بين هجوم "لاس فيغاس" و "مانهاتن"
14 صفر 1439
د. زياد الشامي

لم تعد ملاحظة العنصرية الأمريكية والتمييز المستفز تجاه المسلمين حكرا على المثقفين أو المحللين السياسيين أو الخبراء والمفكرين .....فقد وصلت درجة العنصرية ومستوى التمييز ضد كل من ينتمي أو حتى ينتسب إلى دين الله الخاتم إلى حد الإسراف في المجاهرة والتمادي المستفز في العلانية والوضوح .

 

 

ومع أن هذه الحقيقة لم تعد بحاجة إلى تأكيد من شدة وضوحها وكثرة نماذجها وأمثلتها خصوصا في الأشهر والسنوات الأخيرة ... فإن الإشارة إلى مشهد جديد ونموذج حديث للمستوى الذي وصل إليه العم سام في عنصريته واستهدافه للمسلمين تبدو ذو أهمية ولو من باب التوثيق والتأريخ .

 

 

الفاصل الزمني بين الهجومين قصير لم يتجاوز الشهر الواحد , ونقاط الشبه بينهما كثيرة لا تخطئها عين المتابع .... لكن الفرق بينهما في التوصيف وردود الأفعال والتغطية الإعلامية و.....بارز و واضح .

 

 

نقاط الشبه والاختلاف

هجوم "لاس فيغاس"

هجوم "مانهاتن"

منفذ الهجوم

مسيحي أمريكي أبيض يدعى "ستيفن بادوك" 64 عاما .

مسلم أوزبكي مهاجر اسمه "سيف الله سايبوف" 29 عاما حسب الشرطة الأمريكية .

حصيلة الهجوم

59 قتيلا و527 جريحا حسب آخر الإحصائيات

8 قتلى و15 جريحا حسب آخر الإحصائيات

التوصيف الأمريكي الرسمي

الهجوم ليس إرهابيا وليس هناك ما يشير أنه إرهابي

الهجوم إرهابي

ردود الأفعال الرسمية

وصف الرئيس الأمريكي الهجوم بأنه "شر خالص" دون أن يتدخل في عقوبة الفاعل .

ترامب يطالب بتنفيذ عقوبة الإعدام بالفاعل ويصفه بــ "إرهابي نيويوك"

آثار الهجوم على الصعيد القانوني

لم يدفع الهجوم الحكومة لاتخاذ أي إجراء قانوني لمنع تكرار الهجوم أو التخفيف من احتمال وقوعه مرة أخرى على الأقل من خلال مزيد من الضوابط على حرية امتلاك الأسلحة الفردية مثلا أو .....الخ

أصدر الرئيس الأمريكي فور معرفة الفاعل تعليمات إلى سلطات الحدود بتشديد الرقابة على دخول الأجانب إلى الولايات المتحدة الأمريكية كما دعا إلى إلغاء برنامج القرعة لتأشيرات التنوع المعمول به في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1995م .

التغطية الإعلامية

لا تتناسب مع حجم الهجوم الذي يعتبر الأسوأ في تاريخ هجمات إطلاق النار في الولايات المتحدة الأمريكية

واسعة ويترجح أن تزداد في قابل الأيام وخصوصا بعد أنباء عن ارتباط الفاعل بــ"داعش" وتصريحاته في المشفى وأمام المحكمة التي مثل أمامها حسب وسائل الإعلام .

التعميم

لم تقم الولايات المتحدة باتهام الفاعل بالإرهاب فضلا عن أن تعمم التهمة على جميع مسيحيي أمريكا .

كثيرا ما قامت أمريكا باتهام جميع المسلمين بالإرهاب لمجرد قيام أحد من ينتسب إلى لإسلام بهجوم أو "عملية إرهابية"

 

 

استغلال إدارة الرئيس الأمريكي "ترامب" لهجوم "مانهاتن" لمزيد من التحريض ضد المسلمين وتعزيز خطاب الكراهية تجاههم حذر منه ومن تبعاته مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" معربا عن قلقه من محاولة الرئيس استخدام المأساة التي حدثت في نيويورك لتعزيز أجندته العنصرية .

 

 

تلفزيون kron4 الأمريكي أشار أيضا إلى محاولة "ترامب" استخدام الهجوم الإرهابي لاستهداف المسلمين ككبش فداء منوها أن إنهاء برنامج القرعة للتأشيرات سيضر كل الأسر المهاجرة وليس المسلمين فحسب .

 

 

انتقاد الازدواجية الأمريكية المفضوحة في التعامل مع حوادث العنف التي يكون الفاعل فيها مسلما لم يقتصر على المسلمين فحسب , فالتباين الصارخ والتمييز الممجوج دفع صحيفة “إندبندنت” البريطانية لانتقاد الفارق في تعامل الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” مع الحادث الذي قتل فيه أمريكي "مسيحي" أبيض 59 شخصاً في “لاس فيجاس” الشهر الماضي، وبين رد فعله على عملية الدهس التي قتل فيها 8 أشخاص في منهاتن بنيويورك .

 

 

الصحيفة تساءلت : أين كانت عاطفة وقيادة الرئيس الأمريكي الشهر الماضي عندما كانت أمريكا في حاجة ماسة لتحرك حاسم "لمحاربة الإرهاب" الداخلي ؟! وأين كان كل هذا الغضب من زعماء الجمهوريين من أجل سرعة تقديم تشريعات للمساعدة في حماية الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال؟!

 

 

كما تحدثت الصحيفة عن استغلال الجمهوريين – دون أن يعني ذلك تبرئة الديمقراطيين بالتأكيد - لحادث "مانهاتن" حيث لم يضيعوا فرصة ما حدث وسارعوا بضرب طبول الحرب ضد المجتمع الإسلامي ، كما استخدم الرئيس الأمريكي “تويتر” بعد ساعات فقط من عملية الدهس للتأكيد على أنه سيتم إدخال تغييرات سريعة لتعزيز الحدود، وإبقاء الأشخاص غير المرغوب فيهم بعيداً عن أمريكا .

 

 

لا يحتاج من يعلم حقيقة عداء قاطني البيت الأبيض لدين الله وأتباع عقيدة التوحيد لمزيد من الشواهد والأدلة على سياسة التمييز ضد المسلمين المتبعة في أمريكا وأوروبا عموما ولكن التذكير بالمستجد منها والتنويه بالمستوى المتنامي بعلانيتها و وقاحتها إن صح التعبير .....يشير إلى درجة ضيق دول الغرب بالمسلمين وخشيتهم وهلعهم من انبعاث دين الله الخاتم من جديد في عقر دارهم رغم ضعف الدول الإسلامية وأحوال المسلمين المزرية .