرصة أخرى لشن هجمات جديدة.

 

 

 

وأعادت وسائل إعلام لبنانية معارضة "لحزب الله" نشر تصريحات سابقة لمسؤولين من الحزب ترفض التفاوض مع داعش...الغضب وصل أيضا للعراق رغم العلاقات التي تربط الحزب بحكومة العبادي فقد أعرب رئيس الوزراء العراقي عن “رفضه للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حزب الله وداعش عند الحدود بين سوريا ولبنان”، مشددا على عدم قبول بغداد بنقل “أعداد كبيرة من عناصر داعش من الحدود اللبنانية السورية إلى المناطق الحدودية مع العراق” وإن كانت هذه التصريحات قد تدخل في إطار الخلاف الإعلامي الظاهري للتغطية على التنسيق بين الطرفين على الأرض فـ "حزب الله" داعم أساسي للميليشيات الشيعية التابعة للحكومة العراقية...

 

ما يؤكده هذا الاتفاق وغيره أن هناك جهات عديدة في المنطقة  تعادي تنظيم داعش في العلن بينما هي لا تريد القضاء عليه لأنه يقدم لها خدمات كبيرة للقضاء على الثوار في سوريا وتشويه الإسلام السني وتهديد الدول العربية السنية بدعوى أنها تدعم التنظيم, كما يظهر تورط دول كبرى في مثل هذه الصفقات المشبوهة لشرعنة وجودها العسكري لفترات طويلة قادمة بالمنطقة.